فجأة طلع إبراهيم أوعبا رئيس شباب خنيفرة بتصريحات مثيرة للجدل ومفاجئة تنم على الخلل الذي تعيشه كرة القدم في زمن نقول أننا ولجنا فيه بوابة الإحتراف، أوعبا تصدى للخسارة التي مني بها شباب خنيفرة أمام حسنية أكادير 4ـ2 بطريقة غير لبقة وتؤكد أن المسيَر مثلما يدعو إلى الإحتراف واحترام الإختصاص، فهو قد يكون أداة لزرع الفتنة والبلبلة داخل فريقه.
أوعبا ردَ على خسارة فريقه وحمَل مسؤوليتها جهرا وبطريقة مباشرة للمدرب هشام الإدريسي، عندما قال إنه لم يتقبل الطريقة التكتيكية التي لعب بها فريقه أمام الفريق السوسي وحمَله مسؤولية الهزيمة لأنه أساء اختيار وتموضع اللاعبين، وأعطى دروسا في الجانب التقني والنفسي وطالبه بتغيير أماكن اللاعبين وغيرها من الدروس الذي لقنها لمدربه ليعمل بها في المباريات القادمة.
تحوَل أوعبا بين ليلة وضحاها من رئيس إلى ناقد تقني يتفنن في الخطط التقنية وفي طريقة اللعب وتموضع اللاعبين، ونسي دوره كرئيس وكأول مدافع عن مدربه وفريقه، نسي أوعبا أن الإنتقاد جهرا لمدربه والتدخل في الإختصاصات هي خطوة تنم على الهواية وعلى سوء التعامل مع أي حدث، ولو أن الفريق الخنيفري مع الأسف لا يعيش أي مشكل، لأنه أولا قدم مباراة جيدة أمام حسنية أكادير، ثانيا سجل نتائج إيجابية مع انطلاق البطولة رغم إمكانياته الضعيفة، فمن أصل أربع مباريات سجل تعادلين وفوزاً وخسارة واحدة.
نسي أوعبا أن فريقه صاعد هذا الموسم من القسم الثاني وما سجله يعتبر إنجاز مع المدرب الإدريسي، ونسي أيضا أنه رفض انتداب اللاعبين الذين طالب الإدريسي بجلبهم وهم عشرة، وتعلل بالخصاص المالي، كالحارس بورقادي وتيبركانين والغزوفي وغيرهم...، كما نسي يوما عندما قال بالحرف إنه يعيش حلما جميلا وهو يواجه الجيش في الدورة الأولى وأغرق بالثناء على مدربه لأنه حوَل حلمه لحقيقة بالقسم الأول، ونسي أخيرا عندما وعد أنه سيكون أول مدافع على مدربه الشاب هشام الإدريسي.
شباب خنيفرة هو الفريق الوحيد الذي لم يتعاقد مع لاعبين بمبالغ مالية، بعد أن نجح هشام الإدريسي في تكوين مجموعة في المستوى وجنَب إدارة الفريق صرف الأموال على اللاعبين، لاعبون أيضا آثروا البقاء بعد أن أقنعهم الإدريسي بعدم الرحيل، ثم لا ننسى أن الشطر الأول من منحة التوقيع التي توصل بها اللاعبون هي 4 مليون سنتيم، فقط وهنا يكمن جور الرئيس المطالب بالإهتمام باللاعبين ومشاكلهم، خاصة أن حالة من الإستياء تنتابهم بسبب المبلغ الهزيل الذي توصلوا به من منحة التوقيع.
أوعبا عوض أن يرفع من همة ونفسية اللاعبين الذين تنقصهم الكثير من شروط الممارسة ويجد أيضا حلولا للواقع الذي يمارس فيه الفريق على مستوى الإمكانيات، أبى إلا أن تكون له ردَة فعلية سلبية على جانب تقني ليس من اختصاصه للحديث عن خسارة هي الأولى للفريق وليست نهاية العالم، لأن مثل هذه التصريحات المجانبة للصواب سيكون لها تأثير سلبي على أجواء الفريق ونفسية الطاقم التقني، والرؤساء الحقيقيون كما نعرف هم الأكثر نضجا وحكمة ودراية لما يقولون ومتى يتكلمون وعن أي شيء يُعلَقون.
عبداللطيف أبجاو