مفاجأة الموسم ككل وليس مفاجأة الدور والمسابقة، نهضة بركان واصل فتوحاته وملاحمه داخل ملعبه وبات رقما صعبا على مستوى العروض الجيدة التي يقدمها وكذا قهره لمنافسيه.
النهضة حققت مكسبا مريحا بالذهاب والمغرب الفاسي بتاريخه الحافل مطالب باستعادة الكبرياء والتمرد على الوضع وتحقيق عودة عملاقة تنتصر لعلاقته المميزة بالمسابقة ولو أمام منافس صعب المراس.
        عبق البرتقال
طبع نهضة بركان المسابقة المجيدة ببصمته وبنفحة البرتقال، ليكون رقمها المميز هذا الموسم بعبوره لمحطة جد متقدمة أولا وثانيا للنتائج التي حققها والإقناع الكبير الذي رافق مبارياته سيما تلك التي لعبها داخل الديار.
النهضة البركانية في رواق أكثر من مريح للمرور للمباراة النهائية، والطريقة التي روض من خلالها النمور الصفر، تمنحه أفضلية نسبية ومريحة سيما بعدما تفادى استقبال هدف بقواعده.
كأس العرش تفوح برائحة وعبق البرتقال إذن والنهة تتحضر نوسطالجيا عمره 27 بالتوجه رأسا للمباراة النهائية ولو أن الأمور كلها تتوقف على مدى استجابة لاعبيه لرهان الضغط الكبير الذي سيواجهونه بفاس.
النمور والإنتفاضة
من غرائب الوضع اللصيق بالمغرب الفاسي هو كونه أزاح أكبر فريقين متوجين بالكأس الفضية (الوداد البيضاوي والجيش الملكي) وتعذب أمام النهضة البركانية.
الطريقة التي وصل بها النمور الصفر لنصف النهائي كانت تمنحه أفضلية وهو يلاقي نهضة بركان على قواعد الأخير، إلا أن انهياره بسهولة واستقباله لهدفين ساهم في تعقيد وضعيته أكثر.
لذلك سيكون على المغرب الفاسي استحضار تاريخه وعلاقته وارتباطه الوثيق بالكأس الفضية ليتمرد على نتيجة الذهاب ويذيب التفوق البركاني المرسوم، ولو أنه سيكون حريصا على عدم استقبال هدف داخل قواعده، الشيء الذي قد يصعب مهمته ويجعله مطالبا بتسجيل أربعة أهداف وهو ما يبدو صعبا للغاية أمام منافس منظم.
كل بركان خلف الفرسان
هي مباراة التاريخ و مباراة لا يرى من خلالها المدرب طاليب أولا والمهاجم حلحول ثانيا ولا حتى رئيس النهضة ثالثا فوزي لقجع مجالا للتفريط في حلم العبور للنهائي الواعد والحالم.
لذلك كل بركان تتعبأ لمرافقة النهضة ودعم حظوظها أمام منافس كان الأكثر حضورا وتواجدا في النهايات خلال المواسم الأخيرة.
المدرب دوماس في مهمة صعبة للغاية ومطالب بالكشف عن زاد الخبرة والتجربة الكبيرة التي راكمها داخل نادي كاين الفرنسي لعبور المطب البركاني الملغوم.
النتيجة التي انتهت إليها مباراة الذهاب تمنح سبقا كبيرا للنهضة، لكن إدراك النمور لهدف مبكر هو وحده من سيجعل سيناريو المواجهة يأخذ شكلا آخر ويعيد التوازن لحظوظ.
النهضة لم تخسر بالمسابقة
مسار أكثر من جيد لنهضة بركان بالمسابقة الفضية، حيث حققت نتائج طيبة وهو الفريق الذي لم يخسر على الإطلاق بجانب الفتح الرباطي في كل الأدوار لغاية العبور لنصف النهاية.
نهضة بركان أزاحت اتحاد طنجة وشباب قصبة تادلة بتفوق صريح في أول الأدوار قبل أن تلتهم الحسيمة والمغرب الفاسي ذهابا، لتتعامل مع مباريات الإياب بالحذر اللازم.
فهل يواصل فارس البرتقال صموده في وجه رياح الأزمة حتى وهو يلاقي فريقا له صولات مع الكأس الفضية ويسعى للتعويض وبلوغ النهائي مرة أخرى؟