هو السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في الظرفية الراهنة، فالمرحلة التي يجتازها الرجاء البيضاوي جد صعبة ولا تتماشى مع إمكانياته المادية والبشرية، قد يقول البعض بأن الإنتدابات التي أقدم عليها المكتب المسير لم تكن ناجحة ولم تراع الخصاص ولا البروفايل الذي يصلح لفريق من حجم الرجاء، لكن لا أحد يمكنه أن ينكر بأن التركيبة البشرية التي يتوفر عليها الفريق الأخضر هذا الموسم يمكن اعتبارها الأفضل على المستوى المحلي ولا يمكن مقارنتها بمستوى باقي الفرق التي تواضع أمامها النسور وتجرعوا منها مرارة الهزيمة، كما لا يمكن كذلك أن نخفي تراجع مستوى مجموعة من العناصر التي كانت تشكل دعامة أساسية للفريق الأخضر في الموسم الماضي وعجزها عن تقديم تلك الإضافة المرجوة، وبالتالي تحقيق النتائج الإيجابية.
ما حدث للعميد اسماعيل بنلمعلم وعدم قدرته على تجاوز الضغط ما فرض عودته من مدينة أكادير، ومسلسل تضييع فرص أمام المرمى في المباراة الأخيرة بالقنيطرة وعدم قدرة اللاعبين على إبداء رد فعل إيجابي بعد الهدف الذي سجل في مرمى الحارس العسكري، واستسلام مجموعة من اللاعبين للبكاء في مستودع الملابس بعد نهاية المباراة، كل هذه المعطيات تؤكد بالملموس درجة الإحباط التي بلغها لاعبو الرجاء، خاصة بعد أن تعرضوا لوابل من السب والقذف من طرف جماهيرهم.
الأكيد أن تجاوز مثل هذه الحالات تتطلب الإستعانة بما يسمى بـ «الكوتش مونطال» ليساعد الطاقم التقني في مهمته لإعادة تأهيل اللاعبين من الناحية النفسية.. لقد قام المكتب المسير بتغيير المدرب دون أن تتغير النتائج، لكنه لم يفكر في أهمية الدور الذي يلعبه التهييء النفسي للاعبين يعانون من الضغط ومن افتقادهم للثقة.
إ.بولفضايل