تحدث المدرب توشاك بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقه بالدفاع الحسني الجديدي بكل موضوعية وبصراحته المعهودة، بل إنه أعطى للجميع دروسا في كرة القدم بمعناها الإحترافي، فليس الإحتراف مجرد تعاقدات وانتدابات وصرف أموال طائلة، بل إنه احتراف في العقلية كذلك، فإذا كان الجمهور الودادي قد صب جام غضبه على الحكم رضوان جيد باعتبار كثرة الأخطاء التي أعلنها وعدم تركه للإمتياز وكذا استعماله الزائد للسلطة وتوجيه إنذارات للاعبين عند كل حركة فإن المدرب الويلزي رفض الإختباء وراء أخطاء التحكيم أو تعرض حارسه الرسمي عقيد للإصابة بعد الإصابة التي تعرض لها بنعاشور.
في مرحلة سابقة، وفضل توجيه إنذار شديد اللهجة للاعبيه بعد نهاية المباراة حين هنئ أولا الدفاع الحسني الجديدي بهذه النتيجة كما أشاد بمدربه طارق مصطفى مؤكدا بأن فريقه كان يستحق النقاط الثلاث في هذه المباراة، وهي الشهادة التي اعتز بها المدرب المصري خاصة أنها صدرت من مدرب كبير بمواصفات عالمية.
وتابع المدرب الويلزي خرجته الإعلامية وتحليله لهذه المباراة في الندوة الصحفية قائلا:
«لقد تحصلنا على نقطة إضافية غير مستحقة أمام فريق لعب بنقص عددي بعد طرد أحد لاعبيه منذ منتصف الجولة الأولى، وإذا كان الفريق الجديدي قد لعب بعشرة لاعبين وكان يستحق الفوز وثلاث نقط كاملة فإننا لم نكن نستحق هذا التعادل لأننا لعبنا فقط بستة لاعبين أما الآخرين فإنهم كانوا خارج المباراة،لقد تحدثت مع اللاعبين طيلة الأسبوع وحذرتهم وطلبت منهم التركيز والتعامل مع الوضع الحالي والذي يعني صدارة الترتيب بكل الإحترافية اللازمة،فيجب على اللاعب المحترف أن يفهم ماذا تعني صدارة الترتيب وأن يتعلم كيف يلعب تحت الضغط، لكن اليوم اللاعبون لم يقدموا ما يشفع لهم بالفوز ولا بالتعادل ولم يلعبوا بشخصية الفريق البطل وهذا إنذار ورسالة يجب أن يستوعبوها ويعملوا على تدارك الموقف في المستقبل.
حاليا كل الفرق التي ستواجه الوداد ستلعب بارتياح وبدون ضغط لأنها تلعب أمام متصدر الترتيب وبالتالي فليس لديها ما تخسره ومن الواجب أن نكون أكثر تركيزا داخل رقعة الميدان، صحيح أن هناك أشياء عديدة ساهمت في هذه النتيجة منها إصابة الحارس وأشياء أخرى لكننا لن نختبئ ولن نلتمس أي عذر لأنفسنا».
إنها بالفعل رسالة شديدة اللهجة للعناصر الودادية التي يبدو بأنها كانت منتشية بنتائجها الإيجابية الأخيرة وعجزت عن استثمار هدف السبق الذي سجله السينغالي ديلاني فال وأضاعت فرصا ثمينة لقتل المباراة قبل أن تتراجع للوراء وتترك المبادرة للفريق الدكالي ما سمح له بتعديل الكفة.
توشاك أكد بأن لاعبيه لم يتعاملوا مع الوضع بشخصية البطل وهذا ما كلف الفريق الأحمر ضياع الألقاب في السنوات الأخيرة، إذ عادة ما كان الفريق يحقق نتائج جيدة في مرحلة الذهاب لكنه غالبا ما كان يتراجع في مرحلة الإياب.
ومن جهته فإن المدرب توشاك ومن خلال تجربته يبقى مطالبا بإيجاد حلول ناجعة لهذا الوضع خاصة أنه أكد في نهاية هذا اللقاء بأن هناك حلولا لكل شيء ما عدا الموت.
فهل يتمكن المدرب الويلزي من تصحيح هذا الوضع حتى لا ينعت فريقه مرة أخرى بأرنب السباق؟

إبراهيم بولفضايل