بأي حال يعود فرسان البطولة في الإياب الحاسم
تعود عجلة بطولة المحترفين للدوران بعد توقف دام ثلاثة أسابيع، إذ كانت الفرصة أمام المدربين لوضع آخر اللمسات قبل انطلاق رحى مرحلة الإياب التي غالبا ما تكون حاسمة وصعبة على الجميع، وسعت كل الأندية إلى الإستفادة من هذه الأسابيع على جميع المستويات، سواء البدنية أو التقنية وكذا البشرية لتحقيق الأهداف والطموحات، سواء الأندية التي تنافس على اللقب أو التي يبقى هاجسها احتلال الصفوف الأمامية أو تفادي النزول لقسم المظاليم.
فرصة لمراجعة الأوراق
إستغلت أندية البطولة الإحترافية عطلة ثلاثة أسابيع، حيث كان هاجسها تصحيح وترميم بيتها، علما أنه غالبا ما يخدم هذا التوقف وكما هو معروف الأندية التي تعذبت في مرحلة الذهاب ولم تسجل نتائج إيجابية، وكانت الفرصة أمامها لإصلاح كل الشوائب التقنية، غير أن الملاحظة الهامة ونحن نسلط الضوء على الأندية المستفيدة من هذه العطلة سيتأكد لنا أن أغلبها لم تكن نتائجها مستقرة ولم تحافظ على النسق التصاعدي، إذ تارة تسجل نتائج إيجابية وتارة أخرى تتراجع، ويبقى الرجاء أكثر الفرق التي وجدت خطها التصاعدي القوي قبل انتهاء مرحلة الذهاب، فبعد مرحلة الفراغ التي مرَ منه الفريق استطاع أن يستعيد توازنه بتوقيعه نتائج إيجابية، إذ سجل في المباريات الأربع الأخيرة ثلاثة انتصارات وتعادل واحد.
معسكرات لشحن البطاريات
راهنت مجموعة من الأندية على إجراء معسكرات للتركيز أكثر، وغالبا ما يسعى المدربون استغلال هذه التربصات من أجل الإستعداد بهدوء والتركيز مع لاعبيهم، حيث تسمح مثل هذه المعسكرات إلى تواصل المدربين مع لاعبيهم أكثر وخلق أجواء أخرى من الإنسجام، سواء بين اللاعبين وأعضاء الطاقم التقني أو بين اللاعبين أنفسهم.
وكانت مراكش قبلة لبعض الأندية الذي استغلت هذه المدينة الجميلة للإستعداد، كالنادي القنيطري والمغرب الفاسي والجيش والوداد، فيما استعد شباب الحسيمة ونهضة بركان بالمحمدية، أما شباب خنيفرة واتحاد الخميسات فاختارا معهد مولاي رشيد بسلا، والرجاء بالجديدة والمغرب التطواني بطنجة، بينما آثرت بعض الفرق الاستعداد بمدنها على غرار الدفاع الجديدي والفتح.
رتوشات بشرية
كالعادة تتخلل فترة توقف البطولة افتتاح أبواب فترة الإنتقالات الشتوية كفرصة أخرى من أجل تعزيز الصفوف وسد المراكز التي تشكو خصاصا، وطبعا تهافتت الأندية على اللاعبين وعززت صفوفها، على أن أهم ملاحظة تمثلت في أن أندية طابور المؤخرة كانت الأكثر نشاطا في الميركاطو الشتوي وتحركت لتعزيز صفوفها، على غرار شباب خنيفرة واتحاد الخميسات اللذين حطما الرقم القياسي في الإنتدابات بأكثر من تسعة لاعبين لكل فريق، والظاهر أن نتائجهما السلبية دفعتهما للمراهنة على التغييرات البشرية، على أن الأندية الأخرى فقد عززت صفوفها حسب الخصاص التي تعاني منه في بعض المراكز.
طابور المقدمة
يدرك الوداد أنه أضاع نقاطا ثمينة في الدورات الأخيرة جعلت أندية المطاردة تقترب منه وتقلص الفارق، لذلك يبقى متصدر البطولة واحدا من الأندية الذي استفاد من هذا التوقف لتصحيح أوضاعه والعمل على شحن بطارياته استعدادا للإياب، توشاك يدرك أن شيئا ما ينقص فريقه ووقف ضدا عن إرادته للحفاظ على بدايته القوية، وسيكون عليه إيجاد الوصفة لتجاوز هذا التراجع.
نفس الملاحظة على الكوكب المراكشي الذي لم تستقر نتائجه في الدورات الأخيرة، بينما نجح الرجاء في التألق وكسب نقاطا هامة بدليل أنه ارتقى للمركز الثاني بفارق نقطة واحدة على المتصدر الوداد، إلى جانبه نجد أولمبيك خريبكة وحسنية أكادير اللذين حافظا على نتائجهما الجيدة ولم يتراجعا كثيرا في الدورات الأخيرة، بدليل أنهما يتقاسمان المركز الثالث إلى جانب فارس النخيل.
الباحثون عن الإستقرار
توقف البطولة سيسمح لبعض المدربين وضع بعض الرتوشات على فرقهم لتحسين الترتيب والبحث عن نتائج إيجابية أخرى، كالفتح الرباطي الذي وقع على ذهاب مقبول، لكن المدرب وليد الركراكي يدرك أن بإمكان فريقه تحقيق نتائج أفضل إن استغل إمكانياته جيدا، لذلك سيكون على الطاقم التقني وضع لمسات جديدة بعض توقف البطولة، على غرار نهضة بركان كذلك والدفاع الجديدي وأولمبيك آسفي والجيش.
وكالعادة ستكون أندية طابور المؤخرة المستفيد الأكبر من هذا التوقف اعتبارا إلى أنها كانت بحاجة إلى فترة لمرجعة أوراقها وترتيب أمورها قبل استئناف مرحلة الإياب، كشباب خنيفرة واتحاد الخميسات والمغرب الفاسي وشباب الحسيمة والنادي القنيطري.
بأي حال يعودون؟
هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة قبل ضربة بداية مرحلة الإياب، إذ يسود ترقب كبير خاصة وأن الأندية تتوسم خيرا بعدما استفادت من توقف البطولة، من خلال المعسكرات التي أجرت والمباريات الودية واللاعبين الجدد الذين عززوا صفوفها.
ولأنه الشطر الحاسم والأخير فإن النقاط تزن ذهبا لجميع الأندية مهما اختلفت أهدافها، وتسعى كل الأندية إلى تحسين مردودها التقني والبحث عن النتائج الإيجابية، إذ تأكد من خلال متابعة استعداداتها خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة أن كل الأندية استعدت بشكل جيد وأخذت كل التدابير التقنية والبدنية والنفسية، لمواجهة الفترة القادمة أو بالأحرى النصف الثاني والأخير من البطولة وتحقيق الأهداف المتوخاة، وبين منافس على اللقب وباحث عن تحسين الترتيب ومتطلع لتفادي النزول ستدور رحى شطر إياب كل المؤشرات تؤكد أنه سيكون مثيرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
عبداللطيف أبجاو