أربعة تعادلات متتالية تلك هي حصيلة الجيش في الدورات الأخيرة، حيث نال أربع نقاط من أصل أربع مباريات، وهي حصيلة تؤكد مدى التراجع الذي ضرب أطناب هذا الفريق وزعيم الكرة المغربية، ولم تكن النتائج المتواضعة هي ما باتت تشغل مكونات الفريق، ولكن المركز الذي بات يحتله أي العاشر الذي يهدده أكثر من أي وقت مضى للنزول للدرجة الثانية.
أحلام وردية
مر الجيش في بداية الموسم من أزمة نتائج ولم يجد الطريق الصحيح للنتائج الإيجابية، وعاش مجموعة من المطبات سواء على مستوى النتائج أو استقراره الداخلي، كما عانى أيضا من العقوبات التي طالته والتي أثرت عليه كثيرا، وهذه المشاكل التي تكالبت عليه ساهمت في تراجع نتائجه، وحتى تجربة المدرب السابق رشيد الطوسي لم تفد الفريق في شيء، حيث وجد الأخير صعوبات كبيرة من أجل إيصال الكتيبة العسكرية لبر النتائج الإيجابية.
ومن سخرية قدر الجيش أن إدارة الفريق خططت هذا الموسم من أجل المنافسة على الألقاب، ووضعت كل التوابل لذلك، سواء على مستوى التركيبة البشرية التي كانت معززة بلاعبين مجربين أو الطاقم التقني الذي كان يقوده المدرب الطوسي الذي سبق أن تذوق حلاوة الألقاب، غير أن هذه الأهداف ذهبت أدراج الرياح ووجد الفريق العسكري نفسه غارقا في النتائج السلبية.
طفرة ملموسة
بمجرد تعاقد الجيش مع المدرب خليل بودراع عادت أسطوانة النتائج الإيجابية وسجل الفريق العسكري نتائج طيبة مكنته من الإرتقاء في سلم الترتيب، ولم تكن النتائج الإيجابية هي ما ميزت بودراع في بدايته مع  الفريق العسكري بل إن مستوى الفريق تطور كثيرا، مع بعض التغييرات التي قام بها بإقحام مجموعة من اللاعبين الشباب في التشكيلة الرسمية، ومنحهم فرصة تفجير مواهبهم على غرار اليوسفي والشيخي والجعواني وخابا وغيرهم.
مسلسل التعادلات
عين خبيثة تلك التي أصابت المدرب خليل بودراع، فبعد أن نال كل أنواع الإشادة والثناء وجد صعوبات لقيادة فريقه نحو النتائج الإيجابية، خاصة مع انطلاق مرحلة الإياب التي لم تبتسم للمدرب وللفريق ككل، رغم أن بداية هذه المرحلة كانت ناجحة بعد أن سجل فوزا عريضا على شباب خنيفرة بثلاثة أهداف لواحد، غير أن ما تلاها كان مجرد تعادلات وضياع للنقاط.
وسجل الجيش أربع تعادلات متتالية أمام الرجاء واتحاد الخميسات والدفاع الجديدي وأولمبيك أسفي، ما يعني أن الفريق العسكري نال فقط أربع نقاط من أصل 12 نقطة، وهي حصيلة تبدو جد متواضعة وضيعت على الجيش عدة نقاط ثمينة، فكان من الطبيعي أن يؤكد الجيش دخوله مرحلة الشك والقلق بعد أن كان الكل ينتظر أن يواصل بودراع بدايته القوية، غير أنه استسلم لجملة من التعادلات.
شك وقلق
بإلقاء نظرة على ترتيب الجيش في البطولة سيتأكد له مدى التراجع الذي بات يعيشه، إذ يحتل المركز العاشر بعشرة نقاط، والأكثر من هذا أن فارق النقاط بينه وبين اتحاد الخميسات وشباب الحسيمة متذيلي الترتيب هو ست نقاط، وهو رقم يؤكد أن الفارق ليس شاسعا وأن الجيش دخل فعلا حسابات المؤخرة بقوة، وبات مهددا هو الآخر بالنزول للقسم الثاني، وهي وضعية تستلزم الفريق العسكري النهوض عاجلا من سباته ودراسة مستقبله قبل فوات الأوان، خاصة أن سير العساكر في نفس سكة النتائج المتواضعة سيزيد قطعا من ارتفاع نسبة نزوله للقسم الثاني، علما أن مباراته القادمة لن تكون مفروشة بالورود عندما يرحل لمواجهة حسنية أكادير، هي مباراة صعبة، إذ قياسا مع وضعية الجيش الآنية سيكون عليه إعداد الأسلحة اللازمة للعودة بنتيجة إيجابية تقوي حظوظ بقائه، ما دام أنه وجد نفسه بين عشية وضحاها ينافس على البقاء بدل المنافسة على الألقاب.

عبداللطيف أبجاو