بأي شكل يعود الفتح للمنافسة الإفريقية؟

بعد أن دخلت الأندية المغربية الثلاثة الأدغال الإفريقية من دورها التمهبدي والتي عرفت إقصاء نهضة بركان من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية وتأهل الرجاء والمغرب التطواني في كأس عصبة الأبطال الإفريقية للدور الأول، يستعد الفتح لدخول المنافسة الإفريقية بعد أن أعفي من الدور التمهيدي، وسيواجه نادي بور الطوغولي في ذهاب كأس الكونفدرالية الإفريقية بالرباط، والنية تشريف الكرة المغربية  إلى جانب الرجاء والـمغرب التطواني.
فلاش باك
دخل الفتح نادي المتوجين في المنافسة الإفريقية بعد أن فاز بكأس الإتحاد الإفريقي عام 2010 مع المدرب الحسين عموتا، ووقع على أول تتويج قاري بعد فوزه في النهائي على نادي الصفاقسي التونسي، ورغم هذا التتويج الذي كان فاتحة خير على هذا الفريق الذي جنى ثمار استقراه وسياسته الإحترافية بعد أن فاز في نفس الموسم بكأس العرش، فإن المشاركة التي تلتها مع المدرب جمال السلامي لم يكتب لها النجاح، بعد أن توقف مسار الفريق الرباطي في دور المجموعتين، لذلك سيكون رهان الفتح من المشاركة الحالية إنجاح التجربته والذهاب بعيدا رغم التغيير البشري والتقني الذي عرفه هذا الموسم.
في أفضل حال
يدخل الفتح المنافسة الإفريقية وهو في أفضل حالاته وبمعنويات مرتفعة، بدليل أنه سجل نتائج إيجابية هذا الموسم ويسير للتوقيع على موسم ناجح زكاه بالفوز بلقب كأس العرش ومركز متقدم في ترتيب البطولة، ووجد فريق العاصمة لنفسه مكانا ضمن الكبار وبات واحدا من المنافسين على اللقب، رغم أن المدرب وليد الركراكي يكرر مرارا أنه لا يضع اللقب نصب عينيه ولا ينافس على الدرع، رغم النتائج الإيجابية التي سجلها منذ انطلاق الموسم.
والأكيد أن ما يزيد من قوة الفتح هو الأسلوب الواقعي الذي يميزه وكذا الطريقة التي تجعل منه واحدا من الأندية العنيدة والمشاكسة والتي أعطت نكهة أخرى للبطولة، إذ سينعكس حتما  هذا الحضور الجيد في البطولة على مشاركته في كأس الإتحاد الإفريقي وسيحفزه للنجاح في مهمته القارية.
الركراكي والتحدي الجديد
نجح المدرب وليد الركراكي في فرض نفسه كواحد من المدربين الذين خطفوا الأضواء وأكدوا مواهبهم، ورغم أن الأخير حديث العهد في البطولة ويخوض أول تجربة له على الصعيد المحلي إلا أنه وجد لنفسه مساحة هامة في خارطة الكرة المغربية.
الركراكي الدولي المغربي السابق سيدخل تجربة جديدة وبتحديات أخرى مع فريقه، وإذا كان مدرب الفتح قد تعرف على الأدغال الإفريقية كلاعب بعد تجاربه الكثيرة مع المنتخب المغربي، فإنه سيستشرف اليوم المنافسة القارية كمدرب لأول مرة مع الفتح، والظاهر أن هذا المعطى لن يشكل هاجسا أمامه، فمن يعرف ذكاءه وأسلوب تفكيره ورده فعله، سيتأكد له أنه قادر على تجاوز كل الألغام التي قد تقف أمام طموحاته الإفريقية.
بأي حضور؟
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل الفتح قادر على إعادة إنجاز 2010، وهل يملك فعلا الإمكانيات البشرية والأسلحة الفنية للذهاب بعيدا في المنافسة، ولو أن التجارب السابقة  تؤكد أن الفتح بإمكانه أن يكون أيضا مفاجأة هذه النسخة إن آمن بحظوظه، على غرار ما قام به المغرب الفاسي مع رشيد الطوسي والفتح نفسه مع المدرب الحسين عموتا.
إعتبارات عدة تمنح الفريق الرباطي حظوظ الذهاب بعيدا في منافسة كأس الاتحاد الإفريقي، سواء على مستوى الإستقرار الذي ينعم به والنتائج المشجعة التي يسجلها في البطولة وكذا اللاعبين المميزين الذين يتوفر عليهم، دون أن تستثني وجود مدرب ذكي يعرف كيف يتعامل مع المباريات، وهذه كلها معطيات تؤكد أن فريق العاصمة قادر للتوقيع على مشاركة ميزة إن عرف كيف يستغل إمكانياته.

عبداللطيف أبجاو