بعد فترة ناهزت 9 أشهر تخللتها 6 معسكرات و3 مباريات ودية، وبعد رحلات مكوكية وماراطونية قادت المدرب فاخر ومساعديه لرصد آخر تطورات لاعبي البطولة الإحترافية، إختار الـمدرب فاخر هذه الـمرة محكا إعداديا مختلفا عن النزالات السابقة والتي تفاوتت قيمتها ودرجة قوتها.
البداية بمنتخب الكونغو العريق والمجرب والذي كشر عن أنيابه بـ (الكان) الأخير وقلب الطاولة على وصيف البطل ورافق المنظم متصدرا لمجموعته للدور الثاني.
عن حسابات هذا النزال ومقاصده نعرض للمتابعة التالية:
3 نزالات لشحن البطارية
قبل هذه المباراة خاض المنتخب المحلي 3 نزالات ودية اختلفت درجة القوة فيها وهو ما قاد في نهاية المطاف لاختلاف درجة التقييم.
البداية كانت بالإجهاز على منتخب تشاد بثلاثية نظيفة أعقبتها الإطاحة بمنتخب موريتانيا برباعية نظيفة أيضا، وحتى في ظل حضور هذين المنتخبين بتشكيلهما الأول، إلا أن هناك من رأى في النزالين ما لا يشفي الغليل ويلبي الغايات ولم يختبر بالدرجة الكافية قدرات لاعبي البطولة ووضعهم بالقلب الذي يكشف العيوب.
وما إن رفع فاخر والجامعة الإيقاع بعض الشيء باختيار منتخب رواندا في محطة ثالثة حتى ظهرت بعض الثغرات وانكشف المستور بتعادل مخيب في الشكل وحتى المضمون حين قدم المحليون مباراة رتيبة.
وقبل كل هذه المباريات كانت هناك معسكرات بالموازاة مع ذلك هدف من خلالها الناخب الوطني في كثير من المرات للإبقاء على جانب التواصل والتناغم قائما بين المجموعة والتي ظل يطعمها كل مرة بفلتة تبرز في دورة من دورات البطولة.
فاخر ينقح الكومندو
الغاية من الرصد الـمتتالي والرحلات التي قطعها المدرب بالطول والعرض والتتبع الدائم لـمباريات البطولة، حتى وإن كان فاخر يملك بيانات مفصلة عن كل لاعب، إلا أنه وهو الملم والعارف بتقلبات المستويات وعدم ثباتها كان كل مرة يطلع بجديد وبلاعب يضيفه للمجموعة ويسقط لاعبا آخر يسحبه بهدوء وهكذا.
وبإلقاء نظرة على العدد الإجمالي الذي اختبره فاخر في المباريات الودية والـمعسكرات التي سبقتها نصل لعدد 42 لاعبا وهو ما يمثل رقما محترما لنواة موسعة لمنتخب محلي يتشكل من لاعبي البطولة الذين يفوق عددهم 700 لاعبا.
وفي نهاية المطاف بدأت نوايا المدرب تتضح من خلال الإقدام على بعض الروتوشات الضئيلة والمحدودة، بعدما أيقن أن التغيير لن يقود بالضرورة للنتيجة المرجوة وهو إيجاد منتخب قوي ومنسجم والأكثر من هذا معروف الهوية والشكل التكتيكي.
المنتوج على المحك
إختيار فاخر لـ 28 لاعبا لـمبارتين تحكمت فيه الكثير من الإكراهات منها اقتسامه وتشاركه في عدد من اللاعبين مع المنتخب الأول (4 لاعبين).
وثانيا إلتزام عدد منهم بالـمباريات المؤجلة بالبطولة كحالة الرجاء والحسنية وهو ما فرض تأخر التحاق 3 عناصر بالـمعسكر الذي احتضنته مدينة مراكش.
وبحسبة أخرى يكون الـمنتخب المحلي قد دخل معسكر مدينة مراكش منقوصا من 7 لاعبين محوريين.
كل هذا لا يقدم الأعذار لفاخر والذي كان هو من أصر على اختيار منتخب الكونغو وواحدا من المنتخبات الإفريقية المتمرسة لـمواجهته قبل الـمباراة الفاصلة المؤهلة لـ (الشان)، لوضع منتوج البطولة الإحترافية على المحك واختبار قدراته بشكل صحيح.
ولأنه بتواجد عدد من اللاعبين الذين اكتسبوا خبرة كافية بمثل هذه المواعيد سواء مع الفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية كحالة بورقادي أو مع فرقهم (الشاكير وبنجلون ولاعبي الرجاء والـمغرب التطواني والدفاع الجديدي والوداد) قاريا، فإن فاخر سيراهن على هذه المرة في محاولة لمصاقرة منتخب إفريقي قوي وله خبرة كافية بالمواعيد الغليظة.
الكونغو لا تمزح
وما يعزز هذا هو التركيبة التي اختارها كلود لوروا والتي لا تختلف عن تلك التي خاضت (الكان) الأخير إلا في بعض المراكز باستدعاء عدد كبير من اللاعبين المحترفين.
شنسيل ماسا حارس ليوبار وكريستوفر مافومبي حارس لوبونتي الفرنسي عنصرا خبرة بالمجمونة، إضافة لفرانسيسكو نغانغ لاعب شارلوروا البلجيكي ومارفين بيتودري لاعب أميان الفرنسي وكريس مالونغا المحترف بلوزان السويسري ثم فيريوري نحم وسط نادي كلوج دونما إغفال لحضور أونداما وغامفولا سفيري لوروا بالبطولة.
بهذا الشكل سيكون المنتخب المحلي أمام واحد من الإمتحانات القوية والكبيرة بمشواره التحضيري الذي يسبق المباراة الفاصلة المؤدية به لــ (الـشان).
كل هذا يدركه فاخر ويدرك قبله أنه سيكون بصدد مواجهة تكتيكية خالصة يفضلها المدرب المغربي أمام مدرب خبير يقرأ المباريات مباشرة بعد ضربة الإنطلاقة وبمجرد كشف منافسه عن قائمة لاعبيه.
لاعبو البطولة أمام امتحان حقيقي وأمام فرصة للتأكيد على أنهم بالفعل يستحقون دور البطولة المطلقة وليس مجرد شغل دور الكومبارس.
منعم بلمقدم