أنهى المنتخب الوطني مواجهته الودية ضد ضيفه العالمي المنتخب الأوروغوياني بهزيمة صغيرة بهدف نظيف لم تعكس الصورة الجيدة والمقنعة التي ظهر بها أمام أنصاره بملعب أدرار بأكادير في نزال مشوق ومثير.
المنتخبان قدما صورة غاية في الندية والقوة والإندفاع البدني بعيدا عن الطابع الودي والتجريبي، وظهرت الإلتحامات الثنائية والإنغلاق التكتيكي بشكل كبير خلال مجمل أطوار المواجهة، حيث إنحصرت الكرة في وسط الميدان مع أفضلية نسبية للأسود الذين أبدوا نية أكبر في التقدم والتسجيل، وأتيحت لهم خلال الشوط الأول فرصتين بارزتين للتسجيل الأولى عبر أمرابط في الدقيقة 27 لكنه أنهى هجمة مرتدة سريعة بتسديدة غير مركزة، والثانية الأفضل والأقرب حينما حرم القائم القناص عبد الرزاق حمد الله من هز الشباك بعد كعب رائع وماكر لينتهي بعدها النصف الأول القوي والمشوق بالبياض.
خلال الشوط الثاني وفي سيناريو مفاجئ إصطاد رولان ضربة جزاء للأوروغواي ترجمها كافاني إلى هدف د51، ليتراجع بعدها السليستي بشكل كلي إلى الخلف في خطة دفاعية محضة، وشكل رفاق العميد غودين جدارات وتكثلات لم تمنع عمر القادوري من المراوغة والإزعاج وتهديد الحارس موسليرا الذي أنقذ مرماه من تسديدة رائعة لفارس طورينو، وتواصلت هجمات الأسود في ظل التراجع الكبير لبطل العالم السابق والذي وقف مشدوها ومتفرجا على العرض الطيب لأصدقاء القيصر بنعطية، ورمى البديل ياجور ولزعر ومعهم البقية بكامل ثقلهم هجوميا لكنهم إصطدموا بيقظة موسليرا وأمامه شراسة المدافعين، لتأبى الشباك الزرقاء الإهتزاز في أمسية تألق فيها الأسود وأمتعوا العيون بعروض جيدة ومقنعة ضد خصم لاتيني مجرب ومتعنت عرف كيف يفوز بأقل مجهود ومن دون أن يخلق الفرص.
المهدي الحداد