إنه السؤال الذي يطرحه الجمهور الرجاوي بصفة خاصة، بل إن غالبيتهم يمتعضون ويضربون أخماس في أسداس حين يتابعون كيف يتألق اللاعبون الأفارقة  ضمن صفوف الغريم وكيف يصنعون الفارق، ويساهمون في تحقيق النتائج الإيجابية وقيادة الفريق الأحمر لمزيد من الإنتصارات والإنجازات، بل إنهم يلومون مكتبهم المسير لعدم قدرته على انتداب عناصر إفريقية قوية. لقد تألق الدولي السينغالي موسى نداو رفقة الوداد في سنوات التسعينيات من القرن الماضي وتم اعتباره أفضل المحترفين بالبطولة المغربية عبر التاريخ.وفي المواسم الأخيرة نجح الوداد في استقطاب الكونغولي فابريس أونداما في صفقة حرة عوضها من خلال انتقاله للديار السعودية. كما جلب الغابوني ماليك إفونا بصفقة لم تتجاوز 150 مليون سنتيم وهو حاليا هداف الفريق وكذا الهداف الأول للبطولة ما رفع من أسهمه لأزيد من ملياري سنتيم ، ونفس الشيء ينطبق كذلك على الإيفواري بكاري كوني الذي توصل مؤخرا بعرض من إحدى الأندية الإماراتية يفوق مليار ونصف المليار سنتيم، وقبله إستفاد الفريق الأحمر من صفقة انتقال بوبلي أندرسون لفريق مالغا الإسباني بمبلغ مالي تجاوز مليار و200 مليون سنتيم وحققت هذه الصفقة ربحا كبيرا لوداد الأمة.
ويشكل الثلاثي الإفريقي المتكون من فابريس وكوني وماليك القوة الضاربة للوداد وكذا الرأسمال الحقيقي للفريق، إنها الأرقام التي تتحدث عن نفسها والتي رفعت من أسهم أفارقة الوداد في سوق الإنتقالات.
وبالمقابل لم يستفد الفريق الأخضر من لاعبيه الأفارقة بشكل كبير حيث ظلت مردوديتهم محدودة باستثناء كوكو ومابيدي.كما فشل الفريق في مجموعة من الصفقات الخاصة بالطيور الإفريقية المهاجرة منها المصري عمرو زكي والكونغولي ديو كاندا ثم البوركينابي يحيى كيبي والمدافع المالي إدريسا كوليبالي. وكلها صفقات لم يستفد منها فريق الرجاء، وحاليا يراهن على النيجيري كريستيان أوزاغونا عله يكون الطائر النادر الذي بحث عنه الفريق طويلا وإن كانت تكهنات الجماهير الرجاوية تسير عكس هذا الإتجاه، وإلى أن يثبت عن علو كعبه ويفرض وجوده بالبطولة الوطنية فإن التساؤل سيظل مطروحا لماذا يفشل الأفارقة مع الرجاء وينجحون مع الوداد؟

إ.بولفضايل