هل يتدارك النسور في الإياب ما ضاع منهم في الذهاب؟
يواجه الرجاء البيضاوي غدا الجمعة وفاق سطيف الجزائري في إياب ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، الفريقان إقتسما الغلة في الذهاب بمركب محمد الخامس هدفين لكل فريق ما يجعل هذه الجولة الثانية التي ستقام بملعب ثامن ماي حاسمة لأنها ستحدد الفريق الذي سيتأهل لدور المجموعتين والفريق الذي سيغادر نحو كأس الإتحاد الإفريقي، الفريق الأخضر مطالب بلعب الكل للكل من أجل إنقاذ موسمه، ولم لا العودة ببطاقة التأهيل وتحقيق المفاجأة التي لا ينتظرها العديد من المتتبعين في ظل صعوبة المهمة التي تنتظر أشبال الـمدرب جوزي روماو.
مواجهة مختلفة
المباراة أمام فريق الوفاق تختلف كثيرا عن الـمواجهتين السابقتين أمام كل من الشياطين السود وكذا كايزر شيفس الجنوب إفريقي، ففي الدور التمهيدي نجح النسور في تحقيق فوز مهم داخل القواعد وبالتالي أصبحت مباراة الإياب مجرد فرصة لتزكية هذا الفوز، وفي الدور الأول أمام أحفاد مانديلا كان الرجاء محظوظا بإجراء مباراة الذهاب خارج القواعد وخلالها نجح في مباغثة أشبال المدرب باكستر، ويبدو الآن بأن الرجاء يواجه فريقا متمرسا بمثل هذه المنافسات الإفريقية وتأكد هذا من خلال الطريقة التي خاض بها مباراة الذهاب بالدار البيضاء حين نجح لاعبوه في استغلال أنصاف الفرص التي أتيحت لهم وتسجيل هدفين ثمينين، وبالـمقابل خلق النسور العديد من الفرص لكنهم لم ينجحوا في استثمارها ما كلفهم ضياع فوز كان في المتناول. الإكتفاء بالتعادل داخل القواعد يجعل مهمة الرجاء صعبة لكنها ليست مستحيلة باعتبار أن كرة القدم لا تخضع للمنطق.
التعادل لا يعني الإقصاء
قبل الإنتقال لـمدينة سطيف تابع الرجاء إهدار النقاط على مستوى البطولة المحلية واكتفى بالتعادل داخل قلاعه أمام الكوكب الـمراكشي وظهر جليا بأن النسور يفتقدون للتركيز، وأن بالهم منشغل أكثر بعصبة الأبطال الإفريقية وهذه الـمواجهة القوية التي تنتظرهم بملعب النار والإنتصار، ومن دون شك فإن النسور لن يظهروا بنفس الصورة التي ظهروا بها أمام فارس النخيل بملعب سطيف لأن الـمباراة ستكون مختلفة تماما باعتبار تحديدها لـمصير الفريق الأخضر هذا الـموسم، صحيح أن الفريق الجزائري يضم بين صفوفه مجموعة من العناصر الجيدة ويتوفر على ترسانة مهمة من اللاعبين الـمجربين والذين سبق لهم التتويج بلقب النسخة السابقة من عصبة الأبطال الإفريقية، لكن هذا لا يعتبر مقياسا لأن الـمباريات تختلف عن بعضها، فالفريق الذي يكون في أفضل حالاته ويستغل الفرص التي أتيحت له سيتمكن من حسم هذه الـمواجهة الـمغاربية لصالحه. وهذا يؤكد بأن التعادل في الدار البيضاء لا يعني الإقصاء من المنافسة، والحظوظ تبقى قائمة بالنسبة للرجاء.
الفريق الجزائري أظهر في مباراة الإياب عن مؤهلات وإمكانيات عالية خاصة على مستوى التنظيم والإنتشار الجيد داخل رقعة الـميدان، كما أثبت قوته على مستوى الهجومات المضادة السريعة التي كان يقودها الثنائي الخطير بلعميري وبنيطو مسجلي الهدفين، لكن هذا لا يمنع بأن للخصم الجزائري نقاط ضعف لم يستغلها الرجاء بشكل جيد في مباراة الذهاب حيث كان النسور الأفضل داخل رقعة الـميدان كما خلقوا الكثير من الفرص الواضحة للتسجيل لكنها لم تستثمر، وهذا يؤكد وجود خلل في دفاع الفريق الجزائري الذي ارتكب مجموعة من الأخطاء كادت أن تكلفه هزيمة ثقيلة لو كان الرجاء في كامل قوته التي يعرفها الجميع.
النتيجة تخدم مصالح الوفاق
التعادل في مباراة الذهاب يخدم مصالح الفريق الجزائري، لكنه يبقى مع ذلك مطالبا بالـمبادرة نحو الهجوم لقتل المباراة وأيضا لتزكية نتيجة الذهاب، كما أن استقباله بميدانه وأمام جماهيره يفرض عليه الفوز لتأكيد تفوقه واستعداده الجيد للدفاع عن لقبه. ومن دون شك فإن الـمدرب خير الدين مضوي يعرف جيدا مكامن القوة والضعف لدى الرجاء بعد أن درس طريقة لعبه سواء داخل الـميدان أو خارجه وبالتالي فإنه سيلتزم الحذر الدفاعي لتجنب السقوط في المحظور، وهذا ما سيجعل الـمباراة تتميز بالإنضباط التكتيكي من جانب الفريق الجزائري الذي لن يحاول المجازفة كثيرا بالهجوم باعتبار أن نتيجة التعادل السلبي أو بهدف لمثله ستمكنه من العبور لدور المجموعتين.
الفوز هو الخيار الأمل
فريق الرجاء ليس لديه ما يخسره في هذه المباراة فهو مطالب بالمجازفة ولعب الكل للكل واستغلال الأخطاء التي يمكن أن يسقط فيها الفريق الجزائري، وكما أكد ذلك الـمدرب جوزي روماو فالرجاء سيخوض مباراة الـموسم بالنسبة إليه، وهذا الحافز المعنوي جد مهم في مثل هذه المباريات الحاسمة، والفريق الأخضر بحاجة لإستعادة قوته وتماسكه، وبتلاحم كل اللاعبين وتحليهم بروح المسؤولية وبالقتالية داخل رقعة الـميدان بإمكانهم إحراج الفريق الجزائري داخل قلاعه، هذا مع العلم أن أشبال الـمدرب مضوي غالبا ما يجدون صعوبات لفرض أسلوب لعبهم حينما يلعبون بملعب ثامن ماي.
الفوز هو الخيار الأول لأصدقاء العميد أولحاج لإنقاذ الموسم أو على الأقل التعادل بهدفين لمثلهما أو أكثر. وقد تبدو المهمة كما قلنا صعبة بالنظر للظروف التي ستجرى فيها المباراة لكن لا شيء مستحيل في كرة القدم، كما يقال أيضا المستحيل ليس رجاويا.
الكل مع النسور
الجماهير الرجاوية أكدت بأنها ستكون في الـموعد وستكون حاضرة بسطيف من أجل تقديم الدعم والـمساندة للاعبين داخل ملعب النار والإنتصار، ومنذ بداية هذا الأسبوع انطلقت الرحلات صوب مدينة سطيف، وقلوب باقي الجماهير الـمغربية ستكون مع الرجاء ومع باقي الأندية الوطنية المشاركة في هذه الـمنافسات الإفريقية والهدف هو تحقيق نتائج مشرفة، والكرة بين أرجل اللاعبين وعليهم أن يكونوا رجالا داخل رقعة الـميدان لأنهم ليسوا أقل مستوى من الفريق الجزائري، والطاقم التقني مطالب بدوره بالتعامل مع الـمباراة بكل ذكاء وتجاوز الأخطاء التي ارتكبت في مباراة الذهاب.
ومعلوم أن الرجاء سبق له أن مر بمثل هذه الظروف الصعبة لكنه استطاع تجاوزها بفضل إصرار وعزيمة وتحدي لاعبيه، وهذا ما تراهن عليه كل مكونات الرجاء في هذه الـمباراة المصيرية.
إنجاز: إبراهيم بولفضايل - خالد شجري