طبعا نتحسر أن يكون حال الرجاء على مستوى عصبة الأبطال قد إنتهى إلى الشكل الكارثي والدرامي الذي جاء به في سطيف عندما سقط النسور الخضر بضربات الترجيح في مباراة هيتشكوكية، فقد كان الندم كبيرا على أن لاعبي الرجاء لم يديروا  هناك بالجزائر مباراة الإياب على ملعب النار والإنتصار بالشكل المثالي، لأنه كان بمقدورهم أن يحققوا تأهلا تاريخيا لدور المجموعتين.
ما كان هناك من شك في أن مباراة الذهاب هنا في الدار البيضاء قد عرت على كثير من الإختلالات التكتيكية والوظيفية والتي هيأت الفرصة للاعبي الوفاق للقبض على تعادل لم يضعهم بالكامل في دور المجموعتين، ولكنه خفف عنهم وطأة الضغط، إلا أن الرجاء كان بمقدوره إن هو صحح الإختلالات وتدبر مباراة العودة بطريقة ذكية، أن يقلب الطاولة على الوفاق، وهو ما ظهر بالفعل في هذه المباراة ذات الفصول المتقلبة والمتناقضة والتي تعري عن قصور كبير في القدرات التكتيكية للمدرب جوزي روماو، فقد تمكن الرجاء بعد شوط أول كارثي من العودة بقوة في المباراة وتمكن من إدراك التعادل في الوقت بدل الضائع من المباراة وهو الذي كان متأخرا بهدفين، هذا الحظ الذي ساعد الرجاء على العودة في النتيجة هو نفسه الذي سيقف حائلا دون أن تكتمل الملحمة، ذلك أن الرجاء سيستسلم بإرادته في الضربات الترجيحية.
وإذا كان الإقصاء قد جاء بهذه الصورة الموجعة، فلا بد من التأكيد على أن مسؤولية الخروج من الدور ثمن النهائي أمام بطل النسخة الماضية لعصبة الأبطال يتحملها بالكامل المدرب البرتغالي جوزي روماو الذي إرتكب على غرار المباريات السابقة التي كلفته الخروج مبكرا من دائرة المنافسة على اللقب وكلفته أيضا إهدار الفوز في مباراة الذهاب أمام الوفاق، العديد من الأخطاء لا على مستوى التوظيف ولا على مستوى التدبير التكتيكي ولا على مستوى مجاراة الأحداث، إذ يعاب على روماو أن إختار أصعب الحلول لعلاج ما كان من أعراض تكتيكية عندما قرر اللعب باجبيرة على مستوى الوسط الدفاعي تاركا الرواق الأيمن للهاشيمي الذي يشكو من نقص فظيع في التنافسية، وعندما لم ينتبه إلى ما كان من إختلال على مستوى تطبيق الخط الدفاعي ما سمح للوفاق باصطياد هدف أول من ضعف تغطية على مستوى الطرف الأيمن من دفاع الرجاء ومن إرتباك على مستوى العمق الدفاعي، والغريب أن روماو عندما إحتاج لكل أسلحته الهجومية للعودة في المباراة نتيجة تهور في بناء التشكيلة، سيفاجأ بإصابة بلمقدم لتضيع عليه ورقة بورزوق التي كان بمقدورها أن تغير الكثير من الأشياء في الثلث الأخير من المباراة التي شهدت تراجعا مهولا في اللياقة البدنية للاعبي وفاق سطيف.
وإن حملنا مسؤولية الخروج من الدور ثمن النهائي لعصبة الأبطال الإفريقية للمدرب روماو فإن المسؤولية الأخرى تقع على إدارة الرجاء التي راهنت على روماو من دون أن يكون لها أدنى علم بمقدراته للتجاوب مع المرحلة ومن دون أن تنجح لغياب رؤية إحترافية في تصميم الإنتذابات التي يمكن أن ترتقي بأداء الرجاء وتعوضه عن رحيل متولي، ياجور والراقي.
ينتقل الرجاء إذا إلى مسابقة كأس الكاف ولا أحد يعرف كيف سيتم تدبير هذا الإنتقال، بأي روح وبأي رؤية وبأي إستراتيجية؟

بدر الدين الإدريسي