طوى أولمبيك خريبكة فصول الموسم وحقق آخر إنتصار في البطولة الوطنية الإحترافية، وكان فوزا مثيرا وثمينا ومشوقا في مباراة الموسم حينما أسقط البطل ومضيفه الوداد بهدف نظيف بمركب محمد الخامس بحضور جماهيري فاق 80 ألف متفرج حضروا للإحتفال بالدرع 18 لوداد الأمة.
البطل والوصيف دخلا بكامل تشكيلتهما الأساسية وضغطا على الزناد منذ البداية بعيدا عن جس النبض والحيطة والحذر، حيث بادر الهجهوج لإختبار قدرات الحارس البورقادي في أول محاولة ليرد عليه الأولمبيك بصفعة غير متوقعة، حينما لذع السقاء أسامة المزكوري الوحش الأحمر بلسعة قاتلة في الدقيقة 21 بعد تسديدة ماكرة خدعت الحارس عقيد لتسكن الركن الأيسر من شباكه، هذا الهدف شحن البطاريات ورفع من الضغوطات كما زاد من حدة الإلتحامات والتدخلات والتي طُرد على إثرها عميد ومايسترو الأولمبيك البزغودي بعد تدخل أرعن في حق النقاش (د28)، ولم يؤثر هذا النقص العددي أبدا على كثيبة المدرب العجلاني بل زادها قوة وخطورة وتماسكا لتخرج غانمة وفائزة من شوط أول أخضر عن جدارة وإستحقاق.
خلال الجولة الثانية غامر المدرب الويلزي توشاك فأقدم على 3 تغييرات دفعة واحدة بإقحام حسني وأونداما والأصباحي، الشيء الذي أنعش الإيقاع الودادي ورفع من منسوبه بسلسلة من الهجمات والتهديدات التي إتسمت تارة بالخطورة وتارة اخرى بالتسرع والعشوائية، وبدا الفريق الضيف في كامل قوته وحضوره الذهني والتكتيكي وكأنه المعني بالفوز ولقب البطولة، فلم يرتكب الأخطاء ولم يترك المساحات لإيفونا والرفاق وجاءت كل تدخلاته الدفاعية بعلامة الصرامة والنجاح موقفا بقتالية وصمود المد الأحمر، كما أن الحظ وقف خصما وعاند الوداديين في يوم الإحتفال بالدرع، لينتهي الحوار الأحمر والأخضر بسقوط البطل وإنتصار الوصيف في لقاء رد الدين والإنتقام واضعا يديه على النقطة 56 بفارق ثلاث نقاط عن الوداد، وهو السيناريو الذي لم يتوقعه أنصار الحمر الذين لم يحزنوا ولا يكترثوا للهزيمة الشكلية مرسلين النيازك والألعاب النارية والأهازيج إحتفالا باللقب الجميل والرائع الذي عاد للخزانة بعد صيام لخمس سنوات.
المهدي الحداد