بتحقيقه البقاء بالبطولة الإحترافية، يكون شباب الحسيمة قد حقق إنجازا صعبا هذا الـموسم، إذ ظل مصيره معلقا حتى الدورة الأخيرة، وبالـمقابل عاش الـمدرب عزيز العامري أصعب محطة في مشواره بالـمقارنة مع تجربة الـمغرب التطواني الذي فاز معه بلقبي البطولة الإحترافية، وقاده للمشاركة في كأس العالم للأندية وقبله بعصبة أبطال إفريقيا، وأعتبر إختياره لتدريب فريق يوجد في أسفل الترتيب تحديا ملغوما لا يليق بمدرب يصنع الألقاب، ويتوفر على فلسفة كروية تعتمد على الفرجة والـمتعة، لكنه كذب كل التكهنات وحقق إنجازا أسعد كل الحسيميين الذي تفاعلوا بالبقاء من خلال إحتفالات غير مسبوقة وكأن الفريق فاز بلقب البطولة.
تقلد العامري مسؤولية تدريب شباب الحسيمة بعد الـمدرب مصطفى مديح في الدورة 21، وكان الفريق يتواجد في الـمركز الأخير بـ 19 نقطة تحصل عليها من أربعة إنتصارات وسبعة تعادلات و10 هزائم. وكشفت الدورات فيما بعد بأن فارس الريف كان يشكو من غياب لاعبين مهرة، من ذوي المؤهلات الذين بإمكانهم خلق الفارق، بحيث عندما يغيب العميد عبد الصمد المباركي تغيب الفعالية عن الفريق، ما جعل الـمدرب العامري يبذل مجهودا كبيرا في إيجاد الوصفة السريعة للحصول على فريق منظم تكتيكيا، وبدت بوادر ذلك في الدورة 22 عندما عاد بتعادل ثمين من الرباط أمام الفتح، وبنفس النتيجة أمام الكوكب، لكن يبقى الفوز بثلاثية على الإتحاد الزموري فرصة أعادت له الأمل وأبعدته عن المركز الأخير الذي لازمه لدورات.
وبذلك يحسب للعامري هذا الإنجاز مع شباب الحسيمة بعد التتويج بالألقاب مع المغرب التطواني بعد أن إستطاع بطريقته الخاصة تغيير أداء الفريق كليا في ظرف ثلاثة أشهر فقط.
فعاليات شباب الحسيمة قدمت التحية الواجبة للمدرب العامري الذي ركب هذه السفينة في مغامرة لم يقدم عليها طيلة حياته في مجال التدريب.
جلول التويجر