منذ الإعلان عن تعاقد الرئيس سعيد الناصري مع مدرب عالـمي بقيمة الويلزي جون بنيامين توشاك شكك البعض في قدرات هذا الشيخ، وهناك من جزم بأن مصيره سيكون مثل سابقيه من الـمدربين الذين لم يعمروا سوى لبضعة أشهر بالقلعة الحمراء، في حين أن آخرين أكدوا بأن العجوز الويلزي جاء فقط ليستمتع بالـمؤهلات الطبيعية للمغرب وأيضا بشمسه الدافئة. لكن الأيام كشفت عدم صحة هذه التكهنات، وأكدت بالفعل تشبع هذا الرجل بفكر احترافي، وتوفره على نظرة تقنية ثاقبة مكنته من النجاح فيما فشل فيه آخرون، حين تمكن من قيادة الفريق الأحمر لسكة الألقاب التي غابت عنه لمدة أربع مواسم، وبعد هذا التتويج أعرب توشاك عن فخره بهذا الإنجاز.
وأوضح توشاك في لقاء خص به جريدة «الـمنتخب» أنَّه عمل بشكل تدريجي على تكوين فريق تنافسي إستطاع في ظرف وجيز أن يستعيد ثقة الجماهير الودادية التي تأكدت بدورها من قيمة هذا العمل وهذا الجهد الذي بذل لإعادة الفريق للسكة الصحية، مشيرًا إلى أنَّ «الوصول لهذه الـمرحلة لم يتأت بسهولة؛ لكننا وبفضل تظافر الجهود والجدية في العمل تجاوزنا بنجاح كل المصاعب وتوجنا مسيرتنا بلقب يعتبر من بين أغلى الألقاب في مسيرتي كمدرب».
وكعادته دائما فإنه أثنى على الجماهير الودادية، وأكد بأن حضورها الـمكثف في الـمباريات يعتبر شيئا مهما بالنسبة للوداد، فقد منحت في نظره شحنة معنوية للاعبين، وهذا الحضور الجماهيري عاد به للذكريات التي سبق أن عاشها بإسبانيا وكذا بتركيا حيث الشغف الجماهيري بكرة القدم لا حدود له.
ومن جهة أخرى لم يفوت توشاك الفرصة دون أن ينوه برئيس الفريق سعيد الناصيري الذي سعى لتوفير كل الظروف الـملائمة للعمل وللنجاح في هذه الـمهمة التي جاء من أجلها.
وقال بهذا الخصوص: «في البداية  كانت هناك بعض الإنفلاتات، حيث كان يتغيب بعض اللاعبين دون تقديم مبررات، والبعض كان يتأخر عن موعد التداريب، وتحدثت مع الرئيس في هذا الأمر، ووضعنا إستراتيجية عمل مبنية على الإنضباط وساعدني كثيرا عن السيطرة على الوضع ومن هنا كانت الإنطلاقة التي عبدت الطريق نحو النجاح».
وأشاد توشاك بالروح الجماعية التي سادت بين اللاعبين وهذا التلاحم الكبير الذي كان بينهم، وأيضا بانضباطهم وقال بهذا الخصوص: «كانت لدينا مجموعة متجانسة، هناك لاعبين شباب وآخرين مجربين، وبهذا الـمزيج خلقنا مجموعة منضبطة ومنسجمة، وفريق الوداد يزخر بعناصر شابة ستقول كلمتها في الـمستقبل».

إبراهيم بولفضايل