من يصدق؟

الرجاء الذي نال لقب وصيف بطل العالم بوصوله قبل أسابيع للمباراة النهائية لكأس العالم للأندية متخطيا أبطال ثلاث قارات، يخرج من الدور الأول لعصبة الأبطال الإفريقية مقصيا ومهزوما بضربات الترجيح من نادي حوريا كوناكري الذي ليس في رصيده أي لقب قاري، وقد يكون أقصى حلمه بلوغ دور المجموعات.

قطعا هي كرة القدم التي لا يأمن أحد لها ولا يوجد أي فريق بمعزل عن مفاجآتها، ولكن ما كان أحد بيننا يتوقع أن يتوقف النسور الخضر عند أولى أدوار عصبة الأبطال، هم من مكنوا من كافة الإمكانيات اللوجستيكية المساعدة على فرض الذات وقهر كل الظروف حتى تلك التي تجني على الإبداع، وهم من جيء لهم بمدرب قيل أنه على دراية كبيرة بالكرة الإفريقية وأنه يخبر كل الكهوف والمغاور بل وبيده ما يكفي من الحلول السحرية لأعتى المعضلات، ما كان أحد يتوقع أن يكون الخروج بنفس الكارثية التي تصيب بالوجع بل وبالعار الذي كان قبل سنتين عند الخروج من تشيلسي الغاني، برغم أن الرجاء ظل على الرغم من موندياله الأسطوري يعيش نفس حالة الإنقباض والوجع وقد عكست حالة الإحتباس هاته بدرجات متفاوتة مبارياته في البطولة الإحترافية.

ADVERTISEMENTS

من شاهد الرجاء أمام حوريا كوناكري الغيني يجهز بنفسه على أحلام كبيرة تتمثل في استعادة اللقب القاري الذي غاب عن الرجاء منذ 15 سنة كاملة، من شاهد النسور يسقطون مرة ومرتين من دون أن ينجحوا في التحليق عاليا يدرك جيدا أن فوزي البنزرتي لم يغير شيئا من نمطية الأداء وأبدا لم ينجح في وضع جلباب تكتيكي على مقاس الفريق وأن النجاح الذي تحقق في كأس العالم للأندية كان بالفعل لحظة إلهام عابرة مرت على الرجاء فألهمته تلك الملحمة الجميلة ثم توارت عن الأعين.

بالقطع نحن أمام خنجر مؤلم يخترق الجسد بكامله ويسقط كل أمل في القطع مع مآسي الإقصاءات والنكبات، فقد قدر لنا أن نعيش من جديد سبتا أسود، فبعد الخروج المتوقع للمغرب الفاسي من الدور الأول لكأس الكاف على يد ميدياما الغاني هو من حمل لقبه قبل ثلاث سنوات، وبعد الإقصاء المخجل للجيش من الدور التمهيدي لعصبة ألأبطال الإفريقية على يد ريال باماكو المالي، ها هو الرجاء يعجز حتى عن الوصول إلى دور المجموعات وهو من كان قبل أسابيع تاجا على رؤوس الإارقة.

ثلاثة أندية مغربية تعتزل بشكل مبكر وبصورة فجة وجالبة للعار التنافس قاريا لتخلو الطريق المفضية إلى لقب الأبطال من كل فارس مغربي وليقتصر الحلم على الدفاع الجديدي الذي قد يكون وضع قدما في الدور ثمن النهائي لكأس الكاف، ولا أحد يعرف ما ستأتي به الأيام.

ADVERTISEMENTS

ضربة موجعة لكرة القدم المغربية بسقوط الأندية المتواثر على الساحة الإفريقية وبالشرود الكبير للفريق الوطني في محيطيه القاري والدولي لتكتمل صورة الفاجعة.

بدرالدين الإدريسي