شهدت منافسات بطولة أمم إفريقيا التي احتضنتها عروس البحر الأبيض المتوسط مدينة الإسكندرية بمصر العربية خلال الفترة من 25 إلى 31 ماي 2015 حضورا قويا للمصارعة المغربية أثار انتباه وإعجاب واحترام كل أسرة المصارعة الإفريقية والعالمية أيضا، حيث شعر الجميع بالمستوى العالي الذي ظهر به أبطال المنتخب المغربي للمصارعة الذين أثبتوا أن المغرب أصبح من الدول القوية في هذه الرياضة وأن المصارعين المغاربة لديهم الإمكانيات في تحقيق نتائج جيدة على المستوى الإفريقي والعالمي والأولمبي في القريب من الأيام.
وحصل أبطال المصارعة المغربية على  ذهبيتين  وثلاث فضيات و10 نحاسيات، لتكون الحصيلة المغربية من الميداليات هي 15 ميدالية متنوعة إحتل بها المنتخب المغربي الرتبة الثانية حسب الفرق في منافسات المصارعة اليونانية الرومانية بعد تصدر الدولة المنظمة مصر العربية لهذا الصنف، حيث جاءت مصر في المركز الأول برصيد 79 نقطة وجاء المغرب في المركز الثاني برصيد 67 نقطة ومن بعدهما جاءت الجزائر برصيد 51 نقطة ثم جنوب إفريقيا برصيد 51 نقطة فنيجيريا برصيد 31 نقطة وكينيا برصيد 26 نقطة. كما احتل المغرب الرتبة الثالثة حسب الفرق في منافسات المصارعة الحرة بعد مصر العربية والجزائر متقدما على دول قوية في المصارعة الحرة كالسنغال ونيجيريا وجنوب إفريقيا وتونس والكاميرون غينيا بيساو وتشاد وكينيا ومدغشقر وسيراليون وجزر موريس والكونغو .. إلخ.
وقد صعد أبطال المصارعة المغربية لمنصة التتويج 15 مرة وتسلموا ميداليات الفوز من نائب وزير الرياضة المصري أشرف صبحي ومن السيد فؤاد مسكوت رئيس الاتحاد الأفريقي وعضو الاتحاد الدولي والعضو الفني للبطولة.
وفيما يلي النتائج الكاملة لأبطال المصارعة المغربية في منافسات البطولة : 
المصارع الذهبي بلال الوراق 
فاز بالميدالية الذهبية في منافسات وزن 66 كلغ للمصارعة الحرة فئة الشباب بعد فوزه على البطل المصري محمد علي حسن في مباراة تكتيكية بنتيجة 2 -1، وبفوزه على الجنوب إفريقي أيضا بفارق كبير من النقاط 12-2، ليحرز الذهبية الأولى للوفد المغربي.
 الجدير بالذكر أن هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يحصل فيها بلال الوراق على ذهبية بطولة إفريقيا محافظا على اللقب الإفريقي للعام الثاني.
المصارع الذهبي زياد آيت أوكرام
فاز بالميدالية الذهبية الثانية للمغرب في منافسات وزن 75 كلغ للمصارعة اليونانية الرومانية فئة الكبار بعد أن فاز في نصف النهائي على بطل نيجيريا بنتيجة ثقيلة 9-2، ليواجه في المباراة النهائية البطل المصري طارق عبد السلام الحاصل من قبل على المركز الثالث ببطولة العالم في وزن 84 كلغ والذي هبط لوزن 75 كلغ ليضمن لمصر الفوز بذهبية هذا الوزن، إلا أن البطل المغربي زياد آيت أوكرام استطاع عن جدارة واستحقاق وبمستوى تقني عالي أن يفوز بالمباراة ويقتنص الميدالية الذهبية لهذا الوزن، لتنتهي المباراة بالفوز بالسقطة في الجولة الثانية بعد تفوق المصارع زياد بالنقاط في أغلب أوقات المباراة وفي ظل مساندة قوية للاعب المصري من طرف الجمهور الذي ظل يهتف طوال المباراة بأصوات إهتزت لها جنبات القاعة المغطاة بالنادي الأولمبي العريق في مباراة كانت هي الأقوى على مستوى البطولة الإفريقية بشهادة كل خبراء هذه الرياضة. وليثبت البطل المغربي زياد آيت أوكرام أنه يتمتع بمواصفات المصارع القوي العنيد الفنان وبأنه لديه الإمكانيات لحصد الميداليات على المستوى العالمي والأولمبي أيضا بإذن الله.
أبطال الفضة 
نال المصارعون المغاربة ثلاث فضيات كانت من نصيب كل من:
عزيز بوعلام في وزن 71 كلغ للمصارعة اليونانية الرومانية فئة الكبار، حيث فاز في مباراته الأولى على بطل إفريقيا لهذا الوزن عام 2014 الجزائري أكرم بوجملين في مباراة أثبتت ارتفاع المستوى الفني للمصارعين المغاربة عن العام الماضي بشكل ملحوظ، وليفوز بعدها على المصارعين الجنوب إفريقي والكيني، ويخسر في المباراة النهائية أمام البطل المصري إبراهيم نصر ليتوج بالميدالية الفضية الأولى للوفد المغربي.
الميداليات البرونزية
فاز خالد السحلي وزن 80 كلغ للمصارعة اليونانية الرومانية فئة الكبار في مباراته الأولى على الجنوب إفريقي 8-0 وعلى التونسي في نصف النهائي 4-1 ليخسر المباراة النهائية من المصري محمد مصطفى ليتوج بالميدالية الفضية الثانية للوفد المغربي.
وفاز رضى حيناني وزن 130 كلغ للمصارعة اليونانية الرومانية فئة الكبار في ثلاث مباريات على كل من الكيني والجنوب إفريقي والتشادي ليخسر من البطل المصري عبد اللطيف محمد في المباراة النهائية ويتوج بالميدالية الفضية الثالثة للوفد المغربي.

الميداليات النحاسية 
جاءت النحاسية الأولى للوفد المغربي في منافسات وزن 66 كلغ للمصارعة اليونانية الرومانية للشباب بواسطة المصارع المهدي ينامي، والنحاسية الثانية في وزن 85 كلغ للمصارعة اليونانية الرومانية للشباب حققها المصارع أنوار بورويحية.
وفي منافسات الكبار حقق المصارع مسعودي المهدي الميدالية النحاسية الثالثة في وزن 59 كلغ للمصارعة الرومانية بعد نصف نهائي قوي ومثير خسر فيه من البطل المصري هيثم فهمي الذي تعول عليه مصر لتحقيق إنجاز في الأولمبياد القادم، حيث تفوق مسعودي في الجولة الأولى وانتهت بفوزه 1-0 إلا أن المصارع المصري استطاع في الجولة الثانية حسم النتيجة لصالحه.
كما حقق المصارع بومدين حمزة الميدالية النحاسية الرابعة في وزن 85 كلغ للمصارعة الرومانية بفوزه في مباراتين على كل من النيجيري والكاميروني وخسارته في نصف النهائي من الجزائري.
الميدالية النحاسية الخامسة كانت من نصيب المصارع شكري عطافي وزن 98 كلغ للمصارعة الرومانية بفوزه في مباراتين على كل من النيجيري والتشادي وخسارته في نصف النهائي أيضا أمام الجزائري.
النحاسية السادسة حققها المصارع شاكير أنصاري في منافسات المصارعة الحرة وزن 57 كلغ بفوزه في مباراتين على كل من التونسي والتشادي وخسارته في نصف النهائي أمام السنغالي المخضرم أداما دياتا.
النحاسية السابعة حققها المصارع نزيه محمد في منافسات المصارعة الحرة وزن 61 كلغ بفوزه على السنغالي وخسارته في نصف النهائي أمام الجزائري.
النحاسية الثامنة حققها المصارع بلال الوراق في منافسات المصارعة الحرة وزن 65 كلغ بفوزه على التونسي وخسارته أمام النيجيري.
النحاسية التاسعة حققها المصارع صردي ياسين في منافسات المصارعة الحرة وزن 70 كلغ بفوزه في مباراتين على كل من الكاميروني والغيني بيساو وخسارته في نصف النهائي أمام المصري إياد إبراهيم.
النحاسية الأخيرة حققها المصارع بوعلام عزيز في منافسات المصارعة الحرة وزن 74 كلغ بفوزه في مباراتين على كل من السنغالي والكيني وخسارته في نصف النهائي أمام المصري عبده عمر.
وبذلك تكون المصارعة المغربية قد حققت إنجازا طيبا على المستوى الإفريقي بعد أن تم إعداد المنتخب الوطني في معسكرات إعداد مستمرة دون إنقطاع لأزيد من ثمانية أشهر شارك فيها المنتخب في تربصات وبطولات خارجية بكل من أوزباكستان وفرنسا وهنغاريا وبلغاريا وتركيا ومؤخرا بإيران، تلك الأخيرة التى قضت بها العناصر المميزة من المنتخب المغربي تربصا مغلقا لمدة 40 يوما تحت إشراف الخبير الإيراني حسن رانجراز والذي تعاقدت معه الجامعة الملكية المغربية للمصارعة مؤخرا للإشراف على المصارعة المغربية، بخلاف التربصات الوطنية للفريق الوطني بمركز بوركون بالدار البيضاء وبالمعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد بالرباط سلا تحت إشراف المدرب الوطني نعناع عبد الرحمن، حيث استقدمت الجامعة للتربصات الوطنية هذه مصارعين أجانب من كل من إيران ومصر ومصارعين من إفريقيا السمراء التابعين للمركز الدولي بالسنغال الذي يشرف عليه الإتحاد الدولي للمصارعة وعسكروا مع المنتخب الوطني بمعهد مولاي رشيد بالرباط. وقد حققت كل هذه المجهودات وكل هذه التربصات الوطنية والدولية ثمارها وحقق مصارعو المنتخب المغربي نتائج طيبة خلال هذا العرس الإفريقي، وسوف يجتمع المكتب المديري مع الجهاز التقني للمنتخب الوطني لتحديد لائحة المصارعين النخبة لضمهم للمستوى العالي للبدء الفوري في الإستعدادات للمرحلة المقبلة وللإستحقاقات الدولية والتي من أهمها بطولة العالم للشباب بالبرازيل وبطولة العالم للكبار بالولايات المتحدة الأمريكية والبطولات المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وتعتبر الجامعة الملكية المغربية للمصارعة هذه النتائج الطيبة كثمرة للدعم الذي ما فتئت تقدمه للمنتخب المغربي للمصارعة كل من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية وإدارة المستوى العالي بوزارة الشباب والرياضة.