هل يبطلون العقدة التونسية؟
القبض على النسور يمهد طريق العبور
المحليون متأهبون ومن تحقيق النصر واثقون

يخوض المنتخب المحلي المغربي أول مباراة رسمية له تحت قيادة المدرب محمد فاخر حين يقص شريط التصفيات المؤهلة للشان القادم عبر بوابة المنتخب التونسي يومه الإثنين بالدار البيضاء.
فبعد مسار فاق سنة على مستوى النزالات الودية والمعسكرات التدريبية المغلقة والمفتوحة، ينطلق عداد المواعيد والمباريات الرسمية بمباراة ديربي أمام واحد من المنتخبات العربة المشاكسة التي طالما مثلت للكرة المغربية عقدة وجسرا يصعب عبوره.
في المتابعة التالية نعرض لحظوظ المحليين وللطريقة التي حضروا بها للمباراة ولأهم مفاتيح حسم أول مباراة قد تكون فاصلة على درب التأهل لرواندا إن شاء الله.
سنة من التحضير
بعد سنة من التحضير يحين موعد الإمتحان الذي يعز فيه المرء أو يهان، اختبار لقدرات المدرب محمد فاخر على كسب التحدي وفق المناهج التي استند إليها في تحضيراته وامتحان للاعبيه الذين سيركبون المباراة الأصعب لهم على الإطلاق والتي تختلف عما سبق وأن جربوه طيلة الشهور المنصرمة.
الصيف المنصرم شهد أول إطلالة لفاخر و المحليين من الجديدة بانتصار صريح و بثلاثية كاملة على تشاد و هي المباراة التي شهدت حضور عناصر كثيرة تغيب عن مباراة تونس.
موريطانيا و رواندا و بوركينافاسو و الكونغو مدارس جربها المنتخب المحلي، انتصر في 3 منها و تعادل في واحدة و خسر في واحدة و كانت من خيول بوركينافاسو الأولى، وهو ما ترك ما يكفي من انطباعات و قراءات تحليلية لمدرب المحليين ليهتدي في نهاية المطاف وبعد هذا المشوار الطويل من التحضير للوصفة المثالية التي يخوض بها نزاله الرسمي الأول والمحمول على صعوبة كبيرة.
وديات لربح النواة
لم تكن كل تلك المباريات وحتى المعسكرات التي هيأها فاخر للإشتغال التكتيكي ولا الخططي بقدر ما كان تفكير المدرب ينصب على اختيار النواة الصلبة للمجموعة وعلى ربح كومندو قوي يستطيع من خلاله تدبير المواعيد الرسمية التي أبت القرعة إلا أن تفرض مرة أخرى المرور عبر الفاصل التونسي الذي جربناه في سابق المناسبات (مع الحداوي والطوسي) وتفوقنا عليه لكن دائما مع تمثيل عوائق وصعوبات جنة.
النواة صارت أكثر من معروفة والمباريات الأخيرة شهدت انطلاقة الترسيم وتثبيت العديد من العناصر من طرف المدرب فاخر على حساب لاعبين بدأوا معه الرحلة الودية لكنهم تخلفوا في نهاية المطاف.
وهو الكومندو الذي يعرفه المتتبعون لشان البطولة ولو أن الغياب الأبرز هو للاعب عبد الصمد لمباركي لاعب الحسيمة المفضل لفاخر كثيرا كلما دعن ضرورة تجميع العناصر المحلية في المواعيد الودية.
فاخر يعرف التوانسة جيدا
بين فاخر والكرة التونسية حكاية وصال و صراع طويل بدأه فاخر منذ كان مدربا لفريق حسنية أكادير حين واجه نجم الساحل التونسي في عصبة الأبطال ومرورا بالفريق العسكري وكثرة النزالات التي جمعته بممثلي بلاد قرطاج، وحتى بحوره رفقة الرجاء.
فاخر هو المدرب المغربي الوحيد الذي درب واحدا من قلاع الكرة التونسية الحصينة مجسدة في نجم الساحل و تركه متصدرا لترتيب البطولة هناك، لذلك ستكون مواجهته بل مصاقرته للمنتخب التونسي في غاية الأهمية ومواجهة بخصوصيات متميزة وفريدة.
معرفة فاخر بالكرة التونسية تجعله واثقا من الطريقة التي سيدخل بها نسور هذا المنتخب المباراة والمشانق التي سينصبونها و المتاريس التي سيضعونها في الطريق وحتى الحيل والمكر المواكب للعبهم، لذلك هيآ لهم الوصفة المثالية لردع كل هذه الخطط.
الشان بأول رهان
على امتداد 20 يوما وهي الفترة التي عرفها المعسكر التدريبي لمنتخب المحليين بالجديدة قبل التنقل للدار البيضاء، حاول فاخر اتباع منهج التخفيف والمرونة على مستوى التحضير مع لاعبيه كي لا يشعروا بالملل وكي لا يتسرب إليهم الإرهاق بعد موسم طويل وشاق، خاصة وكونه تعرف بما يكفي على ميزات وخصال كل لاعب في المعسكرات السابقة ولم يعد بحاجة لكثير التدقيق في هذا.
فاخر الذي درب المنتخب الأول في فترة من الفترات وغادره بطريقة غير مشرفة بعدما أهله للكان، يرى هذه المرة أن التأهل للشان سيجعله يشعر بالإنصاف على الأقل لأنه سيخوض عن شاء الله مسابقة تأهل إليها عكس المرة السابقة.
ولأن المنتخب التونسي يتشكل في أغلبه من كوادر الكرة التونسية والرباعي الكبير (الترجي والنجم والصفاقس والإفريقي، فإن هذا وحده يمثل رهانا وتحديا لفاخر لتشكيل الكومندو المثالي لربح رهان لا يبدو سهلا ولا هو بالمتناول.
وهو الحرص الذي سيقوده لاعتماد مبدأ الحذر مع البداية قبل ضرب المنافس بنفس السلاح الذي طالما استعمل نسور قرطاج وحققوا من خلاله مكاسب غادرة و غير مستحقة وهم يواجهون المنتخبات المغربية وحتى فرقها في التظاهرات.

متابعة: منعم بلمقدم