يبلغان معا العمر نفسه (من مواليد 1989) وقدما معا إلى طوطنهام في سنة واحدة عام 2007 بعدما جمعتهما الموهبة في العاصمة الإنجليزية لندن، وشكلا سويا اللؤلؤتين الصغيرتين المحتاجتين للمسح والعناية حتى يلمعا وسط كوكبة من عباقرة وأباطرة كرة القدم العالمية.
وحدتهما الأحلام في أن يصبحا نجمين في البرمرليغ ومشيا الخطوات الأولى معا في حديقة «وايث هارت لين»، لكن خطوات الويلزي كانت ثابتة وأسرع من خطوات المغربي المتثاقلة والمفتقدة للحماس والجدية وكذا الدعم المعنوي والتأطير.
إبن كارديف سرعان ما مسك بمقود الرسمية وأقنع المدرب المجنون هاري ريدناب ليوقع وثيقة ميلاده ومكانته الأساسية في حافلته، بينما إستعصى على إبن تازة البرهنة على علو كعبه رغم موهبته الكبيرة ليتراقص بين الفريق الأول تارة والرديف تارة أخرى.
حافظ غاريث على نسقه وبقي سهما قاتلا في طوطنهام طيلة ست سنوات متتالية خاض فيها 203 مباراة وسجل 56 هدفا ليبلغ مراد الطفولة بعدما صار إسما بازرا في الساحة البريطانية والأوروبية، في وقت تجول فيه رفيق دربه عادل بين دروب لندن بحثا عن ومضة تخرجه من العتمة إلى النور.
صعدت كوطة بيل بسرعة البرق فدخل كتاب الأساطير حينما أمسى صاحب أغلى صفقة في التاريخ بإنتقاله الأسطوري إلى ريال مدريد مقابل 100 مليون أورو، بينما لم يجد تاعرابت من شفقة ومنقذ سوى إعارة تجبر الخاطر إلى ميلان إنتهت حتى قبل أن تبدأ.
الآن وبعد مرور ثمان سنوات على إلتقاء الموهوبين لأول مرة في لندن شق كل منهما طريقه وشاءت الأقدار أن يعزف كل واحد منهما سمفونيته على وثره الخاص، فالموهبة واحدة والأماني متحدة، لكن إنضباط الويلزي وحظه وجنسيته جعلوه فارسا أبيضا في قلعة البيرنابيو، بينما تخبُط المغربي في وحل العقوق والتهور وتدمير سنوات من مسيرته أهدروا عليه العديد من الفرص، والنتيجة موهوب يملك لقب أغلى لاعب في التاريخ ومهاري لا يقل شأنا لكنه طائش لم يجن سوى تأنيب الضمير والتوبيخ.
المهدي الحداد