إرتبط لاعبو شمال إفريقيا كثيرا بأوروبا لعدة اعتبارات أهمها عامل القرب للقارة العجوز ثم للمهارات الفنية التي تميز أبناء هذه المنطقة الذين يولدون بالفطرة بمهارات فنية عالية، لذلك مارس لاعبو المغرب وتونس والجزائر بمجموعة من البطولات الأوروبية ونشطوا هناك لدرجة أن التاريخ ما زال يذكر صولاتهم وجولاتهم، والأكيد أن التاريخ لا يمكن أن يسقط المرحوم العربي بنمبارك، باعتبار أنه أول لاعب عربي يحترف بأوروبا بعد أن انتقل لمارسيليا الفرنسي عام 1934، وبرز أيضا إسمه في إسبانيا ضمن نادي أتليتيكو مدريد وكان أول عربي يفوز بلقب البطولة الإسبانية عامي 1950 و1951.
وكان المرحوم العربي بنمارك نقطة بداية لمسلسل اللاعبين المغاربة الذي تكونوا بالبطولة المغربية وخطوا لأنفسهم مشوارا رائعا في أوروبا، لدرجة أنهم اعتبروا جزءا من تاريخ مجموعة من الأندية الأوروبية، إذ يبقى من الصعب حصر كل الأسماء التي تألقت في سماء أوروبا، ونذكر هنا حسن أقصبي الذي فرض نفسه كأفضل الهدافين في البطولة الفرنسية بعد أن لعب لنيم وريمس وموناكو، إلى جانب ابراهيم طاطوم الذي لعب لراسينغ باريس وبوردو وباستيا، والحارس الزاكي بادو الذي تألق في البطولة الإسبانية مع مايوركا، وعزيز بودربالة الذي تألق بسويسرا وفرنسا ومصطفى الحداوي بفرنسا، ونورالدين نيبت الذي لعب بنانط الفرنسي وسبورتنغ لشبونة البرتغالي وديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، وغيرهم من اللاعبين الذين شرفوا الكرة المغربية، حيث من الصعب حصر كل النجوم المغاربة الذين تألقوا في سماء القارة العجوز.
وخطت الكرة الجزائرية خطوات مثل الكرة المغربية بعدما انتقل من بطولتها العديد من اللاعبين الذين نحتوا أسماءهم بأوروبا، ويبقى رابح مادجر سفير بامتياز للكرة الجزائرية بدليل أنه يبقى اللاعب العربي الأول الذي استطاع أن يفوز بدوري أبطال أوروبا مع بورطو البرتغالي بهدفه الشهير في مرمى العملاق البافاري بايرن ميونيخ، كما تألق أيضا مصطفى دحلب الذي لعب عشر سنوات بباريس سان جيرمان، وفاز معه بعدة ألقاب كما نال لقب هداف البطولة الفرنسية، وتوالت مجموعة من الأسماء الجزائرية التي تألقت في أوروبا كصالح عصاد ورشيد مخلوفي وعلي بنعربية وموسى الصايب وغيرهم.
الحضور التونسي بأوروبا كان قليلا مقارنة مع المغرب والجزائر رغم أن الكرة التونسية أنجبت مجموعة من الأسماء التي تألقت في الملاعب، ولعل أشهرها الحارس الصادق الساسي والملقب بعتوقة وكذلك الحارسين النايلي وشكري الواعر، وطارق ذياب وزبير بية الذي لعب بألمانيا وتركيا وعادل السليمي، هذا في الوقت الذي كان فيه حاتم الطرابلسي خير سفير  للكرة التونسية، بعد أن لعب لأجاكس أمستردام الهولندي وفاز معه بعدة ألقاب محلية كما لعب أيضا لمانشستر سيتي الإنجليزي.
                                                                                                                                                                     أبجاو