المنتخب: المهدي الحداد
النسور إنفردوا بالصدارة وإقتربوا من التتويج
حسم الرجاء البيضاوي ديربي الجوار ضد النادي الإفريقي التونسي لصالحه بعدما حقق الأهم وحصد النقاط الثلاث بإنتصار بين وكبير بهدفين نظيفين بمركب محمد الخامس ضمن ثاني جولات بطولة كأس شمال إفريقيا للأندية.
الأمسية الكروية المغاربية حضرها جمهور غفير تقدمه الناخب الوطني بادو الزاكي ومدرب الفريق الوطني للمحليين امحمد فاخر وبعض الفعاليات الأخرى، ولم يجر مدرب الرجاء رود كرول الكثير من التغييرات على التشكيلة التي دخل بها المباراة الأولى ضد الإسماعيلي المصري بإستثناء إقحام الحارس الزنيتي مكان علوش والفقهاوي عوض الوادي، بينما أشرك سانشيز مدرب الإفريقي تشكيلته الأساسية الكاملة بتواجد الثوابت كصابر خليفة والميكاري والعيفة وبقية اللاعبين الأساسيين.
ومنذ صافرة البداية بادر كل فريق إلى إمتلاك الكرة والتحكم في وسط الميدان مما خلق صراع بدني وتكتيكي قوي بين الطرفين، وظلت الإلتحامات والإصطدامات أبرز ما عرفته دقائق النصف ساعة الأولى التي غابت عنها فرص التسجيل بشكل مطلق فكان الحارسان في راحة، وظهر الحوار التكتيكي جليا في أسلوب لعب الرجاء والإفريقي فأُغلِقت المنافذ وعجز المهاجمون عن الإختراق وإيجاد الطرق المؤدية للشباك، والتي لم يعثر عليها سوى القناص الأسمراني البولديني الذي وقع الهدف الأول في المباراة والثاني له في البطولة، حينما ترجم ضربة خطأ من الجهة اليسرى نفذها القديوي إلى هدف جميل من رأسية قوية في الدقيقة 32، مانحا الأسبقية للنسور الذين أجبِروا منطقيا على التراجع بعدها للوراء عقب خروج الإفريقي من تموقعه وبحثه عن التعديل، فشن التونسيون بعض الحملات أبرزها تسديدة خليفة التي تصدى لها الزنيتي ومحاولات للإنسلال من الرواقين لكن الدفاع الأخضر تميز بالصمود والتماسك فأحبط كل مخططات الإفريقي لينهي النصف الأول متفوقا أداءا ونتيجة.
البديل حمزة ياجور والذي عوض البولديني المصاب في الشوط الأول إختبر قدرات الحارس التونسي فاروق بن مصطفى في أول خمس دقائق من الجولة الثانية لكن دون جديد، ليرد عليه على السريع المهاجم صابر خليفة بكرة كادت أن تغالط الخروج الخاطئ للحارس الزنيتي، ومع مرور الوقت إنخفض الإيقاع وخفثت هجمات الرجاء الذي تأثر بالغيابات والإصابات التي تعرض لها بعض لاعبيه في الشوط الأول، ومر رفاق العميد أولحاج بضغط رهيب بعدما إندفع مهاجمو الخصم وناوروا من كل الجهات بحثا عن هدف التعادل، وأمام هذا الإندفاع سلك الرجاويون أسلوب الهجمات المرتدة التي قادها القديوي وياجور وأزعج بعضها راحة الدفاع التونسي، ورغم التغييرات التي قام بها الفريقان إستمات النسور في الحفاظ على النتيجة وإمتصوا حماس الإفريقي حتى إستدرجوه للإيقاع به في الفخ، حينما ذبح ياجور التونسيين بهدفٍ ثان قاتل في الدقيقة الأخيرة من متابعة جيدة لكرةٍ إرتدت من القائم بعد عرضية رائعة لجبيرة، ليطلق عقبها مباشرة الحكم المصري إبراهيم صافرة نهاية المباراة بفوز مهم ومستحق هو الثاني للرجاء في البطولة، لينفرد بصدارة الترتيب بست نقاط ويقترب بشدة من التتويج باللقب، إذ يكفيه التعادل في آخر مباراة ضد هلال بنغازي الليبي لحمل كأس شمال إفريقيا لأول مرة في تاريخه وإضافته لسجل النادي.