المنتخب:منعم بلمقدم

لم يكن رئيس الوداد سعيد الناصيري يملك خيارات كثيرة و هو ينصت لعروض مغرية ارتبطت باللاعب الغابوني ماليك إيفونا، الذي كان الرئيس السابق أكرم قد ضمه ب 80 مليون سنتيم لم يتوصل بها فريقه الغابوني مونانا إلا بعد أن نشف عرق مسؤوليه و تأكد الوداديون أنهم ضموا مهاجما في مستوى التطلعات.
رحل إيفونا بمليارين،و كل مرة يظهر إيفونا في تداريب فريق الأهلي المصري يرتفع مستوى الضغط عند مسؤولي هذا الفريق لكونهم ينتظرون أن يظهر للملايير التي صرفت في الصفقة أثر في المستطيل الأخضر.
رحل إيفونا و ارتفعت أصوات جماهير عارضت الصفقة و رأت أنها خيار غير سليم، دون أن يكون لأبناء هذا الجيل دراية بأن لقب كأس إفريقيا للأبطال الذي تحقق للوداد قبل عقود و سنوات بالسودان صنعه الداودي و فرتوت و فخر الدين و مجيد بويبود و عدد من لاعبي الفريق و ليس بصناعة اللاعب الأجنبي.
صحيح أنه يومها كان لاعب سينغالي أرعب حراس البطولة و الأفارقة و العرب بقذائف لا تصد و لا ترد وهو موسى نداو،لكن من صنع لقب الوداد يومها كان أبناؤه و لعل الذكرى تنفع المؤمنين أن نيبت انطلق من هذه التصفيات لعالم الإحتراف و لعب كأس السوبر الإفريقي الشهير أمام أفريكا سبور بضمادة على رأسه المضمخ بالدماء.
اليوم قد يتكرر المشهد، حل توشاك مكان الأوكراني يوري صانع ربيع الوداد الإفريقي و العربي،و بتواجد الواعد والمارد المترجي زهير " نيمار" الوداد الجديد و السهم هجهوج الذي عليه أن يتخلى و هو بالملعب عن عقلية المناصر و يلعب كمحترف حقيقي، و من خلفهما الكرتي و بعودة أصباحي.. قد لا تفكر الوداد لا في أونداما الذي يصوم دهرا و يفطر على هدف متأخر و لا في إيفونا.
المترجي و هجهوج تحررا برحيل إيفونا و الوداد سيستثمر كنز أبنائه و لو أفلح في استعادة عصبة الأبطال للخزانة المغربية بفضل هذا الجيل من لاعبيه، أكيد أن التاريخ قد يتكرر لنشاهد انطلاقة واحد من هؤلاء صوب عالم الإحتراف الأوروبي الصحيح كما انطلق نيبت ذات يوم صوب نانط الفرنسي حيث شرب اللعبة و عرج صوب البرتغال و منه لليغا حيث كسب اسمه ضمن خانة ميزها تواجد لاعبين من الصف الأول تفوق عليهم في كثير من المرات.
فهل يرفع أبناء الحمراء فارسها صوب أعلى منطقة بالبوديوم و يصبح إيفونا مجرد ذكرى غير مأسوف عليها؟