المنتخب: محمد الشاوي - عدسة: أغناج
تأهل الرجاء البيضاوي لدور ربع نهاية كأس العرش وهو يواجه الكوكب بملعب مراكش الكبير، بعد أن فاز عليه ذهابا وتعادل معه إيابا، في مباراة لم يستطع  فارس النخيل الذي لم يستطع مقاومة طموح النسور الخضراء التي رحلت للمدينة الحمراء معززة بأعداد كبيرة من أنصارها التي شكلت سندا معنويا وهي تخلق احتفالية خضراء، فقد استثمر الرجاء عامل الفوز في مباراة الذهاب بهدف دون رد.
وكان الفريق المراكشي قد استقبل الرجاء البيضاوي بالملعب الكبير لمراكش برسم إياب ثمن عشر كأس العرش، وسط عدد قليل من الجماهير المراكشية التي ما زالت تقاطع مباريات فريقها، في الوقت الذي بدت فيه المباراة وكأنها تجرى بالدار البيضاء، ذلك  أن منصة «إلترا كريزي بويز» كانت فارغة من أنصار الفريق المراكشي بعد الإجتماعات التي جرت بين أعضاء اللجنة المؤقتة لتسيير الكوكب وممثلين عن جمعيات الأنصار والتي لم تفض إلى نتيجة بسبب عدم تلبية كل مطالبها.
بداية المباراة كانت لصالح المحليين الذين اندفعوا صوب منطقة عمليات الخصم في محاولة لاختراق الدفاع الرجاوي وبلوغ مرمى الحارس الزنيتي، من خلال الضغط على حامل الكرة في محاولة لسد كل المنافذ وتقزيم المساحات لخنق هجمات لاعبي الرجاء، بعد أن لاحت أول فرصة لتهديد مرمى الحارس أوزوكا في الدقيقة الثانية والتي إنبرى لها اللاعب قديوي دون جدوى بعد تدخل الدفاع المراكشي.
وبالرغم من الضغط النسبي الذي حاول المراكشيون ممارستة في بداية المباراة على دفاع الرجاء ولجوئه إلى السيطرة على وسط الميدان، إلا أن الكرة ظلت المباراة محصورة في وسط الملعب، إذ أنه أمام التكتل الدفاعي لكلا الفريقين، بات من اللازم على المهاجمين الإعتماد على التمريرات العرضية لتفكيك دفاع أحد الفريقين.
وفي الدقيقة 20 يتحصل عبد الكبير الوادي على ضربة خطأ إنبرى لها قديوي ثانية لكن غياب التركيز فوّت على الرجاء فرصة إذ لم تثمر أية محاولة واعدة للتهديف. فقد كان الفريق الزائر منظما وقدم لاعبوه مردودا طيبا، في الوقت ذاته، إعتمد المحليون التكتل الدفاعي ملء وسط الميدان وعدم ترك أية مساحة فارغة تشكل منفذا تتسرب عبره محاولات الفريق الأخضر.
وأمام البرود الذي عرفته المباراة، كاد قديوي أن يوقع الهدف في الدقيقة 26 بعد اختراق اللاعب الوادي لدفاع الكوكب المراكشي، إذ قذف في مناسبتين متواترتين نابت العارضة عن الحارس أوزوكا في الثانية لتنقذه من هدف محقق، وهو مارد عليه مباشرة الكوكب من الجهة اليسرى عن طريق السقاط، ثم عن طريق جيفرسون دون أن ينجح في تجاوز الدفاع الرجاوي باستثناء قذفة اللاعب الفقيه الدقيقة 39 بعد أن موه مدافعين رجاويين ويقذف غير بعيد عن شباك الرجاء.
واستمر الفريقان في تبادل الهجمات، يتمكن الرجاء من توقيع هدف السبق بعد تمريرة على المقاس من اللاعب الوادي، إعتقد معها مدافعو الكوكب أن المسعودي كان شاردا حيث انهزم الحارس المراكشي، هذا الهدف أثار احتجاج مكونات الفريق المراكشي بدعوى أن الحكم جيد لم يعلن عن حالة شرود،في حين أدى الكوكب ثمن اعتماده الدفاع الخطي لينتهي الشوط الأول على إيقاع فوز الفريق الأخضر بهدف دون رد. 
خلال الجولة الثانية، حاول لاعبو الرجاء خلخلة دفاع فارس النخيل الذي كان متماسكا بقيادة نيلسون وشاكو لكن زملاءهم من المهاجمين عجزوا عن بلوغ مرمى الزنيتي بالرغم من أن المباراة كانت مفتوحة على كل الاحتمالات،إذ كان الشوط الثاني نسخة لسابقه دون إضافات تذكر مع تسجيل تراجع الكوكب للوراء وإقحام عقال  والبهجة وبيات كان بغرض إدراك التعادل ومحاولة تسجيل أهداف أخرى من خلال تعزيز الخط الأمامي بأكبر عدد من المهاجمين سيما وأن الهزيمة بالدار البيضاء زادت من متاعب الفريق المراكشي، فضلا تلقي شباك أوزوكا للهدف زاد من صعوبة مأمورية الكوكبيين، أمام الانتشار الجيد للنسور داخل رقعة الملعب واعتماد التمريرات القصيرة التي كانت الغاية منها إرهاق لاعبي الكوكب  واستنزاف مخزونهم البدني.
واستطاع المراكشيون توقيع هدف التكافؤ في الدقيقة 83 عن طريق سفيان البهجة الذي إنبرى لضربة جزاء تصيدها صلاح الدين عقال، بعد سقوطه داخل منطقة عمليات الرجاء إثر تدخل غير محسوب من طرف  عبد الجليل اجبيرة الظهير الأيسر للفريق الأخضر، الأمر الذي لم يتردد معه الحكم جيد في اعلان الجزاء وإنذار اللاعب الرجاوي،حيث كاد عقال ثانية أن يوقع هدف التعادل بعد جملة تكتيكية منسقة مع اللاعب عميمي بيد أن القائم الأيمن ناب عن الحارس الزنيتي.
عموما، فقد عجز الكوكب استغلال عامل الإستقبال بالميدان وهو يكتفي بالتعادل الايجابي بهدف لمثله، حيث كان بإمكانه بلوغ شباك الرجاء في مناسبات عديدة،إذ بات لزاما عليه التركيز على منافسات البطولة الإحترافية، بعد أن ظهر أنه لا يولي أهمية لمنافسات كأس «الكاف» بسبب العجز المالي، في حين إن الرجاء الذي قدم لمراكش وهو يتأبط فوزا بالدار البيضاء وفي الجهة الأخرى مسنود بجماهيره، كان براغماتيا وهو يدبر تكتيك المباراة بإتقان مما منحه بطاقة العبور لدور الربع.