المنتخب: بدرالدين الإدريسي
قضى أنصار الوداد البيضاوي ليلة حزينة أمس الأربعاء وفريقهم يكره على مغادرة منافسات كأس العرش من بوابة الدور ثمن النهائي وهو يتعادل أمام النادي القنيطري بهدف لمثله بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بعد أن كان لقاء الذهاب قد إنتهى بتقدم النادي القنيطري بهدف للاشيء.
الخروج الصاغر من دور الثمن قضى على حلمين، حلم مواصلة التنافس على لقب كأس العرش الذي إن كان الوداد قد حصل على تسعة من ألقابه، فإنه لم يفز به منذ سنة 2001 عندما نال اللقب التاسع بفوزه في اللقاء النهائي على المغرب الفاسي بهدف للاشيء، وحلم تحقيق الإزدواجية لطالما أن الوداد البيضاوي هو حامل لقب البطولة الإحترافية للموسم الماضي.
ولأن الحسرة كانت كبيرة على ضياع لقب كأس العرش، فإن جماهير الوداد سارعت لوضع السؤال حول الأسباب التي أدت إلى سقوط الوداد من دور الثمن.
والحقيقة أن الأسباب وراء هذه السقطة كثيرة، وأكبرها يمكن أن يكون الخطأ الفادح الذي إرتكبه الحارس زهير لعروبي والذي تسبب في الهدف الأول للنادي القنيطري ومعه عجز الوداد عن توقيع الأهداف الثلاثة التي تسمح بالعبور إلى دور الربع، وأيضا المجازفة الغريبة التي أقدم عليها المدرب الويلزي توشاك عندما أراد الزيادة في الجرعة الهجومية لشل التكثل الدفاعي للنادي القنيطري، فانتشل من الفريق ظهيريه الدفاعيين نوصير والكوردي وأحل بدلهما كل من إسماعيل الحداد وأوناجم، وهو ما جعل الوداد ينتقل للعب بشاكلة 3-4-3 إلا أنه لم يفلح مع ذلك إلا في تسجيل هدف واحد بواسطة البديل المختار سيسي.
ويضاف لهذين السببين المباراة القوية التي خاضها لاعبو الوداد أمام الجيش في كلاسيكو البطولة، إذ إستنزف لاعبو الوداد الكثير من مخزونهم البدني، ما جعلهم لا يقوون على رفع الإيقاع وعلى إيجاد الحلول الناجعة لكل الإشكالات التكتيكية التي فرضها التنظيم الدفاعي للنادي القنيطري والذي كان مدربه سمير يعيش يدرك أن كل محاولة لفتح اللعب أمام الوداد من دون أن تكون هناك حاجة لذلك هو بمثابة إنتحار.
عموما أضاع الوداد واحدا من رهانات الموسم الكبرى، ويبقى له رهان البطولة الإحترافية التي يدافع عن لقبها الذي يوجد بحوزته، ورهان عصبة الأبطال الإفريقية، وهما رهانان يحتاجان إلى مزيد من المثابرة والتماسك وتجاوز الفراغ الكبير الذي تركه رحيل كل من مالك إيفونا وبكاري كوني في خط الهجوم.
وهذه الأشياء كلها لا تتحقق إلا بتجاوز هادئ وآمن لأزمة الخروج من منافسات الكأس.