المنتخب: بدرالدين الإدريسي
عندما سئل الهولندي رودي كرول عن الأحاسيس التي حملها معه وهو يأتي لتدريب الرجاء البيضاوي بعد تجارب خاضها بمصر وتونس، قال الدولي الهولندي السابق:
"بالإرتباط بنادي الرجاء عرفت أنني أمام فريق كبير يعتبر واحدا من أقوى الأندية بإفريقيا بالنظر لعدد المرات التي فاز فيها بعصبة الأبطال، وهو أيضا ثاني فريق إفريقي بعد مازيمبي الكونغولي نال لقب وصيف بطل كأس العالم للأندية، وعرفت أيضا أنه مدعوم من طرف آلاف الأنصار لا يتركونه وحيدا في مواجهة المنافسين سواء بالدار البيضاء أو خارجها، وعرفت أيضا أن الرجاء يتميز بطريقة لعب فرجوية، كما عرفت أخيرا أن الفريق إحتل المركز السابع أو الثامن في ترتيب آخر نسخة للبطولة الإحترافية.
إذا هناك حاجة لإعادة الفريق إلى الرتبة التي هي مقيدة له بحسب إمكانياته، الرتبة التي تخول له المنافسة بقوة على كل الألقاب، وهناك حاجة لتطوير الأداء الفرجوي ليقترن أكثر بالواقعية التي هي أساس كرة القدم الحديثة، فالنتيجة تعلو كثيرا على كل أداء جماعي مهما كان ممتعا.
أعتقد أن هناك إمكانية للجمع بين الأمرين فيكون للرجاء أداء فرجوي قائم على الواقعية المفضية لتحقيق الإنتصارات، والأمر يحتاج لبعض الوقت لطالما أن هناك تغييرات كثيرة حدثت على مستوى التشكيل البشري".
وإذا سلمنا بأن مشروع اللعب الذي يمكن أن يقترحه كرول ويعمل تدريجيا على تنزيله داخل الرجاء ليحقق المعادلة الصعبة التي تحدث عنها، إضفاء نوع من الجمالية على الأداء وإقرانه بالنجاعة الكاملة، إذا سلمنا أن أمرا كهذا يحتاج للوقت، فكم ستمهل مكونات الرجاء مدربها كرول؟ كم ستنمحه من الوقت ليعمل على تنزيل منظوره التكتيكي؟ وهل لها ما يكفي من الصبر لكي لا تستعجل إقالة المدرب إن لم تتحسن النتائج كما كان الحال الموسم الماضي مع الجزائري عبد الحق بنشيخة الذي وجد نفسه مقالا بالترضية بعد الإقصاء من كأس العرش؟
الرجاء بلغ اليوم ربع نهائي كأس العرش وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من دور السدس عشر أمام شباب المسيرة، وفي مقابل ذلك يوقع على بداية متواضعة في بطولة إتصالات المغرب، إذ تحصل على نقطة وحيدة من تعادل أمام الكوكب بعد هزيمة في الدورة الأولى أمام الفتح.
سيناريو مناقض تمام لسيناريو الموسم الماضي، والسؤال هل سيتأقلم الرجاء مع وضعه الجديد ويستفيد من العجلة التي كان عليها المسيرون في مرات سابقة عندما سحقتهم الهزائم والإقصاءات فأعمت أعينهم عن بصيص النور الذي كان يطل خلف العتمة.
مؤكد أن كرول يحتاج إلى وقت كاف ليدخل الرجاء تدريجيا في المنظومة التكتيكية التي يرتضيها له، علما بأنه إلى الآن لم يعتمد التشكيل البشري النهائي الذي سيكون مؤلفا من عناصر سابقة ومن عناصر وافدة لاعتبارات كثيرة.