ــ المنتخب: عبد اللطيف أبجاو

في كل موسم يعاد نفس السيناريو ويتكرر نفس المشهد حيث الـمدرجات تبدو مهجورة لفريق اسمه الفتح يعتبر من الأندية العريقة التي أنجبت الكثير من الأسماء ويعيش منذ السنوات الأخيرة قفزة نوعية على مستوى التدبير والتسيير، غير أن هذه التغييرات لا تتماشى مع كم ونوعية الجماهير التي ما زالت لم ترق لما يستحقه هذا الفريق لعدة أسباب، أهمها موقعه كفريق يمثل العاصمة وكذا للنتائج المتميزة والإنجازات التي سجلها في السنوات الأخيرة.
مشاهد متكررة
إشتكى الفتح عزوف جماهيره في السنوات الأخيرة، ولم تعد لهذا الفريق تلك القاعدة الجماهيرية التي كان يحظى بها في الأمس القريب، ذلك أن مبارياته كانت تجرى بملعب الفتح أمام جماهير قياسية وبخاصة في المواجهات الوازنة، فكان جيل خالد الأبيض ومن سبقه يتمتع بدعم جماهيري كبير في المباريات، كان يقصد ملعب الفتح من كل أحياء العاصمة الرباط، لكن سرعان ما تراجع هذا الحضور سنة بعد أخرى، وأصبحت أغلب المباريات تجرى أمام عدد قليل من الجماهير الوفية والتي ما زالت تتابع مباريات وأخبار الفريق، لذلك يبقى مشهد عزوف الجمهور الفتحي مثير للغاية ويترك أكثر من علامة استفهام حول هذا التراجع.
ثورة بلا جاذبية
لم تزعزع النتائج الإيجابية وكذا الثورة التي يسعى الـمسؤولون القيام بها مشاعر الجماهير الفتحية، والوقع أن الفريق الرباطي قام بقفزة نوعية في السنوات الأخيرة سواء على الصعيد المحلي أو القاري، والأكثر من هذا أنه صعد منصة التتويج وبات واحدا من الأندية التي تنافس على الألقاب، نتذكر أته مع المدرب الحسين عموتا فاز بكأس العرش وبكأس الإتحاد الإفريقي، كما نافس على عهد جمال السلامي على لقب البطولة قبل أن يهرب منه في مباراة الجولة الأخيرة أمام المغرب التطواني، وفاز في الموسم الماضي بلقب كأس العرش مع المدرب وليد الركراكي، كل هذه النتائج والألقاب كانت كافية في الواقع لتعيد الدفء للمدرجات خلال مباريات الفريق، بل تشجع على توسيع القاعدة الجماهيرية للفريق، لكن الـمدرجات مع ذلكـ ظلت على حالها.
لـماذا هذا التراجع؟
قد نتساءل عن السبب الذي جعل الفتح يشكو من غياب جماهيره ومن العزوف الذي يضر بصورته، إذ لا يوازي ما يحققه من نتائج وإنجازات، خاصة أن مجموعة من الأندية لم تسجل النتائج التي حققها الفتح في الفترة الأخيرة، ومع ذلك تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة وبحضور مكثف للمشجعين، سواء داخل الملعب أو خارجه، لدرجة أن اللاعبين يشعرون بالإغتراب سواء داخل ملعبهم أو خارجه.
الكثيرون أيضا يتساءلون عن السبب وراء هذا الـمتناقض الغريب بالعاصمة فمع ضعف جماهير يتمتع الجار الجيش بجماهير كبيرة، صحيح أننا لا نشك أن الفريق العسكري كان دائما مدعما بجماهير قياسية ولنا في الجمهور الكبير الذي ساند الجيل الذهبي للتيمومي ودحان وخيري خير دليل على ذلك، لكن وقتها كان الفتح يملك أيضا جمهورا عريضا ويحظى بدعم أكبر مما نتابعه حاليا من أعداد قليلة، ولربما دفع الفتح ثمناً لفترة الفراغ التي مر منها قبل سنوات، عندما غاب عن الواجهة بل نزل للقسم الثاني، ولو أن هذا العامل لا يعتبر عذرا أمام تراجع الجماهير الفتحية.
نداءات متواصلة
لا شك أن اللاعبين يشعرون بنوع من الحرقة نتيجة ما أضحى يعيشه الفريق الرباطي من نقص على مستوى الحضور الجماهيري، ذلك أن تصريحات اللاعبين تتوحد حول أمر واحد أن كل شيء جميل في هذا الفريق، إلا الجمهور، خاصة أن الحضور الجماهيري الكبير يلعب دورا أساسيا في إشعال نار الحماس والدفع بالفريق لتحقيق الإنتصارات، لذلك يشعر اللاعبون وكذا الطاقم التقني بنوع من الغربة الأقرب منها إلى العزلة وهو الأمر الذي يخدم كل الفرق التي تأتي لـمواجهتهم.
ولطالما دعا اللاعبون الجماهير في تصريحاتهم إلى الحضور  لدعمهم ومساندتهم في الـمباريات ومتابعتهم على الملعب، صحيح أن العدد تزايد نوعا ما في السنتين الأخيرتين، لكنه لم يصل بعد إلى الحد الذي يوازي طموحات مكونات الفريق، الذين ما زالوا ينتظرون عودة الجماهير الفتحية بكثرة للمدرجات.
دعوة مدرب
تفاجأ المدرب وليد الركراكي وهو يبدأ رحلته مع الفتح في الموسم الماضي للعزوف الجماهيري الذي يشكو منه، وكانت هذه النقطة من بين أولى الملاحظات التي أثارت انتباهه، فكان في كل مرة ينادي بدعم اللاعبين في الملعب خلال المباريات، خاصة بعد أن فاز فريقه في الموسم الماضي بكأس العرش، وقتها لم يكن هناك من عذر أمام الجماهير الفتحية لعدم تكثيف حضوره.
الركراكي اعتبر في الكثير من مداخلاته وتصريحاته أن اللاعبين بإمكانهم مضاعفة العطاء أكثر لو كان للفريق قاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة أن الفتح ورغم هذا النقص الذي يشكو منه يحقق إنجازات هامة في السنوات الأخيرة، صحيح أن الجماهير الوفية لفريق العاصمة وكذا الجمعيات المساندة للفتح تقوم بمجهودات كبيرة لتحفيز الجماهير علئ الحضور للـملعب، وصحيح أيضا أن العدد إرتفع في الفترة الأخيرة، لكن ما زالت هناك مساحة وفرص لدعم ومساندة أشبال المدرب وليد الركراكي الذي أكد أيضا في العديد من الخرجات الإعلامية أنه يثق في ارتفاع عدد الجماهير.