فارس البوغاز والحمامة من منهما يربح العلامة؟

النتخب: منعم بلمقدم
يعود الشمال ليعانق ألوان الكرنفال ويعانق إحتفالية الديربي بصعود اتحاد طنجة لملاقاة الغريم الأزلي المغرب التطواني في البطولة الإحترافية.
الديربي حل مبكرا هذا الموسم لكنه يختلف عن  عناق المواسم المنصرمة، لكونه سيلعب هذه المرة بالملعب الكبير وبشباك مغلق وأمام جمهور حماسي ومتدفق.
نهاية الأسبوع  الحالي ستتوقف الحركة بطنجة وتطوان، والشماليون سيشرئبون بأعناقهم لمسرح المواجهة الثقيلة بين ممثل البوغاز والحمامة البيضاء، حيث الديربي الذي يحلو فيه الغزل وتسبقه مناقرات الأنصار وسجالات الكواليس التي تغذيه بالإثارة.
وصال أجوار بعد 8 سنوات
كان لهبوط اتحاد طنجة سنة واحدة بعد صعود المغرب التطواني أثر سلبي أحبط  الكثير من عشاق المستديرة ليس بالشمال فقط، وإنما في كل أرجاء المغرب بعدما أيقنوا أن تواجد الفريقين الممثلين الشرعيين للكرة بهذه المنطقة بقسمين مختلفين، فيه وئد للإحتفالية وإجهاض لمتعة متابعة ديربي رائع وخارق للعادة في بعض الفترات.
8 سنوات هي الفترة قضاها فارس البوغار بقسم المظاليم تارة يقاوم كي لا يهبط لفئة الهواة، وأحيانا أخرى يراقب المشهد بتثاؤب وتواضع عاجزا عن ترجمة حلم العودة لحضيرة الأضواء.
سنوات طويلة ضاعت خلالها وبحسبة بسيطة فرصة مشاهدة 16 ديربيا، وفوتت معها فرصة متابعة سجالات وسياقات تنابز ومناقرات مناصري الفريقين بنكهة المنطقة وباستحضار تاريخ كل طرف في مشهد الكرة المغربية وتفوقه على المنافس.
ديربي بتوابل إسبانية
لئن كان ديربي الدار البيضاء علامة مضيئة بالكرة المغربية، بل هو الديربي العربي الوحيد الذي حظي بالتواجد ضمن فئة 10 ديربيات المميزة على مستوى العالم، فإنه لديربي الشمال متعته الخالصة وخصائصه المثيرة والفريدة من نوعها.
ديربي تستوحى توابله وتستورد من الجارة إسبانيا، وديربي يحضر فيه الفريقان بهويتهما المغربية الخالصة لكنه يعرف على مستوى المدرجات سجالا كبيرا على الطريقة الماتادورية الخالصة.
عامل القرب الجغرافي من الجارة الإيبيرية وانقسام مشجعي اتحاد طنجة والمغرب التطواني بين موال لريال مدريد ومتعصب للبارصا ينعكس على هذه المواجهة الكبيرة والقوية ويضفي عليها لمسة جمالية مثيرة للغاية.
هذا الموسم أطل الديربي مبكرا وأوضاع الفريقين مختلفة، بين تقديم اتحاد طنجة لعروض لافتة وتواضع مثير ومريب للحمامة واستقال دفاعه لدزينة أهداف وبطريقة غريبة بعض الشيء لذلك ينطلع فارس البوغاز لرسم التفوق وتعميق الفارق وتراهن الحمامة على التحليق من طنجة بالنقاط الكاملة لترتيب أوضاع البيت من جديد.
فارس البوغاز أفضل
تكاد تكون أحلام اتحاد طنجة غير منتهية هذا الموسم وليس لها حدود على الرغم من خروج الفريق المخيب أمام أنصاره بكأس العرش وهو يرضخ لمشيئة أولمبيك خريبكة في وقت راهن فيه أنصار الموج الأزرق على بلوغ محطة المربع الذهبي.
رغم كل هذا يبدو اتحاد طنجة بوضع أفضل من منافسه المغرب التطواني، بعدما حقق انتصارا  مستحقا على المغرب الفاسي مع الإنطلاقة حتى لو عاد ليخسر بعد ذلك بالحسيمة.
اتحاد طنجة ينظر للمباراة على أنها فرصة للمصالحة مع الذات ومع الأنصار، لأن هزم الغريم التقليدي كفيل بحجب كل الأخطاء الممكنة وهي نقاط يستمر التلذذ بنشوتها لفترة تطول بعض الشيء.
المدرب الجزائري بن شيخة جرب ملاقاة المغرب التطواني ربانا لفارس دكالة ومدربا للرجاء، لكنه يدرك أنه سيلاقي هذه المرة منافسا مختلفا في الشكل والمضمون عن الحمامة التي طالما عركته وفرضت عليه إخراج كل عصارته الخططية لهزمها، حمامة ستحضر لطنجة بشعار ممنوع الهزيمة وستجبر الجنرال الجزائري على استحضار وصفة من وصفاته المميزة لربح النقاط الأغلى بالموسم.
الحمامة تتطلع للتصحيح
بدوره ينظر المغرب التطواني للمباراة على أنها فرصة مثالية للتصحيح والخروج من المغارة، والتطلع للقادم من الدورات بتفاؤل وثقة.
0 نقطة من مباراتين والتموقع بالقاع لا يليق بفريق كان لأمس قريب بطلا وممثلا للمغرب بأمجد الكؤوس الإفريقية وتسيء لكل الإنجازات التي تحققت وتضع كل الفريق موضع مساءلة وارتياب.
الحمامة ستلعب الديربي وهي موقنة أن الخسارة ستشعل النار في البيت بل قد تطيح بكثير من الرؤوس من الرئيس لغاية المدرب وعدد من اللاعبين.
المغرب التطواني تهيأ من الناحية السيكولوجية للمباراة الأهم في الفترة الحالية بعدما خرج حالي الوفاض من المسابقة الفضية والكأس القارية، ولم يعد ملتزما بأي رهان أو استحقاق آخر.
تصحيح المسار والتدارك ووضع القدم بالمنطقة الصحيحة ومغادرة الرتبة الأخيرة من طنجة، ستمثل واجهة للتصالح مع أنصار يقتلهم الغضب ويؤجج صدورهم على مسار كارثي لفريقهم العالمي.
صناع الفرجة بالموعد
قطعا سيكون التباري على أعلى مستوياته بعيدا عن رقعة المستطيل الأخضر وبالضبط بالمدرجات، حيث يتبارى الهيركوليس والبالوما لإخراج صورة كاليغرافية رائعة تليق بقيمة الديربي والمواجهة ورفع أسهمها التسويقية.
الأصداء التي سبقت النزال والتربيطات التي بدأ الأنصار في إنجازها قبل إجازة العيد وبعدها قصد إخراج تيفة تاريخي وغير مسبوق، خاصة مناصري فارس البوغاز بوصفهم الفريق المستقبل وصاحب الضيافة، تؤكد أن حدث الديربي هذه المرة سيكون مختلفا عما سبقه.
أنصار الحمامة بدورهم لم يتأخروا للتأكيد على أن التنقل خارج قواعد سانية الرمل لن يحول بينهم وبين الكشف عن قيمة وحقيقة معدنهم.
الفرجة الموعودة بالملعب الكبير بطنجة وخاصة بالمدرجات ستجعل الغزل في هذا الموعد الإستثنائي يحلو أكثر ويحلو كلما اقترب موعد العناق المؤمل منه أن يرقى للمطلوب والمثالية المنشودة بمناصرة الفريق المفضل و احترام المنافس.