المنتخب: بدرالدين الإدريسي
في كل مرة كنا نقول أن هناك عملا كبيرا ينتظر الناحب الوطني الزاكي بادو، وكنا نقصد بذلك فلسفة وهوية اللعب، إلا أننا هذه المرة وبعد الذي شاهدناه من ودية الكوت ديفوار التي خسرها الفريق الوطني بهدف دومبيا عقابا له على ضعف النجاعة الهجومية، نقول أن الفريق الوطني يحتاج إلى منظومة هجومية وبالأخص إلى محورها، متمم العمليات الذي يكون بمقدوره إصطياد الأهداف من أنصاف الفرص.
كدنا نلوم أنفسنا في أعقاب مباراة ليبيا التي كانت فيها السيطرة مطلقة ولم نسجل من الكم الكبير للفرص سوى هدف وحيد، وأمام منتخب ساوطومي وبرغم الأهداف الثلاثة التي جلبنا بها النقاط الثلاث أهدرنا كما كبيرا من الفرص السانحة، واليوم نعلن منهزمين من منتخب إيفواري كنا أفضل منه بخاصة في الشوط الأول، بسبب أننا لم ننه بطريقة عقلانية كل الفرص التي لاحت لنا بخاصة في الشوط الأول من أفضلية على مستوى الأداء الجماعي.
أمام الفيلة كان المنتخب المغربي متماسكا ومبادرا ومتحكما في إيقاعات المباراة، إلا أنه سيجدد فشله في اقتناص الهدف من كل الفرص التي كان يجتهد في بنائها من مترابطات جماعية تبرز فيها المهارات الفردية، فلا يوسف العرابي نجح في تحويل كل الكرات التي وضعت أمامه كقناص داخل أو بمحاداة منطقة العمليات إلى أهداف تتوج أفضليتنا، ولا عبد الرزاق حمد الله الذي حل في المباراة بديلا للعرابي جلب لنا هذا الشيء المفقود، مهارة اقتناص الأهداف من أنصاف الفرص.
بالقطع طمأننا كثير مما شاهدناه من الفريق الوطني بخاصة في الجولة الأولى التي كان فيها الأداء الجماعي راقيا ومؤسسا على أوتوماتيزمات جميلة، إلا أن ما عاب هذا الفريق الوطني هو عدم قدرته على تشكيل أنماط هجومية ترفع عنه العقم وتعالج ما يوجد فعلا في خواتم البناءات الهجومية من عجز وارتباك وضعف حيلة.
يحتاج الفريق الوطني في صورة ما شاهدناه أمام الكوت ديفوار إلى رأس حربة يتطابق تطابقا كاملا مع منطومة اللعب، فلا يمكن أبدا أن نقبل أن ينتحر هذا الفريق من أجل أن يتسيد ومن أجل أن يربح النزلات التكتيكية وينتج كما كبيرا من الفرص ويخسر بكامل السذاجة بسبب أنه لا يملك رأس حربة أو قناصا للأهداف.