الهدف التحليق في البطولة كما في الكأس!


 المنتخب: إبراهيم بولفضايل

على عكس الغريم الودادي فقد حقق فريق الرجاء نتائج جيدة على مستوى منافسات كأس العرش بوصوله للمربع الذهبي، في حين أن نتائجه على مستوى البطولة جاءت عكس التوقعات خاصة في ظل الإنتدابات التي قام بها الفريق وكذا الإمكانيات التي رصدها المكتب المسير لضمان إعداد جيد لهذا الموسم، حيث تم اختيار تركيا لإجراء معسكر إعدادي مع منح صلاحية اختيار التركيبة البشرية للمدرب الهولندي رود كرول الذي أشرف شخصيا على كل الإنتدابات خاصة منها التي تخص اللاعبين الأجانب.
بداية متعثرة
إستهل فريق الرجاء بطولة الموسم الجديد بهزيمة خارج القواعد أمام الفتح الرباطي في مباراة قوية ضيع فيها الفريق الأخضر ضربة جزاء، واستمر النسور في تواضعهم حين اكتفوا بالتعادل داخل قواعدهم أمام الكوكب المراكشي، لكنهم عادوا ليستفيقوا مجددا ويكسروا حاجز النحس وسوء الطالع الذي لازمهم لعدة دورات حين نجحوا في العودة بالفوز من مدينة وجدة، وهو الفوز الذي غاب عنهم على مستوى البطولة لحوالي 12 دورة، وتأتى لهم ذلك في الدقيقة الأخيرة من عمر البطولة بفضل هدف حمل بصمة المهاجم عبد الكبير الوادي العائد هذا الموسم لتوهجه.
إستمرار العقدة داخل الميدان
بعد هذه النتيجة ظن الجميع أن الفريق الأخضر قد تصالح مع النتائج الإيجابية، وباتت الفرصة مواتية له لفك العقدة التي لازمته بميدانه، حيث غابت عنه الإنتصارات لحوالي عشرة أشهر كاملة ظل فيها الجمهور الرجاوي يترقب حلول الفرج بانتصار يعيد فريقه للسكة الصحيحة، لكن الإستعصاء ظل ملازما لأشبال المدرب كرول بعد أن نجح فريق النادي القنيطري في تحقيق المفاجئة والعودة لقلاعه بنقط المباراة كاملة، وهي النتيجة التي كادت تطيح برأس المدرب ليعاد نفس سيناريو الموسم الماضي مع سلفه بن شيخة، لولا أن موعد نصف نهائي كأس العرش كان على الأبواب، وبالتالي استحالة إجراء أي تغيير في هذه المرحلة الحساسة.
حصيلة متواضعة وشح هجومي
الحصيلة على مستوى البطولة جاءت مخيبة للآمال، فقد جمع النسور أربعة نقط فقط من أربع مباريات، ويمكن اعتبار خط الهجوم الحلقة الأضعف في ظل وجود شح تهديفي واضح إذ اكتفى الفريق بتسجيل هدفين وقعهما عبد الكبير الوادي، في حين قبلت شباك الفريق الأخضر أربعة أهداف بمعدل هدف واحد في كل مباراة، ومن خلال هذه الحصيلة يتضح ضعف التنشيط الهجومي للفريق وافتقاده لمهاجمين لهم حاسة تهديفية، وبالتالي فشل الإنتدابات التي أقدم عليها الفريق ما دفع بالجماهير الرجاوية للمطالبة بفسخ عقود اللاعبين الغانيين أساموا وياكوبو بعد المستوى المتواضع الذي ظهرا به في أولى مباريات الدوري الإحترافي.
نجاح في منافسات الكأس
على عكس مباريات الدوري نجح النسور في تحقيق مشوار جيد على مستوى منافسات كأس العرش بالرغم من بعض الصعوبات التي واجهها الفريق الأخضر في مجموعة من المباريات، حيث كادت مسيرة الفريق تتوقف منذ المرحلة الأولى حين نجح شباب المسيرة في انتزاع الفوز من مركب محمد الخامس بهدف نظيف، لكن تجربة القديوي كانت حاضرة في مباراة الإياب حين سجل هدفين في أوقات جد حاسمة ليقلب الطاولة على الفريق الصحراوي، وفي المباراة الموالية تفوق النسور على الكوكب المراكشي بفضل هدف ياكوبو في الذهاب وهدف المسعودي في الإياب، قبل أن يتجاوزوا عقبة المغرب الفاسي بضربات الحظ ليبلغوا نصف النهائي ويتفوقوا في الذهاب على حامل اللقب الفتح بثلاثية مقابل هدف رفعت من حظوظ أصدقاء أولحاج لبلوغ النهائي.
البحث عن التوازن
المباراة الأخيرة التي قدمها النسور أمام الفتح الرباطي قدمت العديد من الإشارات الواضحة أكد من خلالها النسور قدرتهم على التحدي، حيث نجحوا في استعادة توازنهم بشكل سريع بعد هزيمة داخل القواعد، وهكذا يؤكد قوة شخصية الفريق، وبالرغم من الصورة القوية التي ظهر بها فريق الفتح، حيث كان الأفضل على رقعة الميدان، إلا أن الكلمة الفاصلة كانت للنسور بفضل قتاليتهم داخل رقعة الميدان وإصرارهم على الفوز، وهذا هو السلاح الذي يجب التحلي به في المباريات القادمة، إنصافا لهذه الجماهير الرجاوية التي ضحت طويلا من أجل فريقها وكانت دائما في الموعد بالرغم من تواضع النتائج، والهاجس المستقبلي هو إعادة التوازن لخطوط الفريق والمنافسة بقوة على كأس العرش، وبعده التركيز على منافسات البطولة، حيث الضرورة تفرض تدارك النقط الضائعة.