المنتخب: منعم
هل يمكن تصديق حكاية سيقت على أكثر من لسان وبنفس الترنيمة والحبكة، رواية رفض الإطار الوطني ومدرب منتخب الأسود في فترة من الفترات ولو بشكل مؤقت جمال فتحي اللاعب المغربي الأصل مروان فلايني بحجة أن طوله الفارع جعله يقتنع أنه مشروع لاعب فاشل.
المثير في هذه الرواية هو أن والد فلايني رجاوي وفتحي جمال كان يعلم هذا بل يعلم رفقة لاعبي فترة السبعينيات من القرن المنصرم من يكون عبد اللطيف فلايني.
«البورطيرو» أو الحارس القادم من الشمال للرجاء وبعده حسنية أكادير، هكذا اشتهر والد فلايني داخل الرجاء، وبذل والده الذي قاسى وعانى الويلات بحثا عن لقمة عيش تكفل الحد الأدنى من الكرامة.
وبدأت حكاية إلتحاق نجله مروان الذي يلبس اليوم ثوب الشياطين بإنجلترا (الشياطين الحمر) مانشستر يونايتد وشياطين منتخب بلجيكا، يوم حمل عبد اللطيف فلايني والد مروان سنة 2007 أوراق وصور ومقاطع فيديو، وجال الهيئات الرياضية طارقا كل الأبواب من أجل إيجاد فرصة صغيرة لإبنه كي يحمل ألوان قميص المنتخب الوطني المغربي.
عبد اللطيف فلايني لم يجد لطلباته مجيبا، فاستسلم وعاد أدراجه نحو أرض المهجر ببلجيكا، ليعاود الإبن مروان بدوره القيام بذات البادرة والتقدم من أجل مشاركة المنتخب الأولمبي في تصفيات الألعاب الاولمبية بكين عام 2008.
وبحسب ما رواه مروان آنذاك، فإنه حل بمدينة طنجة للمشاركة في تربص لاختيار العناصر القادمة من أوروبا قصد المشاركة في المنتخب الوطني، لكنه فوجئ برفضه من طرف المدرب جمال فتحي الذي قال له وقتها: «أنت طويل القامة ولا تصلح لتكون لاعب كرة قدم»، فغادر مروان يائسا وحزينا وهو يصر على الثأر لنفسه وبأي طريقة.
بعدها لملم الشاب حلمه وعاد بقرار نهائي بأن يكون بلجيكي الجنسية والإنتماء، وأن يدافع عن ألوان منتخب بلده الثاني، بعد أن قُدمت له فرصة الإنضمام إلى «الشياطين الحمر».
مروان بدأ مسيرته الرياضية عام 1994 مع نادي أندرلخت، ومن ثم انتقل عام 2008 إلى صفوف إيفرطون الانجليزي، وفي عام 2013 بعد محاولات من نادي مانشستر يونايتد في بداية الإنتقالات الصيفية استطاع النادي الانجليزي استقطاب اللاعب البلجيكي المغربي في الساعات الأخيرة من «الميركاتو» بمبلغ قدر بـ 27.5 مليون جنية إسترليني ليكون لاعبآ في النادي الأحمر.
وفي نهاية المطاف كان مروان من صناع عبور بلجيكا لمونديال البرازيل، بل سجل هدفا في مرمى الجزائر، وبعد المباراة لم ينس مروان ذكر المغرب واعتزازه بهذه الجذور في تصريحاته.
الإطار الوطني خالد كرامة أحد مكتشفي مروان ببلجيكا طالما تحدث عن مروان هنا في محاولة لجذب الإهتمام إليه، وكل مرة كانت تقابل تصريحاته بسخرية كبيرة، واليوم لا يتوفر المنتخب المغربي على لاعب وسط بمقاسات فلايني الذي راح ضحية نظرة احتقار من إطار وطني ورغبة جامحة للاعب والده في الإنتقام للذات من معاملة دونية لم ترق لتطلعاتهما.