فريق بكثير من المتناقضات 

المنتخب: محمد فؤاد 
كلنا يرى أن غينيا الإستوائية حققت إنجازها المثير بمساعدة صافرة الحكم الموريسي المعروف بارساد الذي كان وراء تكسير شوكة المنتخب التونسي خلال ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم 2015، وبين ما حققه الرعد الغيني في النهائيات القارية 2015 وما يخدث اليوم في تصفيات نسخة 2017 من تصدع بتسجيل نتائج هزيلة أمام البنين وجنوب السودان، نقف على شدة الفوارق، ومع ذلك لا يمكن الإستهانة بالمنتخب الغيني الإستوائي إحتكاما لما قدمه من حكايات رائعة بعيدا عن مباراة تونس، وبذلك لا بد من قراءة مبارياته الودية مشفوعة بمباراة جنوب السودان لمعرفة هوية الفريق وحتى من خلال التقرير الذي أعده فتحي جمال عن مباراة جنوب السودان.
ثلاث سنوات إعجاز
الصدفة والظروف فقط كانا وراء ظهور الفريق في النهائيات للمرة الثانية في غضون ثلاث سنوات، علما بأن الطريق إلى النهائيات كان واحدا في المرتين حيث يشارك الفريق في كأس إفريقيا. وكانت مشاركته الوحيدة السابقة أيضا عن طريق التأهل المباشر كمنتخب مضيف وذلك عندما استضافت بلاده البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها الغابون عام  2012. ومعلوم أن منتخب غينيا الإستوائية لم يكن ضمن المشاركين في النسخة الثلاثين من البطولة الإفريقية بعدما تقرر استبعاده من التصفيات في مجموع مباراتي الذهاب والإياب من الدور الأول من التصفيات، وذلك بسبب إشراكه لاعبا ليست لديه أهلية المشاركة في هذه المواجهة. وتأتي الصدف الذهبية مجددا، عندما حجز مكانه في النهائيات بعد أن استقر الاتحاد الإفريقي على نقل البطولة من المغرب لعينيا الإستوائي.
ومن 1930 إلى غاية 1998، لم يكن منتخب البرق الغيني مسجلا في المسابقات الخاصة بكأس العالم على الإطلاق وحتى كأس إفريقيا التي استهل بها المشوار باعتذار، ومنها سار على نفس الإتجاه بين الإعتذار والإقصاء من الأدوار التمهيدية، أي بين الإقصاء التدريجي في الإقصائيات التمهيدية لكأس العالم من 2002 إلى 2014. وعلى نفس الطريق سار في تصفيات كأس إفريقيا بين الإقصاء والإعتذار إلى غاية سنة 2012 التي ستسجل بالفعل أول انطلاق حقيقي للمنتخب قياسا مع تنظيمه للحدث وبالتشارك مع الغابون ووصوله لأول مرة في تاريخه إلى ربع النهائي، ثم أعاد التنظيم بارتفاع وثيرة الإنجاز عندما نظم الحدث لوحده وبلغ نصف النهائي رغم أنه أقصي في الأدوار التمهيدية لكأس إفريقيا 2013، ثم كان مفروضا أن لا يشارك في كأس 2015 لأنه كان مقصيا، ثم أعيد للمنافسة كمنظم للحدث وحاز المركز الرابع كأول إنجاز تاريخي لكن بكارثة تحكيمية. 
غينيا الإستيوائية.. منتخب إسباني
إسبانيا هي الوطن الأم لأكثر الدوليين الذين نادى عليهم الناخب الأرجنتيني بيكير خلال نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة وشكل منهم منتخب الدورة بامتياز، وبالطبع لا تهمنا الطريقة التي شكل بها منتخب غينيا الأكثر تجنيسا بإسبانيا، ولكن تهمنا الأندية التي يلعبون لها بالدرجات الدنيا الإسبانية وأخرى من بطولات أوروبية ليست على نفس المقاس 
في أول كأس إفريقية من عام 2012، وعلى أرض غينيا، تشكل المنتخب الوطني من أجزاء وقطع هذه المستعمرة الإسبانية السابقة وكانت السلطات قد وزعت جوازات سفر على اللاعبين دون أي علاقة مع هذا البلد، وأحيانا بالكاد تحدثوا لغة سرفانتس، كلغة رسمية، وهو ما جعل الناخب يبعدهم من أجل "تماسكهم وانسجامهم"،  لأن  سياسة الاسترضاء من التجنيس قد أساءت للكرامة الوطنية كما أكد بذلك الدولي جوفينال الغائب الأكبر عن لقاء المغرب عندما قال: "كانت هناك العديد من المشاكل، لأن أكثر  اللاعبين ولدوا بالبرازيل وكولومبيا. وبالنسبة لمشجعينا سيكون من الكرامة أن يبنى فريق وطني من غينيا الإستيوائية أو من أصول غينية أيضا بالخارج، وأفضل أن نخسر بلاعبين غينيين عوض أن نفوز بلاعبين  من البرازيل أو لاعبين لا أحد يعرفهم".
ورغم كل هذا، يرى الناخب من خلال تجربته أن اختيار منتخب من البلاد وخارجه أمر حتمي لإحلال الإنسجام أولا لأنه عاش ويعرف لاعبي البطولة المحلية، وثانيا لأنه عاش بإسبانيا طيلة 25 عاما ويعرف كذلك لاعبين بإسبانيا. وهو ما اختاره اليوم مجددا بعد نهائيات كأس إفريقيا بنفس النموذج مع غيابات وازنة. ما يعني أنه اختار فريقا وطنيا من بطولات متعددة وبالترتيب الأولي من لاعبين يلعبان فقط في البطولات الأوروبية المعروفة وهما المهاجم بالبوا المتعاقد حديثا مع الفيصلي السعودي، والمهاجم إيميليو نسو مهاجم نادي ميدلسبورغ الأنجليزي، وعداهما فإن الكثير من اللاعبين يلعبون في الأقسام الدنيا بإسبانيا، فضلا عن تواجد لاعبين في بطولات مالطا وقبرص واسكوتلاندا. وجميع هؤلاء من جنسية إسبانية عدا لاعبين من أصول كامرونية جرى تجنيسهما، ويتعلق الأمر بفييرا إيلونغ (الكاميرون) والمدافع بروي دي غارسيا (من الرأس الأخضر)  وهما حاضران في اللائحة الرسمية.
مسار المنتخب بعد النهائيات 
والغريب في مسار المنتخب الغيني الإستوائي أنه تراجع بشكل ملموس بعد النهائيات سواء في الوديات أمام كل من مصر والكوت ديفوار وكوسوفو باستثناء فوز صغير على منتخب أندورا كأضعف منتخب أوروبي، هذا في الوقت الذي كرس فيه نفس الإنكسار في مجموعته  بإقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 التي يتواجد فيها مع مالي والبنين وجنوب السودان. ما يعني أن غينيا الإستوائية تلقت ضربة قاسية في مسارها الحالي ومنتخبها يوجد في المركز الأخير للمجموعة بنقطة واحدة وبتناقضات كثيرة على مستوى التوليفة البشرية التي لم يستقر عليها الناخب الأرجنتيني.
كوسوفو.. كانت المحطة الأخيرة 
وبالعودة إلى المباراة الودية الأخيرة أمام كوسوفو التي خسرها بهدفين لصفر، كان المدرب الأرجنتيني قد اختار فريقه على غير المعتاد من أجل إعطاء الفرصة للوجوه التي تلعب بالبطولة الغينية، وتشكلت المجموعة من الحارس المعتاد أوفونو، ومن خط الدفاع  من روي وديوسداد ومبيلي وبوريبا وإنغوإنغونغا، فيما تشكل الوسط من راندي وكيكي بولا وزراندونا، على أن الهجوم تشكل من اللاعب بيكورو من البطولة الغينية وجونيست وبوسيو فابياني وكلاهما لم يستدع في اللائحة الجديدة، كم لجأ المدرب خلال الجولة الثانية إلى إشراك خمسة لاعبين لا يوجد منهم سوى رجل الوسط دوالا وورجل الوسط ألوغو والمدافع إيلوي، ما يعني أن المدرب بيكير استبعد من هذا اللقاء مجموعة من الأسماء التي لم تقدم ارتياحا كاملا بالنظر إلى الهفوات الدفاعية المرتكبة أمام منتخب كوسوفو الذي سجل هدفين في كل جولة، سيما وأن المنتخب الغيني افتقد خدمات المدافع ديوسداو مبيلي (بدون فريق) عقب طرده في الدقيقة 37. وكان منتخب غينيا الإستيوائية بعيدا عن الإنسجام وخلق الفرص ولم يتوصل إلى زعزعة دفاع كوسوفو سوى في الدقيقة 87 عن طريق رجل الوسط دوالا.
ومن المنتظر أن يغير الناخب الأرجنتيني تشكيلته الرسمية من خلال استعادة الأسماء المحترفة الأخرى على مستوى تحصين الدفاع وتقديم الوجوه المهاجمة المعروفة، وقد يدخل أمام الفريق الوطني بالتشكيلة التالية: أوفونو كحارس، إيغور إينغونغا (برتغاليت الإسباني) وروي دا غارسيا غوميز (هيبرينان السكوتلاندي ) في متوسط الدفاع، و إزكيردو ميغيل بوربا من نادي موسكرادو الإسباني كظهير أيسر وكارلوس أكابو (فالنسيا ب الإسباني) كمدافع أيمن. وفي الوسط قد يلعب بسقاءين هما  إيفان زاراندونا (بورغوس الإسباني ) وإيبان إيانغا راندي (أريس ليماسول القبرصي) مع وسط مشكل من كيكي بولا (ليناريس الإسباني ) وخافيير بالبوا (الفيصلي السعودي ) كصانعي البناءات ولو أن الأخير يلعب كجناح أيسر أيضا. أما الهجوم فلن يخرج عن أيميليو نسوي (ميديلسبرو الإنجليزي) وإيفان سالفادور إيبان (فالنسيا ب الإسباني)