المنتخب: منعم بلمقدم

في الوقت الذي يهلل فيه الجميع لحكيم زياش الذي استطاع أسر القلوب من مبارتين فقط بل من لمستين قام بهما في نزالين وديين،و في الوقت الذي يسعى فيه الزاكي تعزيز بنية خط وسط الأسود لتصبح رمانة الميزان في الأداء و مركز الثقل الذي يتفوق به على منافسيه، لا أحد يدافع في الوقت الحالي عن لاعب قدم تضحيات أكثر مما قدمها زياش و لا مستور و غيرهما من اللاعبين الذين آثروا تمثيل المنتخب المغربي على بلدان المهجر التي أبصروا النور فيها.
فقبل 5 سنوات من الآن كانت إسبانيا و بلجيكا تتصارعان على لاعب موهوب اسمه المهدي كارسيلا، بل يومها تدخل زين الدين زيدان في موضوع اللاعب و حاول تغيير وجهته و اللاعب شاهد على هذا الوضع.
و يومها أيضا اختار كارسيلا نداء القلب و الروح و نداء الوطن و حضر و هو مصاب بكسر عنيف تعرض له في إحدى المباريات و حظي  في مراكش على هامش مباراة المنتخب الوطني و نظيره الجزائري الشهيرة و التاريخية و التي انتهت برباعية نظيفة للأسود و التحف العلم الوطني و تم استقباله استقبال الأبطال.
لم يمنح كارسيلا الكثير من الفرص كما نالها لاعبون فشلوا في إقناع الجمهور المغربي باستحقاقهم اللعب للأسود،و تم إقصاءه في مباراة كان من يحضر فيها أقل موهبة و عطاء مما قدمه كارسيلا بروسيا و لا حتى  بعد عودته لبلجيكا.
اليوم يبدو أنه من الظلم تجاهل كارسيلا الذي استطاع التأقلم سريعا مع أجواء فريق عالمي و كبير اسمه بنفيكا البرتغالي و بات يمثل حلا و رقما مهما لمدرب الفريق محليا و قاريا في مسابقة اسمها عصبة الأبطال الأوروبية.
يبدو من الظلم ان ترتفع الأصوات المطالبة باستدعاء فيصل فجر و الكبير و غيرهم و منحهم هامش للتجريب و يتجاهل الزاكي لاعب فنان اسمه المهدي كارسيلا و الخبراء على يقين أن مكانه موجود بل لحمل الرقم 10 داخل الأسود.
فماذا لو فكر الزاكي في أن بلعب زياش و كارسيلا جنبا إلى جنب و لو لمرة واحدة؟ القرار مؤجل حتى السنة القادمة لأن تواريخ الفيفا انتهت بنهاية مباراة العودة أمام غينيا الإستوائية الأحد القادم بمدينة باطا.