المنتخب: منعم بلمقدم

و المتتبع المغربي يقبض على قلبه و هو يكمل بشق الأنفس آخر دقائق مباراة الأسود و غينيا الإستوائية تحسبا للكارثة  التي لم تحل و لله الحمد،و قياسا بما تسنى للزاكي من ظروف مريحة للإشتغال و توفير لإمكانيات كبيرة و غير مسبوقة و بما يحتكم عليه من رجال و وجوه، فقد كان لزاما أن يتمخض عن المرور العسير لدور المجموعات المقبل لتصفيات كأس العالم الكثير من النقاش و السجالات التي لن تنتهي سريعا.
في المواقع الإلكترونية و بالفيسبوك و عبر المحطات و على أعمدة الصحف، التوحد هذه المرة موجود و الإجماع قائم كما كان ذات يوم على عودة الرجل لشغل مهمة قائد سفينة الأسود،و على أنه اليوم ليس  ذلك الزاكي الذي  عرفناه سنة 2004.
أخطاء تكتيكية بالجملة، ارتباك كبير و تخبط أكبر من مباراة لمباراة و رؤية تسودها الضبابية و مفاهيم لا يكاد يفهمها إلا هو وتقنعه وحده..
نقاش قوي و دعوة وصلت لحد المطالبة بتنحي الزاكي و شخصيا لا أوافق الطرح و هذا موقفي الثابت طالما أن الرجل نجح لغاية اللحظة في سل الشعرة من العجين و متوفق بلغة الأرقام و النتائج التي لا تكذب.
لست من الصف الذي يطالب برحيل الزاكي لكن من المطالبين و باستماتة أن يحكم صوت العقل ان يستعيد نسخته الأصلية التي عرفناه بها،و أن يتجرد من الأناة الطاغية و من الإنفراد و الإستئثار بالقرار بصرامة مبالغ فيها.
قد تكون حملة هو من وضع نفسه داخل متاهتها و كنت قد أشرت سابقا إلا أن رياحا مسمومة ستهب على الزاكي و عليه الحذر الشديد و هو يتصدى لها.
كنت قد حدست أن إكراهات قد تعترض سبيله و عليه أن يكشف عن قراءته الواقعية لطريقة التعامل معها، لا أن يزيد في العلم و يقدم لنا مفاهيم جديدة باستبدال فريق ينتصر ضدا على القاعدة الشهيرة التي قالها ذات يوم  فيلسوف الكرة الفرنسية ميشيل هيدالغو " لا تغير فريقا ينتصر أبدا".
الجماهير المغربية هي نفسها عينة و من نفس طينة جماهير الكرة بالعالم كله، لها ذاكرة قصيرة ترتبط بالإنجازات الحديثة فقط و تنسى معزوفات الماضي.
لذلك قد لا يتفاجأ الزاكي إن هو دخل أحد الملاعب المغربية قريبا جدا بأن تهتف نفس الجماهير المغربية ضده بعد أن هتفت له لسنوات طويلة.
فحذاري إذن من جنون العظمة الذي اغتال طموح  الكثيرين..