بين ضغوطات البقاء ورغبة الرحيل لكم الأسرار
المنتخب: منعم بلمقدم
و«المنتخب»، تتحرى بمصداقيتها المعهودة كل الأخبار وتواكب تطورات الأحداث وتقف عليها بأول في استكمال لمسار 3 عقود من السبق والإنفرادات القوية، فقد كنا على إحاطة كاملة بأول تداعيات خسارة الرجاء القاسية من المغرب التطواني بعقر الدار في لقاء مؤخر جرى الثلاثاء المنصرم بركب محمد الخامس، وما تداعى بعده من هزات واحتقان وتوتر رافق أجواء النسور الخضر.
في نفس السياق وربع ساعة بعد المباراة كان لـ «المنتخب» اتصال بمحمد بودريقة رئيس الفريق والذي وفي غمرة انفعال وتوتر غير مسبوقين نتج عن ما كان يرد عليه من أخبار مفزعة من مركب محمد الخامس، عنوانها إلتحام الأنصار القوي باللاعبين ورشقهم بالحجارة وسد المنافذ أمامهم للعبور لمستودعات الملابس.
هنا سيؤكد بودريقة لـ «المنتخب» أنه قرر اتخاذ القرار الأصعب في حياته وليس في مساره المهني وبرره بحالة العجز التي صار عليها وعدم قدرته على فهم ما يحيط ويجري بالفريق على الرغم من استنفاذ كافة الحلول والآليات التي بإمكانها إعادته للسكة الصحيحة.
قال بودريقة و بالحرف بـ «المنتخب»: «لقد قررت وأنا هذه المرة مصر على قراري ولا أرى مجالا للمزايدة أو المناورة به وهو الإستقالة والدعوة لجمع عام استثنائي مطلع السنة القادمة وبعد نهاية الديربي المقرر نهاية شهر دجنبر لترك الأمور تمر بسلام وسلاسة وتسليم الشاهد لكبير نوابي مصطفى دحنان وبتفويض مني لتدبير الشؤون اليومية للفريق والسهر عليها واتخاذ ما يراه مناسبا كي يساير الفريق بالبطولة.
لم يعد هناك من مجال لاتخاذ هذه الخطوة، وأنا على يقين أنها المسلك الصحيح والقرار الصائب الذي سيعود بالنفع علي وعلى أفراد الأسرة لأني لا أريدهم أن ينالهم ما نالني من قصف ومن استهداف وأنا الذي ضحيت بالغالي والنفيس في سبيل الرجاء».
وما إن نقلنا الخبر ونحن نواكب المباراة في العدد السابق باعتبار أنها لعبت متأخرة وكان لزاما نقل هذه المستجدات للقارئ الكريم، حتى عاد بودريقة ليقرر بقاءه رئيسا للفريق وعلى أنه لن يقفز من السفينة وهي تغرق.
وبالتحري الدائم المعهود فينا كان لنا اتصال ببودريقة لتبرير ما يمكن حمله للقارئ والرأي العام حفاظا على رصيد المصداقية التي تشكل رأس مالنا الذي لا محيد عنه ولا نقبل بوضعه بقارعة الطريق للنيل منه أو التلاعب به.
رئيس الرجاء إعترف لنا مرة أخرى أنه تلقى اتصالا من جهات مسؤولة داخل المدينة طالبته بالبقاء في ساعة متأخرة من اليوم المشهود ليوم مباراة المغرب التطواني، وأكدت له أن الإنصياع لصوت الرحيل القادم من المدرجات ما كان يوما موضة ولا شكلا من أشكال التعايش محليا ولا ينبغي أن يؤسس لمرجع يعتد به:
«لقد تلقيت اتصالات من جهات لها كلمتها أثنتني عن اتخاذ القرار وأنا مجبر على الرضوخ للأمر وأيضا كي لا يقال أن بودريقة استسلم، لكن مواقفي ثابتة وهي أنه متى سنحت أمامي فرصة ترجمة رغبتي بالرحيل فلن أتأخر هذه المرة مع متمنياتي بالتوفيق الدائم للفريق».
كان لزاما توضيح هذه الواضحات التي يعرفها الرأي العام والجميع، وكان لزاما أن نبين للجمهور الرجاوي حقيقة ما جرى وسار لأننا لم ولن نكون في يوم من الأيام من رواد الفتنة ولا من مثيري الجمر الراقد تحت النار ولا من الذين يثيرون البالونات والفرقعات الهوائية التي لا نرضى أن تشكل أساسا لاشتغالنا وبالمرة.