المنتخب: إبراهيم بولفضايل
لا نهتم بالتصريحات لأن الـمباريات تلعب داخل رقعة الـميدان
الهزيمة أمام الفتح لن يكون لها تأثير على مسارنا في البطولة
أنتظر الخطوة الأولى من الـمسؤولين الـمغاربة لـمجاورة الأسود
العودة القوية للأندية الكبيرة لا يزعجنا، لأننا لا نريد التتويج ببطولة ضعيفة
البطولة في الـمستوى ولا يعيقها سوى كثرة التوقفات
الوداد سينافس على اللقب القاري بفضل تلاحم مكونات الفريق
أكد الـمدافع الودادي مرتضى فال بأن هذه الهزيمة الأخيرة التي تعرض لها فريقه أمام الفتح الرباطي لم تكن مستحقة باعتبار تحصل مهاجمي الوداد على مجموعة من الفرص الواضحة، وكذا لمجريات المباراة التي عادت فيها الأفضلية لفريقه على حد قوله، كما اعتبر الهزيمة جزءا من اللعبة وبالتالي يجب في نظره نسيان هذه النتيجة والتفكير في المستقبل، وأوضح كذلك في هذا الحوار الذي خص به جريدة «الـمنتخب» بأن الهزيمة لن يكون لها تأثير سلبي على معنويات اللاعبين بقدر ما ستحفزهم على بذل مزيد من الجهد في المباريات القادمة، مشيرا بأن مشوار البطولة ما زال طويلا وشاقا. وبخصوص إمكانية دفاعه عن القميص الوطني المغربي فأكد بأنه لا ينتظر سوى الخطوة الأولى من الـمسؤولين المغاربة. وجدير بالذكر أن فال يعتبر أفضل صفقات الوداد هذا الموسم ويحظى باحترام كبير من طرف الجماهير الودادية التي تراهن على تجربته لتحقيق مزيد من الألقاب، وهو نفس الهاجس الذي عبر عنه هذا المدافع الصلب في هذا اللقاء الذي اخترنا له هذا السؤال كبداية.
الـمنتخب: البداية من مباراتكم الأخيرة حيث حصدتم أول هزيمة، فهل كنتم تستحقون هذه النتيجة؟
فال: من تابع هذه المباراة سيتأكد بأننا لم نكن نستحق هذه الهزيمة، بل على الأقل كنا نستحق التعادل، دخلنا المباراة كعادتنا بمعنويات مرتفعة وبنفس الرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية نحافظ بها على مسارنا الموفق، وبالفعل فقد كانت البداية جيدة، ولم يكن هناك تفوق من جانب الفتح، لكن بعد تسجيل الهدف الذي جاء عن تسديدة حاولت إبعادها فتغير اتجاهها نحو المرمى عادت الأفضلية لنا، حيث خلقنا مجموعة من الفرص الواضحة للتسجيل لكن للأسف لم يحالفنا التوفيق في ترجمتها لأهداف كانت ستمنحنا الفوز، وأظن بأننا لم نكن محظوظين في هذه المباراة كما كنا نستحق نقطة على الأقل.
الـمنتخب: هل كانت لتصريحات المدرب الركراكي التي سبقت المباراة تأثير على لاعبي الوداد؟
فال: لا بالعكس فنحن لم نهتم بهذه التصريحات، فمدرب الفتح لديه الحرية في قول ما يشاء، ومن جانبنا فقد كان تركيزنا فقط على المباراة وتطبيق تعليمات المدرب طوشاك، دون الإهتمام بما يقوله مدرب الفريق المنافس، وكما قلت فإن المباراة تلعب داخل أرضية الميدان وليس بالتصريحات التي قد يفندها واقع الملعب، وكما تابع الجميع فإن الوداد كان الأكثر خطورة على مستوى الهجوم حيث تواجد لاعبونا في ثلاث مناسبات أمام حارس مرمى الفتح الرباطي، ولم يكن ينقصنا سوى القليل من الحظ.
الـمنتخب: بعد هذه الهزيمة تقلص الفارق بينكم وبين المطارد لنقطتين، هل بدأتم تحسون بالخطر؟
فال: كما تعلم فإن الهزيمة واردة في كرة القدم، ومن الصعب جدا أن تفوز بكل المباريات، فقد يأتي اليوم الذي لا يحالفك فيه الحظ بالرغم من المجهود الذي تبذله، وكما تابعتم الطريقة التي انهزمنا بها أمام الفتح ضد مجريات اللعب، ففريق الفتح هو الذي كان محظوظا في هذه المباراة، وهذه الهزيمة لا تعني بأننا نحس بالخطورة، لكنها تفرض علينا الإجتهاد أكثر، فنحن نعرف ما ينتظرنا، لذلك فإننا نخوض مباراة بمباراة، والعبرة ستكون بالخواتيم بعد مرور ثلاثين دورة. حيث يتعين عليك جمع أكبر عدد من النقاط من أجل التتويج باللقب.
الـمنتخب: كيف ترى مشوار الوداد هذا الموسم؟ وهل هناك ارتياح للنتائج؟
فال: بغض النظر عن هذه الهزيمة الأخيرة أمام الفتح والتي تبقى واردة في كرة القدم فإن النتائج التي تحققت منذ بداية الموسم تبقى في المستوى،
لكننا على وعي تام بصعوبة المهمة التي تنتظرنا فالوداد هو حامل اللقب ومتزعم الترتيب، وهذا يجعل الفريق مستهدفا من كل المنافسين الذين يرغبون في الإطاحة بالفريق، فليس من السهل أن تتزعم الترتيب لأزيد من 11 شهرا.وبالرغم من الإرتياح لهذه النتائج فإن صعوبة المهمة التي تنتظرنا تدفعنا لوضع أرجلنا في الأرض وأخذ كل المباريات بالجدية اللازمة واعتبارها مباراة ديربي أو سد.
الـمنتخب: هذا الموسم ستشارك في أول ديربي بعد أن كنت تتابعه، فهل يراودك الحماس لأجواء هذه القمة؟
فال: أظن بأن الديربي لا يختلف عن باقي مباريات البطولة باعتبار تنقيطه الذي يتساوى مع جميع المباريات، لكن ما يميزه هو الحضور الجماهيري وتلك الإحتفالية التي تسبق هذه القمة بالإضافة للإهتمام الإعلامي، صراحة أي لاعب يتمنى أن يكون حاضرا في مباراة من هذا الحجم لأن هذه الأجواء غالبا ما تنعكس بشكل إيجابي على الأداء داخل رقعة الميدان، وقد لاحظنا ذلك في المباراة السابقة التي جمعتنا باتحاد طنجة حيث كانت الأجواء رائعة جدا.
وخلال المرحلة التي قضيتها بالمغرب تابعت مجموعة من الديربيات، وهذه السنة أتمنى أن يحالفني التوفيق لأشارك فيها وأقدم المردود الذي ينتظره مني الجمهور الودادي.
الـمنتخب: شاركت في عدة بطولات محلية هل لـمست نوعا من التطور هذا الـموسم بالمقارنة مع البطولات السابقة؟
فال: بالفعل هناك تطور ملحوظ بالمقارنة مع البطولات السابقة، وما يؤكد ذلك هو الحضور الجماهيري الكبير الذي يميز أغلب المباريات، ومن جانب أخر هناك تقارب كبير بين مستوى أغلب الأندية التي تشكل البطولة الإحترافية، وهكذا يصعب التكهن بنتيجة المباريات، وأغلبها يحسم ببعض الجزئيات والأخطاء التي قد تكون بسيطة لكنها تغير مجريات الـمباريات.
كما أن هناك إيقاع مرتفع غير أن المشكل الذي تعاني منه بطولة هذا المسوم هو كثرة التوقفات، وهذا التقطع للمباريات قد ينعكس بشكل سلبي على الأداء والتنافسية في بعض المباريات.
الـمنتخب: مع توالي المباريات لاحظنا عودة قوية لبعض الفرق التقليدية كالجيش الملكي والمغرب التطواني، فكيف تتوقع المنافسة في باقي المباريات؟
فال: هذا شيء إيجابي سيخدم مصالح البطولة لأن قوة هذه الأندية سيضاعف من الحماس والإثارة ما سينعكس بشكل إيجابي على المستوى العام للبطولة وكذا على الحضور الجماهيري في أغلب المباريات. بالنسبة لنا داخل الوداد فهذا لا يخيفنا ولا يزعجنا، فنحن لا نريد أن نتوج بلقب بطولة ضعيفة، بل علينا أن نكون أقوياء ونبرهن عن ذلك بفوزنا ببطولة ينافس فيها الأقوياء، وهدفنا هو المنافسة على اللقب، ونعلم بأن المشوار لن يكون محفوفا بالورود، فقد قطعنا ثلث البطولة بأفضلية على مستوى النقاط وعلينا أن نبذل مجهودات مضاعفة في الثلثين الأخيرين.
الـمنتخب: بعد سنوات ضمن صفوف الفريق التطواني لـماذا اخترت مجاورة الوداد؟
فال: لقد قضيت سنوات رائعة رفقة المغرب التطواني، وكانت لي معه ذكريات جميلة ستبقى خالدة في ذاكرتي، فهذه المدينة الجميلة هي التي احتضنتني أول مرة ألتحق فيها بالمغرب، ومع هذا الفريق عشت لحظات لا تنسى كما توجت معه بأول لقب للبطولة، ولدي أصدقاء كثيرون بهذه المدينة، لكن اللاعب الطموح دائما يبحث عن أهداف أخرى ورهانات جديدة، لذلك اخترت خوض تجربة جديدة، ووقع الإختيار على فريق الوداد لأنه فريق كبير وعريق وأي لاعب يتمنى أن يجاوره، فهو فريق الألقاب والبطولات، وهذا ما يمثل تحدي جديد بالنسبة لي فاللعب على أعلى مستوى وفي منافسات عصبة الأبطال الإفريقية قد يفتح الباب كذلك أمامي لخوض تجربة مع الـمنتخب الوطني.
الـمنتخب: ستعود للمشاركة في عصبة أبطال إفريقيا للموسم الثاني على التوالي، فما هي الأهداف المرسومة مع الوداد؟
فال: كانت لدي تجربة في الموسم الماضي مع المغرب التطواني لكنها لم تكتمل بعد التحاقي بفريق الوداد لكن العناصر التطوانية كان بإمكانها على الأقل بلوغ نصف النهائي. وهذا الموسم ستتاح لي الفرصة إن شاء الله للمشاركة مع الوداد في تجربة ثانية أتمناها أن تكون أفضل من السابقة، وكما تعلم فإن الوداد يحظى بسمعة طيبة على الصعيد الإفريقي وسبق له التتويج بهذا اللقب، ويبقى هدفنا تقديم مستويات طيبة وتحقيق نتائج جيدة على المستوى القاري نشرف بها سمعة الكرة المغربية، وحاليا نتوفر على مجموعة من العناصر المتميزة، ومدرب كفئ وجمهور رائع وبتلاحم كل مكونات الفريق فإننا نراهن على الذهاب لأقصى حد في هذه المنافسة.
الـمنتخب: هناك حديث حاليا عن إمكانية مجاورتك للمنتخب المغربي بعد الحصول على الجنسية، هل تراودك هذه الفكرة؟
فال: كل شيء ممكن، صراحة لم أفكر في هذا الموضوع، لكن السنوات التي قضيتها بالمغرب قد تشفع لي للحصول على الجنسية المغربية، ومجاورة المنتخب المغربي إن كان المنتخب بحاجة لخدماتي، لكن لحد الساعة لم يفاتحني أي أحد بخصوص هذا الموضوع، ولا بد من انتظار الخطوة الأولى من المسؤولين المغاربة حتى أتأكد من وجود حاجة لخدماتي وحينها سأفكر بجدية في هذا الموضوع.
الـمنتخب: لحد الساعة لم تجاور المنتخب السينغالي، وهذا عامل مشجع للعب للمنتخب المغربي؟
فال: بالنسبة للمنتخب السينغالي فهناك اهتمام أكبر باللاعبين الذين يمارسون في أوربا، وأظن بان هذا هو المشكل الذي حال دون استدعائي للمنتخب. لكن هنا بالمغرب هناك اهتمام أكبر باللاعبين الذين يمارسون بالبطولة المحلية وهذا عامل مشجع ومحفز للاعبي البطولة، وكما قلت سابقا فإن هذا الموضوع يحتاج لوجود رغبة لدى المسؤولين المغاربة ولأول خطوة من جانبهم.
الـمنتخب: ماذا يعني لك التواجد مع مدرب من قيمة طوشاك؟
فال: هذا يشكل شرفا بالنسبة لي، لقد كنت محظوظا بالتعامل مع مدرب عالمي من طينة طوشاك، الرجل الذي صال وجال في الملاعب الأووربية والعالمية سواء كلاعب أو كمدرب، وتوج في مسيرته بالعديد من الألقاب، إنها خبرة خمسين سنة من الإحتراف تفرض علينا الوقوف له وقفة تقدير واحترام. كل يوم أستفيد منه وأستمع لنصائحه بهدف تطوير مستواي التقني والتكتيكي، ومن دون شك فقد منحني الإضافة، وساعدني على تصحيح بعض الأشياء، وتواجده يعني الكثير لنا داخل الوداد.
الـمنتخب: هل تأقلمت مع أجواء الدار البيضاء؟ وهل أنت مرتاح داخل الوداد؟
فال: لم أجد أية صعوبة للتأقلم مع الأجواء بالدار البيضاء فهي مدينة جميلة بالرغم من الإزدحام الذي تعاني منه، وحاليا أنا مرتاح داخل الوداد، لم تكن هناك صعوبات على مستوى الإندماج والإنسجام، كما أني وجدت الترحاب من كل اللاعبين والطاقم التقني وكل الجماهير الودادية التي خصتني بحفاوة الإستقبال، كل هذا يحفز اللاعب ويشجعه على بذل مزيد من الجهد والعطاء، ولهذا أحس بكل الإرتياح في ظل هذا الدعم وهذا الإهتمام الذي أحظى به من طرف كل مكونات الوداد.
الـمنتخب: نلاحظ بأنك لا تتردد في الصعود للهجوم وتسجيل الأهداف، فلماذا لا تتحول لظمهاجم؟
فال: هذه ميزة كرة القدم العصرية، فهي تتطلب من اللاعب أن يتقن جميع الأدوار الهجومية وكذا الدفاعية، وبما أنني أتوفر على مؤهلات جيدة على مستوى الكرات العالية والضربات الرأسية فإني أحاول استغلال هذه المؤهلات لمنح الإضافة لفريقي، ففي بعض الأحيان يتعذر على المهاجمين إيجاد الحلول، وتكون الكرات الثابتة فرصة لفك شفرات الدفاع لذلك فإني لا أتردد في الصعود حين نحصل على زوايا أو كرات ثابتة، وذلك تطبيقا لتعليمات المدرب طوشاك، والحمد لله فقد تمكنت من تسجيل بعض الأهداف وأتمنى أن يحالفني التوفيق في تسجيل المزيد، لكن هذا لا يعني تحولي لمهاجم لأني مدافع بامتياز.
الـمنتخب: نترك لك مساحة حرة لتوجه منها رسالة لجمهور الوداد
فال: أشكركم أولا على هذه الإستضافة، وأتمنى لجريدتكم المزيد من التألق، ومن هذا المنبر أوجه تحياتي لكل الجماهير الودادية، وأشكرها على دعمها ومساندتها لنا في كل المباريات سواء داخل الميدان أو خارجه، وبفضل هذه المساندة توفقنا في تحقيق نتائج جيدة هذا الموسم، وحتى بعد الهزيمة الأخيرة فإن الجماهير الودادية أظهرت روح رياضية عالية وصفقت لكل اللاعبين وهذا ما يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه هذا الجمهور الذي أعتبره الأفضل قاريا وعالميا. وأطلب منه أن يتابع على هذا المنوال وبفضل هذا التلاحم بين اللاعبين والجماهير وكل مكونات الفريق نراهن على مزيد من النتائج الإيجابية التي ستقودنا بدون شك نحو مزيد من الألقاب.