المنتخب: منعم بلمقدم

من يسعد بهدايا رأس السنة؟
الفرجة عز الطلب بين وداد الأمة ورجاء الشعب
طوشاك مرتاح البال والطوسي على الفوز عوال

كلما حل موعد الديربي إلا وينسي ما دونه من مباريات ويطويها تحت جناحيه ليصير هو النجم المطلق والعنوان الأبرز للأسبوع.
الفاصل الكروي الأكثر متعة والأكثر احتفالية والأكثر استئثارا بالأضواء على الإطلاق، يحمل هذه المرة النسخة 119 ويخلد ذكرى 60 سنة على ميلاده.
يحل الموعد الكبير والوداد يواصل عزف سمفونية التألق للموسم القاني على التوالي، مقابل ترنح رجاوي وبداية لم تكن موفقة ولم ترق لمستوى تطلعات الأنصار.
الوداد بشعار الإنتصار لتعزيز صدارته المهددة والرجاء لتصحيح المسار وإذابة الفارق عن الغريم التقليدي وإعادة الإثارة للبطولة من جديد.
لا صوت يعلو على الديربي
كما أسلفنا هو الموعد الأهم بالموسم، والمباراة الأثقل في ميزان الألقاب المحلية والقارية لفريقين، وحّدهما عشق واحد وهو الراحل العفاني الشهير بالأب جيكو، وقسمتهما الأهواء في اللاحق من السنوات.
سنوات كثيرة فاقت نصف قرن من المبارزة والعراك والبوليميك والسجالات القوية والكبيرة بين الأنصار، كل يغني على ليلاه وكل يشدو أنشودة النصر، ويتطلع لحسم المباراة الأكثر حساسية وأهمية والتي لا تشله مثيلاتها.
مباراة الديربي التي تحمل الرقم 119 هذه المرة وتخليدا لذكرى مرور 60 سنة على أول نزال وأول ديربي بين الغريمين، هي بكل تأكيد مباراة الدورة والمباراة التي ستحظى بالإهتمامين الإعلامي والجماهيري أكثر من غيرها ولها ما يبرر لها هذه الحظوة وهذا التميز على ما سواها.
الوداد في العالي 
للموسم الثاني على التوالي يتكرر المشهد وتتكرر نفس الصورة التي تابعناها الموسم المنصرم، من خلال الإقبال على مباراة الديربي والوداد متصدرا ولو أنه أزعج في صدارته الدورة المنصرمة بمزاحمة الفتح القوية.
الوداد وبرصيد 24 نقطة تحصل عليها من خلال 7 انتصارات وخسارة واحدة و3 تعادلات، واحد منها كان بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء أمام فارس البوغاز، وحاملا للقب الأقوى هجوميا، وخاصة وهذا هو الأهم في عيون مناصريه متقدما على غريمه الأزلي الرجاء بفارق 10 نقاط كاملة.
إستنادا لكل هذه المعطيات ومتواجدا في رواق مثالي بخلاف غريمه، ومتحكما في مصيره وهو الساعي للإحتفاظ بالدرع الذي بحوزته يفكر ويخطط الوداد لربح أغلى 3 نقاط بالموسم وذلك لضرب سرب من الحمام بحجر واحد (البقاء متصدرا وإنهاء السنة منتشيا بإسقاط ألذ الأعداء ورفع الفارق معه لـ 13 نقطة).
الرجاء ومباراة المصالحة
بخلاف الوداد وكما كان الحال الموسم المنصرم، وكأن القدر يكرر نفسه ويأبى إلا أن يعيد نفس المشاهد مع الرجاء، ما يعزز اليقين أنه تمت خلل ما داخل الفريق الأخضر.
الرجاء وكما الموسم المنصرم إستبدل مدربه قبل الديربي (بن شيخة وروماو وهذه المرة الطوسي حل مكان كرول) ومن ساهم في التحضيرات والإنتدابات ما خلف عن المواجهة كما هو حال تخلف النسور الخضر عن الصدارة وبفارق 10 نقاط كاملة تجعل فرص وهوامش الخطأ غير متاحة أمام لاعبيه وتفرض عليهم تعاملا حذرا وتعاملا خاصا مع نزال يتعين حسمه لأسباب كثيرة.
الرجاء ولاعبيها مطالبون بالفوز لردم الهوة والفجوة التي تفصلهم عن المتصدر لتصبح 7 نقاط بما يمكنه أن يحافظ للفريق على آمال المنافسة على اللقب وبما يتيح المصالحة مع الجماهير الغاضبة والتي أظهرت حتى والفريق في أسوإ حالاته صورا من الوفاء والإخلاص  للألوان الخضراء.
غير هذا سيكون عنوان للإنهيار وعنوان للإفلاس ونهاية مبكرة لأحلام موسم قد ينتهي أبيضا وتحديد المسار ينطلق من هذا اللقاء تحديدا.
مدربان بفكر مختلف
وإذا كانت محطة الديربي تقدم مجالا إضافيا وفرصة أخرى لتأكد علو الكعب الذي يشهد عليه تاريخه الحافل بالألقاب والإنجازات والممتد لمسافة نصف قرن من الحرفة والمقصود بطبيعة الحال جون طوشاك، وهو الذي سيخوض ثالث ديربي له ربانا ومدربا للفرسان الحمر، فإنه بالمقابل يضع رقبة الإطار الوطني رشيد الطوسي تحت حد السيف وأمام ضغط رهيب سيكتشفه للمرة الأولى في مساره التدريبي.
طوشاك مرتاح البال فاز أم خسر لكونه حقق للوداد الغايات المرجوة وقاده للقب طال انتظاره ويضمن له حاليا صدارة مريحة، بخلاف الطوسي المشنوق بحتمية الفوز أو على الأقل ألا يخسر ويعود لدائرة الشك التي خرج منها مؤقتا بفوز هزيل على بركان.
بفكر مختلف وتكتيك لا يشبه الثاني، سيكون لزاما على المدربين تقديم وصفة مغرية وممتعة في نزال مكتمل أركان الفرجة وأي مبالغة أو حذر على مستوى التعادل معه سيغتاله ويجعله وجبة بلا ملح ولا مذاق.
صناع الفرجة على المحك
وإذا ما نحن تفحصنا جيدا قيمة الأسماء التي ستؤثت فضاء هذا العرس الكروي والمتواجدة في كلا المعسكرين، أسماء إما أنها اختمرت بالتجربة أو تشق طريقها في عالم النجومية والأضواء بثبات، فإننا نخلص لحقيقة أنه موعد مميز ومختلف في الشكل والمضمون عما سواه.
الوداد المستقر في كل شيء (طاقما تقنيا ورئيسا وأنصارا ولاعبين) سيحضر الديربي بأغلب العناصر التي تفوقت الموسم المنصرم ذهابا وتعادلت إيابا وهو معطى مهمة يصب لمصلحة الفريق وقليلة هي الأسماء التي سيتم الدفع بها للمرة الأولى في هكذا نزال (مرتضى فال – بادارو - الحداد وحسني وحتى أوناجم).
على العكس من ذلك تماما يحضر الرجاء بلفيف لاعبين منهم من سمع عن الديربي ويجهل عنه الكثير كما هو حال الغانيين (أوال وياكوبو) والكونغولي ليما مابيدي وقد يكون هذا الموعد فرصة لحضور نصف فريق الرجاء لأول مرة في هذه المباراة (الزنيتي وبوطيب وجحوح).
وبعودة ثلاثي النار (الراقي وقديوي وأوساغونا يأمل الرجاويون خيرا من فريقهم، في حين يضع الوداديون أحلام اللقب الثاني تواليا بين أقدام مدللهم هجهوج صاحب الكعب العالي في مثل هذه المباريات.
لذلك نأملها مباراة للوداد المطلق ويتحقق فيها الرجاء للساعين خلف الإحتفالية.