المنتخب: منعم
الأب جيكو يهزم الوداد بالقبعة
إذا كان من رجل يستحق أن تخلده دفاتر التاريخ وخزانة الرياضة والكرة المغربية فهو حتما هذا الراحل، والذي قدم للكرة المغربية فريقين ظلا مصدر إلهام واحتفالية في كل نزالاتهما، سواء تلك التي ضمتهما معا أو تواجد فريق واحد رفا فيها.
الأب جيكو لما ترك الوداد كان عارفا بأسراره ليدرب الرجاء أمر لاعبيه بالتواصل معه خلال أول دربي عبر إشارات كان يبعثها بقبعته؟
رفع القبعة كان يعني ما يسمى اليوم البريسينغ على المنافس وإعادتها للخلف مرادفها هو التراجع للدفاع عن المرمى.
وحملت خطة القبعة هته نقاط الفوز للرجاء الحديثة النشأة على الوداد التي كانت تضم لاعبين كبارا بفضل هدف الوجدي الشهير.
العرجون شؤم على الوداد
لم يسعد الوداديون يوما بحضور الحكم العرجون في مبارياتهم وما إن كانت لجنة التحكيم تعلن هذا الحكم لقيادة الديربي حتى كان الوداديون يتبادلون فيما بينهم مواساة على خسارة مباراة لم تلعب بعد.
مقابل هذا التوجس التي زكته الإحصائيات لم يفرح الرجاء بمباراة كان الحكم الرويسي طرفا فيها وظلوا يلعنون لحظة اختيار اللجنة المذكورة كل مرة كانت ترسل فيها هذا الحكم الخريبكي لقيادة القمة.
الوجدي والسوبيس لا كلام ولا سلام
من نفس الحي «درب الشرفاء» إنطلقا صديقان حميمان الحارس الودادي السوبيس واللاعب الرجاوي الوجدي، قبل أن يساهم أول ديربي جمعهما منافسين وغريمين في تعميق الهوة والجفاء بينهما ولم يعد أي منهما يكلم الآخر.
الوجدي أرسل صاروخا من مسافة بعيدة في أول ديربي ليستقر بمرمى السوبيس ويمنح الرجاء أول نصر في مباراة من هذا العيار، وهو ما أغضب السوبيس الذي كان معروفا بقوة شخصيته وصرامته.
الرجاء ينسحب بقرار من فاخر
واحد من الديربيات المثيرة للجدل بداية سبعينيات القرن المنصرم، الرجاويون يقدمون رواية مهزلة حكم تحيز للوداد ومنحهم صربة جزاء خيالية كاريكاتورية عاد ليطلب بعدها نفس الحكم الإعتذار من الرجاويين مقرا بخطإئه وليقرروا الإنسحاب من المباراة التي لم تكتمل بعد شوط أول واحد.
والوداديون يردون على الواقعة كون الرجاء تخوف من إمطار شباكه وفر بجلده مبكرا، ولم يكن صاحب قرار الإنسحاب سوى محمد فاخر المدرب الوطني الحالي الذي همس في أذن زملائه بالخروج إحتجاجا على الفضيحة التحكيمية.
ظلمي يحرس مرمى الخضراء
في ذات المباراة التي خرج فيها الرجاء منسحبا كان هناك قرار مثير وهو طرد حارس الخضراء ومن دخل ليحرس المرمى كان هو الظاهرة عبد المجيد ظلمي.
لم تتوقف الإثارة عند هذه الحدود فمن تقدم لتسديد ضربة الجزاء الشهيرة المثيرة للجدل كان هو بيتشو لاعب الرجاء السابق ليسجل بمرمى فريقه نكاية فيه.
تقدم فاخر عند بيتشو وقال له «مالك على حالتك أش بغيتي تدير؟ «وكان اللاعبان مرتبطان بصداقة قوية ولم يستوعب فاخر إقدام رفيق الدرب على تنفيذ هذه الضربة التي لم يتقبلها الرجاويون.
أنيني وعبد الرفيع راس براس
خلافا لوقائع الميركاطو الحالي والأرقام الفلكية كان لاعبو زمان يلعبون بالمجان، وحين فكر الوداد والرجاء في تبادل اللاعبين فقد كان ذلك يتم بمبدأ «راس براس».
عبد العزيز أنيني من الوداد للرجاء والمقابل كان عبد الرفيع عز الدين، والحكاية تكررت مرارا قبل أن تأخذ اليوم أبعاد الضرب من تحت الحزام والتربص بالغريم.
5 دقائق قرار و50 سنة معاناة
«لقد اتخذ قرار ميلاد الرجاء وإنشائه في 5 دقائق وتسبب لنا في معاناة 50 سنة»، هكذا كان يتبادل الوداديون فيما بينهم لحظة خروج الراحل الأب جكو مستاء ليعلن قراره تكوين منافس يتقاسم مع الوداد هواء وعشق جماهير الدار البيضاء.
وفعلا نجح الأب جيكو في مسعاه، وما فكر فيه في 5 دقائق لم يجلب النحس للوداد أكثر من نصف قرن بل جلب متعة وفائدة كبيرة للكرة المغربية بحضور ديربي المتعة لـ 60 سنة حتى صار يحمل صفة العالمية.