المنتخب: المهدي الحداد
قبل أشهر قليلة كان عبد الحميد الكوثري من أفضل المدافعين في البطولة الفرنسية، ومتابعا من العديد من الأندية العريقة والمحترمة على صعيد فرنسا وخارجها، وظل اللاعب يكسب الود والتقدير كونه إستطاع منافسة الكبار وسحب البساط من تحت أقدام تياغو سيلفا ولويز وماركينوس، كأفضل مدافع بالإحصائيات والأرقام رغم أنه كان يحمل قميص فريق صغير ومحدود الإمكانيات إسمه مونبوليي.
أشهر اللاعب قبل سنة واحدة من نهاية عقده بطاقة الرحيل في وجه رئيسه نيكولان فكان القبول بعد سنوات طويلة من الوفاء، وتحقق الحلم أخيرا بالإحتراف في بطولة عملاقة ومخصصة للجلادين من طينة الكالشيو، فتعاقد الرجل مع باليرمو في صفقة محترمة بلغت مليوني أورو، وتم قص الشريط بأحلى وأجمل صورة حينما سجل الكوثري أول أهداف فريقه الجديد مانحا إياه فوزا قاتلا في الدورة الإفتتاحية للكالشيو، لتبدأ الأقلام في نشر مداد الثناء والإشادة عبر الصحف الإيطالية معلنة ميلاد قيصر مغربي بجزيرة صقلية.
وما هي إلا أسابيع معدودة حتى تهاوى باليرمو في المنحذر وشرع في تلقي الطعنات تلو الأخرى وبحصص عريضة، لتُوجه سهام النقذ المباشرة للدفاع وفي الواجهة عبد الحميد، هذا الأخير إنتُقذ بشكل حاد من مدربه السابق لاشيني الذي حمله مسؤولية الهشاشة عقب الخسارة ضد روما برباعية، لتكون نقطة التحول والتغيير، من مدافع واثق وحالم إلى لاعب منبوذ ومرفوض يتراقص عقله وجسده بين كرسي البدلاء والمدرجات.
تغير المدرب ولم يتغير الحال بل زاد سوءا مع المدرب البديل بالارديني الذي أخرج الأسد الحزين من مفكرته ووضعه على السريع في لائحة المغادرين، بعد رحلة قصيرة إنتهت قبل أن تبدأ بعنوان جحيم صقلية الأحلام.
حكاية الإحباط والفشل ستتأكد رسميا إن عاد صاحب 25 سنة إلى الليغ1 بعد أيام وهو المطلوب في مارسيليا وليل وبوردو، والسؤال العريض لماذا يختفي ويرسب بعض المحترفين المغاربة المزدادين بفرنسا فور الإحتراف خارجا، وهنا الحديث عن بعض الأمثلة كالشماخ وبلهندة وعوبادي وهرماش وبركديش..؟