المنتخب: جلول التويجر 

قررت البقاء بالفتح لأنه يناسبني
لا مبرر لجمهور الفتح لغيابه عن المباريات
حلمنا الكبير التتويج بلقب الشان
الركراكي مدرب كبير والعمل معه فيه متعة

في هذا الحوار نستضيف مروان سعدان واحد من اللاعبين المميزين في البطولة الإحترافية بدليل أنه يلعب للمنتخبين الوطنيين الأول والمحليين، وقاد فريقه الفتح الرباطي لصدارة الترتيب العام للبطولة الإحترافية، بعد الفوز على إتحاد طنجة وتعادل الوداد في الديربي أمام الرجاء البيضاوي.
«المنتخب» وقفت مع مروان سعدان حول طموحات الفتح هذا الموسم بعد أن تمكن من إزاحة الوداد عن الصدارة، ومواصلة المسيرة الناجحة، وهل بمقدور الفريق الرباطي من تحقيق حلم اللقب لأول مرة في تاريخه؟ وكيف يتوقع أن تكون مشاركة المنتخب الوطني للمحليين بالشان برواندا؟ وماذا يقول عن المدرب وليد الركراكي ربان الفتح الذي قدم للأخير إضافات كثيرة وحوله لفريق تنافسي؟
كل الأسئلة نقلناها لمروان سعدان.. تابعوا التفاصيل:
- المنتخب: حققتم الفوز على إتحاد طنجة مكنكم من صدارة الترتيب العام بـ 27 نقطة متبوعا بالوداد الذي حقق التعادل بـ 25 نقطة، ماهي قراءتك لهذا المتغير؟
سعدان: هو فوز إستراتيجي حققناه على إتحاد طنجة مكننا من تصدر الترتيب العام للبطولة الإحترافية بعد أن ظل الوداد البيضاوي يتزعمه منذ بداية الموسم الحالي، كان علينا البحث عن الفوز بعدما إنتهى الديربي بنتيجة التعادل، وذلك للإنقضاض على الصدارة، والحمد لله تأتى لنا ذلك، حيث تمكنا من الإنتصار الذي كنا نستحقه لكوننا قدمنا مباراة كبيرة، وخلقنا عدة فرص للتسجيل، وإن شاء الله سنواصل مسيرتنا الناجحة حتى نهاية الموسم الكروي الحالي.
- المنتخب: ماذا دار بينكم عند إنتهاء ديربي الدارالبيضاء بالتعادل؟
سعدان: الحديث بيننا تركز على ضرورة تحقيق الفوز في المباراة التي جمعتنا بإتحاد طنجة، لكون الفرصة أصبحت مواتية بعد نتيجة تعادل الوداد والرجاء، ولنكون أيضا في مستوى تطلعات جمهورنا الذي نعتبره سندنا الكبير في تحقيق النتائج الايجابية، في الحقيقة شعرنا بحماس كبير بعدما تلقينا خبر نتيجة التعادل الوداد، حيث خدمت مصالحنا، ونتمنى أن نستمر في حصد النتائج الإيجابية حتى نهاية البطولة لأننا نراهن على الفوز بلقبها.
- المنتخب: لماذا فضلت تجديد عقدك مع الفتح بالرغم من العروض المهمة التي توصلت بها؟
سعدان: الظروف الملائمة التي نمارس فيها داخل الفتح الرباطي والإستقرار الذي ينعم به الفريق، بالإضافة إلى السياسة العامة التي ينهجها المكتب المسير، كلها أشياء شجعتني بل دفعتني إلى تمديد عقدي لموسمين إضافيين، ولن أدخر جهدا في المساهمة على تحقيق الأهداف التي يطمح الفريق تحقيقها تحت إشراف الإطار الوطني الواعد وليد الركراكي الذي بدأت بصماته تظهر على الأداء من خلال ما قدمناه في الموسم المنصرم في أول تجربة له بالبطولة الوطنية، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الثقة التي وضعوها مسؤولو الفريق الرباطي في شخصي.
- المنتخب: هل هذا يعني أن العروض التي توصلت بها لم تكن في المستوى؟
سعدان: لا بالعكس، فالعروض التي توصلت بها كلها كانت في المستوى المطلوب وأي لاعب في مكاني يتمنى التوصل بها، حيث كانت من أندية وطنية كبيرة في مقدمتها الوداد والرجاء، شخصيا أعتبر أن الوقت لم يحن بعد لخوض تجربة جديدة مع فريق جديد، وأن هدفي الأول هو إثبات ذاتي مع الفتح الرباطي وتطوير مستواي البدني والتقني حتى يخول لي تحقيق كل الأهداف التي رسمتها وأسعى إلى تحقيقها خلال مشواري الكروي. 
أنا في بدايتي الكروية وينتظرني مشوار طويل وشاق من أجل الوصول إلى الأهداف التي سطرتها ورسمتها لنفسي، ولا أرغب في حرق المراحل بل أريد أن تسير الأمور بشكل تدريجي.
- المنتخب: ألن يشكل لكم اللعب على واجهتين عائقا هذا الموسم بحكم أنكم تنافسون على لقب البطولة ثم الدفاع عن الكرة المغربية إفريقيا؟
سعدان: لا أظن ذلك، فاللعب على واجهتين لا يمكنه أن يشكل عائقا لنا، بحكم أن الفتح يتوفر على 24 لاعبا، لديهم كل الإمكانيات للمنافسة على الألقاب، كما أن جميع اللاعبين يخوضون المباريات وجاهزون بدنيا وتقنيا لجميع المواجهات التي تنتظرهم سواء في منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أو البطولة الإحترافية، كما يتوفر الفتح على طاقم تقني وبدني وطبي محترف، يساهم في الحفاظ على الطراوة البدنية للاعبين، ويملكون تجربة كبيرة في مثل هذه الظروف، صراحة الفريق قدم مستويات جيدة خلال الموسم الجاري، خصوصا خلال الفترة الحالية، ما يجعلنا ننافس على درع البطولة من خلال تقديمنا لمستوى جيد منذ دورات، وثانيا أعتقد أن العمل الكبير الذي يقوم به المدرب وليد الركراكي والطاقم المساعد له، واحترافية الإدارة والإنسجام بين لاعبي الفريق، جعلنا نحقق نتائج إيجابية، وجعل الفريق يسير في خط تصاعدي وينافس على البقاء في الصدارة إلى نهاية الموسم الكروي الحالي.
- المنتخب: نلاحظ أنه برغم تحقيقكم لنتائج باهرة فإن الجمهور الفتحي ما زال غائبا عن مباريات الفريق، كيف تعلق على هذه المعضلة؟
سعدان: صحيح نحن نفتقر لقاعدة جماهيرية عريضة مثلما حصل مثلا في المباراة التي جمعتنا بإتحاد طنجة، حيث حضرت الآلاف من الجماهير لدعم فريقها، لهذا أتمنى أن بحضر الجمهور بكثافة حتى يشعر اللاعبون بدفء المدرجات، صحيح هناك بعض الجماهير الوفية التي تساندنا في كل المباريات لكنها غير كافية، أتمنى أن يتحول مركب مولاي الحسن قبلة للجماهير الفتحية في كل موعد، لأنه لا يعقل أن نلعب في ملعب فارغ من الجماهير، وأقول هنا أنه ليس هناك أي مبرر لغياب الجمهور، فالنتائج موجودة والفريق يتصدر الترتيب العام للبطولة، لهذا أدعو الجماهير الفتحية إلى مساندة فريقها بالآلاف حتى نحقق الحلم الذي نشترك فيه جميعا وهو اللقب الذي يغيب عن خزانة الفريق.
- المنتخب: هل تتوقع الوداد منافسا وحيدا لفريقكم؟
سعدان: لا يمكن الجزم بهذا، البطولة ما زالت في بدايتها والمفاجآت واردة وكثيرة وهذا ما تعودنا عليه، قلت مرارا أن الوداد يسير بسرعة جنونية وله مقومات الفريق البطل، لكني واثق من فريقي لكونه يتوفر على لاعبين من ذوي المهرة ومميزين بإمكانهم تحقيق المطلوب والغايات التي تتطلع لها كل مكونات الفتح الرباطي.
بطبيعة الحال هذا موسم جديد وهناك من يتطلع إلى المنافسة على لقب البطولة، وهناك من سيبحث عن طوق النجاة، أتوقع أن تكون بطولة هذا الموسم بطولة قوية جدا، لوجود رغبة من الأندية الكبيرة في المنافسة على لقب البطولة الإحترافية، خاصة من طرف الأندية التي تعودت على هذا الأمر كالفتح الرباطي والوداد ثم المغرب التطواني والجيش الملكي وإتحاد طنجة وغيرها، وأظن بأن هناك متسعا من الوقت لكي تظهر الأندية بصورة أفضل.
- المنتخب: كيف ترى حضور الفتح بكأس الكاف المقبلة؟
سعدان: لا يمكن إصدار أحكام بخصوص هذه المشاركة ومن الآن، لقد جربنا اللعب أمام أندية إفريقية في الموسم الماضي وكانت فرصة للدفع بلاعبين شبان لاكتساب خبرة في هذا النوع من المسابقات، تركيزي حاليا كله منصب على المنافسة على لقب البطولة وعلى إنهاء مرحلة الذهاب في المركز الأول والفوز ببطولة الخريف.
- المنتخب: ماهي الإضافة التي قدمها المدرب وليد الركراكي للفتح في ثاني موسم له مع الفريق؟
سعدان: الجميع يعرف مشوار الإطار الوطني وليد الركراكي عندما كان لاعبا دوليا في صفوف الفريق الوطني، وأيضا عندما لعب للعديد من الأندية الفرنسية وخوضه لتجربة مدرب مساعد للناخب الوطني السابق رشيد الطوسي، كل هذه المحطات شكلت إضافة كبيرة للفتح الرباطي، وأظن بأن البداية كانت موفقة مع هذا المدرب سواء في البطولة الإحترافية أو في منافسات كأس العرش، حيث فزنا معه بلقب كأس العرش للسنة الماضية ووصلنا معه للنهائي هذه السنة، وإن شاء الله سيقول الفتح كلمته هذا الموسم برفقة المدرب وليد الركراكي، الذي بات يشكل هو الآخر قيمة مضافة للفريق من خلال تجربته وخبرته، وإن شاء الله سنكون في المستوى المطلوب هذا الموسم لأن طموحنا أصبح كبيرا مع رئيس الفتح الرباطي السيد حمزة الحجوي الذي أصبح قريبا منا في كل المباريات.
- المنتخب: كيف تنظر لمستوى البطولة عندما لبست ثوب الإحتراف؟
سعدان: مستوى البطولة تطور بشكل كبير، إذ أن جميع الأندية باتت قوية، فكما يعلم الجميع فخلال السنوات الماضية، كان لقب البطولة حكرا على بعض الأندية، الآن جل الأندية أصبحت تنافس على درع البطولة، كما أن البطولة أضحت تتقدم في التصنيف على حساب بطولات عربية قوية، كما أن الحضور الجماهيري في كل المباريات يشكل حافزا كبيرا للاعبين لتطوير إمكانياتهم التقنية، كما أن مستوى الأندية أصبح متقاربا بدليل الحضور الكبير لأندية كبيرة كانت قد غابت في السنوات الأخيرة مثل الجيش الملكي وإتحاد طنجة وعودة المغرب التطواني بعد بداية كارثية، أكيد هذه التنافسية ستعطي إثارة وتشويقا للبطولة في مرحلة الإياب، وبكل تأكيد سيكون الفتح طرفا في المنافسة على لقب البطولة لكونه قدم إشارات قوية هذا الموسم، وكل مكونات الفريق تراهن على تحقيق هذا الحلم، علما أن الفريق مازال يبحث عن اللقب الأول في مشواره.
- المنتخب: ماذا تعني لك مجاورة المنتخب الوطني؟
سعدان: لقد كانت تجربة رائعة عندما لعبت مع المنتخب الأولمبي، حيث توجتها بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، وهدفي القادم يتمثل في فرض نفسي مع المنتخب المحلي والمساهمة في التتويج بلقب كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي ستحتضنها رواندا مع مطلع السنة المقبلة، والتي تعتبر في حد ذاتها فرصة مواتية من أجل كسب المزيد من الخبرة والتجربة التي من شأنها مساعدتي على دق أبواب المنتخب الأول لمجاورته خلال المنافسات المستقبلية التي تنتظره، أما المشاركة في «الشان» الإفريقي فهي بالنسبة لي ستكون تجربة مهمة، وإن شاء الله سنكون ضمن خانة المنتخبات القوية في العرس الإفريقي الكبير.
- المنتخب: يستعد المنتخب الوطني للمحليين للتحضير للشان، كيف تقرأ حظوظ الأسود المحلية في هذه التظاهرة؟
سعدان: تتذكرون جيدا أن المنتخب الوطني كان قد دخل الشان بعزيمة كبيرة بغية ضمان التأهل للنهائيات، حيث واجهنا منتخبات قوية لها باع طويل مع هذه المسابقات منها المنتخب الليبي والمنتخب التونسي، وفزنا عليها بحصص عريضة، ما يؤكد أن المنتخب الوطني كان جاهزا لهذه المباراة بقيادة الناخب الوطني محمد فاخر الذي إستطاع أن يشكل منتخبا وطنيا متماسكا ومنظما قادرا على أن يكون في الموعد ويحقق نتائج إيجابية في الشان.
- المنتخب: هل في إعتقادك بمقدور المنتخب الوطني للمحليين أن يتوج باللقب الإفريقي؟
سعدان: لم لا ونحن نتوفر على لاعبين من عيار كبير من ذوي المؤهلات التقنية الجيدة، بالإضافة إلى أن البطولة الإحترافية إرتقت لمستوى جيد، وبالتالي بإمكان المنتخب الوطني أن يخلق المفاجأة ويصل لمستويات متقدمة ولم لا الفوز باللقب الإفريقي الذي يبقى أحد الرهانات الكبرى للمنتخب الوطني، والواقع نستحق التتويج في هذه التظاهرة الكبرى، لكوننا الأفضل إفريقيا.
الأجواء تمر في ظروف جيدة خلال مرحلة التحضيرات، كل اللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، هناك رغبة من جميع اللاعبين للبحث عن التتويج الإفريقي لأننا نعرف أن الجمهور المغربي متعطش للنتائج الإيجابية.
- المنتخب: هل أنت محظوظ باللعب للمنتخب الوطني الأول ثم المنتخب الوطني للمحليين؟
سعدان: في الواقع الفضل يعود للناخب الوطني الزاكي بادو الذي ظل يتابعني في كل المباريات التي أخوضها مع الفتح الرباطي، ثم للناخب الوطني للمحليين محمد فاخر الذي آمن بقدراتي وظل ينادي علي في كل مباريات المنتخب الوطني للمحليين، لذلك فالفضل يعود لهما في حضوري مع المنتخبين، كما أنني أجتهد داخل فريقي الفتح بقيادة المدرب وليد الركراكي الذي يعمل جاهدا على أن نكون في المستوى ويهيء اللاعبين بطريقة إحترافية، وبالتالي كل من موقعه يساعد اللاعبين على تقديم مستوى جيد ليكون مهيأ للدفاع عن الكرة الوطنية إنطلاقا من المنتخبات الوطنية.
حضوري مع المنتخب المغربي جاء ثمرة لمجهودات كبيرة مع فريقي، الحمد لله أن هذه الجهود لم تذهب سدى، لذلك تجدني جد سعيد أن أحمل القميص المغربي الذي يبقى غاية أي لاعب.
- المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟
سعدان: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى أن نواصل هذه المسيرة الناجحة حتى آخر الموسم، ونحقق الحلم الذي ينتظره كل الفتحيين وهو الفوز بلقب البطولة الإحترافية الذي يغيب عن خزانة الفتح الرباطي ثم التتويج باللقب الإفريقي مع الناخب الوطني محمد فاخر في نهائيات كأس إفريقيا للأمم للاعبين المحليين، ثم التألق مع الأسود وحجز بطاقة التأهل لكأس العالم وكأس إفريقيا للأمم برفقة الناخب الوطني الزاكي بادو.