المنتخب: عبداللطيف أبجاو
يمر الوداد من أحد أصعب مراحله هذا الموسم، بعدما فقد بوصلة النتائج الإيجابية التي ما تعوَد عليها، وهو الذي استطاع أن يمسك بالصدارة لمدة ناهزت السنة قبل أن يتخلى عنها للفتح، الوداد بكل بساطة فقد شيئا ما من سطوته التي عودنا عليها، وجاء التعادل الأخير على الأرض أمام شباب الحسيمة من دون أهداف ليكرس هذا التراجع الذي يعيشه الفريق البطل.
الوداد سجل أربعة تعادلات متتالية ولم يسجل هجومه سوى هدف واحد، وهي حصيلة التي تلخص الوضعية الشائكة وتلخص تراجعه، بدليل أنه من أصل 12 نقطة لم يجن سوى أربع نقاط، والأكيد أن هذه الحصيلة لا توازي طموحات فريق يرغب في الحفاظ على اللقب، وفريق يمني النفس في أن يحافظ أيضا على هيبته وإلا لما فقد الصدارة التي تربع عليها منذ الموسم الماضي ،ولما ضيع أيضا فرصة ذهبية ليستعيدها.
والواقع أن تراجع نتائج الوداد لم يكن مفاجئا،خاصة أنه قدم عدة إشارات دالة على معاناته، أهمها تراجع المستوى التقني للفريق وتراجع مستوى عدد من اللاعبين الذين يعتبرون مفاتيح انتصارات الوداد كحسني وأونداما ، ناهيك عن الارتباك الذي بدا واضحا في تعامل المدرب طوشاك مع المباريات، سواء على صعيد الأسلوب الذي ينهجه أو اختياراته البشرية خاصة التغييرات التي يقوم بها والتي غالبا ما تسيل الكثير من المداد، بل تكون غير مجدية.
ولطالما أكد طوشاك في جميع خرجاته أنه غير مقتنع بمستوى فريقه حتى وهو يفوز، بل يؤكد دائما أن فريقه لا يستحق نقاط عن الإنتصار، ولربما وصل طوشاك إلى هذه الحقيقة وكذا للوضعية التي ما كان يتمناها، أي أن يدخل مرحلة الشك، خاصة أنه كلما تأخر الفوز كلما ازداد الضغط على اللاعبين والطاقم التقني، والأكيد أن من أسباب هذه النتائج هو الضعف الذي تعاني منه جبهة الهجوم، بدليل أن الفريق الأحمر سجل هدفا واحدا في المباريات الأربع الأخيرة، ما فرض على طوشاك أن يبدي رغبته في انتداب مهاجمين قادرين على سد الفراغ الذي تركه الغابوني ماليك إيفونا والذي اختار الرحيل إلى الأهلي المصري، حيث يبقى الهجوم من المراكز التي تؤرق المدرب الويلزي ويفرض عليه إعادة النظر إن أراد التخلص من الاستعصاء الذي يضرب الفريق في هذه الجبهة.
الوداد وبعد إجرائه مباراته الأخيرة في شطر الذهاب أمام المغرب التطواني ستكون أمامه الفرصة والبطولة تتوقف من أجل مراجعة أوراقه وترتيب بيته على جميع المستويات، خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن مرحلة الإياب لن تكون مفروشة بالورود بخاصة وأن الوداد الذي يستعد لدخول رحى المشاركة في كأس أبطال إفريقيا، وبين سعيه للحفاظ على صورته واحتفاظه بدرع البطولة والذهاب بعيدا في المنافسة الإفريقية سيكون على الفريق الأحمر أن يستعيد قواه ويتفادى المزيد من التراجع.
فهل سينجح طوشاك في سلَ شعرة الوداد من العجين؟