المنتخب: المهدي الحداد

أبرق بشكل لافت هذا الموسم الشاب المغربي يوسف أيت بناصر مع نانسي ويقوده منذ دورات إلى تصدر البطولة الفرنسية في درجتها الثانية، ويشكل حسب الصحافة المحلية والمنابر الرياضية المختصة ك"ليكيب" و"فرانس فوتبول" أبرز اللاعبين الصاعدين في الليغ2.

هذا المحراث الذي يتفنن في تقمص دوري السقاء والربط لعب 17 مباراة كاملة في مرحلة الذهاب وسجل هدفا واحدا وصنع هدفين في أول موسم له كمحترف، علما أنه لا يتجاوز ربيعه 19 ويعد منتوجا خالصا لمركز تكوين نانسي.

النظرة الثاقبة للمراقبين وكشافة الأندية الكبرى أوروبيا كانت لهم خطى إستباقية، فسارعوا إلى طرق أبواب النادي وخطب ود اللاعب الشاب، وهنا الحديث عن عروض رسمية من ليل وموناكو وأودينيزي، وإهتمامات غير مباشرة من أرسنال وأتليتيكو مدريد.

هذه المناورات والإتصالات تعيد إلى الأذهان سيناريو مواطنه سفيان بوفال قبل أزيد من عام، حينما كان الفتى متوهجا بشكل كبير جدا مع أونجي في الدرجة الثانية، وأشعل بدوره حينها هالة إعلامية ضخمة وإشادات من كل جانب، مستقطبا إهتمامات مماثلة من فرق أرسنال وليل وموناكو.

التمخض الطويل أسفر عن ولادة قيصرية وصفقة مفاجئة حلقت ببوفال من أونجي إلى ليل مقابل 3 ملايين أورو، وفي ظرف عام خطف اللاعب الأضواء من جميع الجهات وصار مطلوبا بقوة في مسارح الأولد ترافورد والأنفيلد وحديقة الأمراء، ورئيس النادي الأحمر حدد سعره في 30 مليون أورو مضاعفا قيمته بعشر مرات.

هذا السيناريو قد يتكرر مع أيت بناصر الذي يعد اليوم إسما مغمورا لا يعرفه الكثيرون، لكنه قد يصير غدا نجما مشهورا ستتخاطف عليه أعرق الأندية الأوروبية، في وقتٍ لا يكثرت المدربون والمسؤولون المغاربة للأمر ولا يبالون به سواء على صعيد الفريق الوطني لأقل من 20 سنة أو الفريق الوطني الأول.

يوسف المساند بقوة من زميليه حجي وبصير لم يلعب قط للفئات السنية لمنتخب الديكة لكن الأمر سينقلب حتما رأسا على عقب فور خروجه من نانسي كما حدث مع بوفال، إذ سيسارع الفرنسيون للضغط عليه والمناداة عليه لأمل فرنسا، في مشهد قد يعيد إلى الأذهان واقعة سفيان الذي كان على إتصال مع المدير التقني ناصر لارغيت وعلى إستعداد لحمل قميص الوطن، ليغير بعدها رأيه بشكل مفاجئ بعدما صعدت كوطته وصار حديث الساعة ولاعبا يساوي الملايين.

أيت بناصر يشق طريقه بثبات وهدوء وموسمه الأول مع كبار نانسي قد يكون الأخير، والتربص الذي يجده من أندية كبيرة ووازنة سيزيد الضغوطات عليه وسيضعه على المحك، وسيجعله حائرا ومترددا أمام وجوب إتخاذ قرار بين إختياري القلب والعقل، خصوصا إذا واصل قادة عرين الأسود تجاهلهم له وعدم ربط جسور التواصل معه، ولو بمتابعات وزيارات تطمئنه وتحسه بالوطنية والإهتمام، علما أنه سبق وأن حمل قميص الأشبال لفئة الفتيان ليختفي بعدها عن الأنظار.