المنتخب: إبراهيم بولفضايل
مر زهاء موسم ونصف على تولي الرئيس سعيد الناصري رئاسة الفريق الأحمر، وهي نفس المدة التي قضاها المدرب جون طوشاك على رأس الإدارة التقنية لوداد الأمة، وأغلب هذه الفترة كان الفريق متصدرا للترتيب العام حيث توج مسيرة موسم استثنائي بالفوز بالدرع رقم 18. وتابع أصدقاء العميد النقاش سلسلة نتائجهم الإيجابية مع بداية هذا الموسم، حيث توفقوا في إنهاء الثلث الأول من البطولة بفارق مريح من النقاط عن مطارديهم، لكن بداية الثلث الثاني لم تخدم مصالح الشياطين الحمر الذين تعرضوا لأول هزيمة أمام الفتح الرباطي، كما خسروا مجموعة من النقاط سواء داخل الميدان أو خارجه ليفقدوا الصدارة التي عجزوا عن الانفراد بها بالرغم من تعثر الفتح الرباطي.
صحيح أن الوداد يمر بمرحلة فراغ على مستوى الأداء وكذا النتائج إلا أن الأرقام تؤكد بأن الفريق لم يكن أسوأ من الموسم الماضي حين توج باللقب، فإذا كان الوداد يحتل الصف الاول  برصيد 28 نقطة بعد مرور 15 دورة، فإنه لم يحصل سوى على 25 نقطة في نفس الفترة من الموسم الماضي ،بل إنه فاز بلقب الخريف برصيد 26 نقطة فقط. لكن بالرغم من هذه النتائج الإيجابية التي تعتبر الأفضل في تاريخ الفريق في السنوات الخمس الأخيرة، إلا أن هذا لم يمنع الكثيرين من إخراج سيوف النقد من أغمادها، بل إن البعض ذهب لأبعد من ذلك حيث تعالت بعض الأصوات المطالبة برأس المدرب طوشاك، الإطار الذي نال إلى عهد قريب كل عبارات الإشادة والمديح بعد أن حقق ما عجز عنه سابقوه حين أعاد الفريق للسكة الصحيحة وللمنافسة على الألقاب التي غابت عن خزانة النادي لعدة سنوات عانى فيها الفريق من التخبط كما حطم كل الأرقام القياسية على مستوى تغيير المدربين من كل الجنسيات حتى بات لا يختلف كثيرا عن حقل التجارب.
شخصيا أتفهم كثيرا غيرة الوداديين على فريقهم، ورغبتهم القوية والجامحة في الإستمرار في الزعامة والسير بثبات نحو اللقب رقم 19، لكن كل هذه الأهداف لن تتحقق بالتمني كما لا يمكن الوصول إليها بزرع الفتنة في محيط الفريق، ولا بذلك الشغب الذي حرم الوداد من دعم جماهيره ما سيكون له ولا شك تأثير سلبي على نتائجه في مباريات «الويكلو» والعبرة بالمباراة التي جرت أمام شباب الحسيمة، حيث افتقدت العناصر الودادية لدفء المدرجات وبالتالي غاب الحماس وكذا التشويق الذي تعودنا عليه في مباريات الوداد.
قد لا يكون الوداد حاليا بحالة جيدة، والمطلوب في مثل هذه الحالات البحث عن مكامن الخلل وتشريح دقيق لموضع الداء قبل وصف الدواء،
ومن خلال الأصداء التي تتسرب من الأبواب الموصدة لمركب بنجلون، والتي حاول الرئيس سعيد الناصري تطويقها حفاظا على أسرارها، فإن العنصر الذي كان يشكل قوة الفريق في الموسم الماضي قد تلاشى نوعا ما والحديث هنا عن تلاحم العناصر الودادية فيما بينها، سواء منها الرسمية أو الإحتياطية، ولعل سوء التفاهم الذي حدث بين العميد النقاش ولاعب الوسط حسني في المباراة التي جمعت الوداد بالكوكب المراكشي داخل رقعة الميدان، وهو ما تطلب تدخلا من نوصير لتهدئة الوضع، وكذا تضييع جملة من الأهداف في المباريات الأخيرة لدليل على غياب التفاهم بين اللاعبين وكذا أنانية البعض منهم. وهذه الحالة تتطلب تدخلا حازما من المكتب المسير وكذا من المدرب طوشاك لإعادة الأمور لوضعها الطبيعي. وذلك حتى لا يترك المجال لبعض الأشخاص الذين يستغلون مثل هذه الظروف للإصطياد في المياه العكرة والنيل من استقرار الوداد فهم مثل الخفافيش التي لا تظهر إلا في الظلام الدامس.
 قد يكون المدرب طوشاك قد فطن فعلا لما يحدث داخل فريقه، وهذا ما يفسر تلك التغييرات التي أدخلها على تشكيلته في المباريات الأخيرة، إلى جانب تهديده بإبعاد كل المتهاونين في الدفاع عن قميص الفريق، وكذا المنشغلين بمنافسات «الشان» دون مراعاة لمشاعر الجماهير الودادية.
وكالعادة فإن المتربصين حاولوا الضغط على الرئيس سعيد الناصري بل إن منهم من اقترح جلب الإطار الوطني الحسين عموتا ليحل محل العجوز الويلزي، لكن الناصري ظل حريصا على استقرار الإدارة التقنية لفريقه، ليقينه بأنها الوسيلة التي تقود للنجاح، خاصة أنه مر من نفس التجربة بداية الموسم الماضي، وفي مواسم سابقة حين كان ضمن فريق أكرم، لذلك ظل متمسكا بموقفه مساندا لطوشاك دون اكتراث لسهام النقد الـموجهة إليه بحق أو بدون حق. 
الأكيد أن النتائج هي الضامن الوحيد لإستمرار المدرب، وفي ظل الوضعية الحالية يبقى السؤال المطروح هو:
ــ هل سينجح طوشاك في تجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار ويستعيد مجددا ثقة الأنصار؟
ــ وهل سيستمر الناصري في صموده حفاظا على استقرار فريقه؟