الدفاع الجديدي ـ أس سونابيل

هل ينجو الفرسان من صعقة الكهربائيين؟

إبتعاد الدفاع عن حلبة المنافسة لفترة طويلة والإصابات يؤرقان بال بنشيخة

 

يعود الدفاع الحسني الجديدي للتحليق من جديد في الأجواء الإفريقية عبر بوابة كأس (الكاف) التي يشارك في منافساتها لثاني مرة في تاريخه، بعد الأولى قبل موسمين، حيث كان قد بلغ دور ما قبل المجموعتين وأقصي أمام أنتير كلوب الأنغولي، وقد أوقعت قرعة الدور التمهيدي لكأس الإتحاد الإفريقي لهذا الموسم فرسان دكالة في مواجهة نادي أس سونابيل البوركينابي المبني للمجهول والذي يسعى في أول خروج  قاري له إلى تدوين اسمه إلى جانب الأقوياء داخل القارة السمراء، لذلك تبدو المواجهة ملغومة لرجال بنشيخة، خاصة في ظل غياب معلومات كافية عن منافسهم البوركينابي، إلا أن ذلك لن يثبط عزائم فرسان دكالة الطامحين إلى تدشين رحلتهم الإفريقية بفوز مطمئن على أرضهم وأمام جمهورهم حتى يتسنى لهم خوض لقاء العودة بعد أسبوع بواغادوغو بأريحية أكبر.

رابع حضوري قاري للدفاع

هذه رابع مشاركة قارية للدفاع الحسني الجديدي خلال الثلاثة عقود الأخيرة، إذ كان أول حضور لفارس دكالة في كأس الأندية الفائزة بالكؤوس التي تم دمجها في كأس الإتحاد الإفريقي كوصيف للجيش الملكي الفائز آنذاك بالإزدواجية سنة 1986، و في 2010  أنهى الدفاع موسمه الرائع في مركز الوصافة مما خول له تمثيل الكرة المغربية في «الشامبيونز ليغ» لأول مرة في تاريخه، وفي الموسم الموالي أي 2011 شارك زملاء العميد والمحارب عادل صعصع ضمن منافسات كأس (الكاف)، واليوم يجدد الفرسان الوصال  مع المسابقات الخارجية من خلال كأس الكونفدرالية الإفريقية، إثر فوزهم التاريخي بكأس العرش للموسم الكروي 2012ـ2013، وستكون الفرصة مواتية أمام جيل حذراف، صعصع، قرناس، شاكو، كادوم والدمياني لخوض تجربة جديدة خارج الحدود والإحتكاك بمدارس كروية رائدة داخل القارة السمراء، حيث يراهن الدكاليون بقيادة مدربهم «الجنرال» عبد الحق بنشيخة على مسابقة كأس (الكاف) التي تمثل واجهة أساسية للاعبي الدفاع الجديدي لفرض ذواتهم وتطوير مؤهلاتهم والرفع من أسهم فريقهم قاريا، ومن ثمة السير على خطا فريقي الفتح الرباطي والمغرب الفاسي قبل ثلاثة مواسم، عندما توجا لسنتين متتاليتين بطلين لإفريقيا عن جدارة واستحقاق، وأعادا الكرة المغربية إلى الواجهة القارية من جديد بعد سلسلة من الإخفاقات والنكسات على صعيدي الأندية والمنتخبات التي لم تجن من مشاركاتها القارية سوى الخيبات.

أس سونابيل خصم مبني للمجهول

أس سونابيل البوركينابي خصم الدفاع الجديدي في الدور التمهيدي لكأس (الكاف) يعد فريقا مغمورا على الساحة الإفريقية، لكونه حديث العهد على مستوى الخريطة الكروية بأرض الرجال الطيبين، إذ رأى النور سنة 1990 بمبادرة من بعض العمال والأطر التابعين للشركة الوطنية للكهرباء ببوركينافاصو الذين آثروا الانخراط في إطار جمعية رياضية مستقلة أطلقوا عليها الجمعية الرياضية للكهربائيين بواغادوغو والتي تضم مكتبا مديريا تنضوي تحت لوائه سبعة فروع نشيطة تشارك بشكل منتظم في مختلف البطولات المحلية، الجهوية والوطنية، أربعة منها تستفيد من الإحتضان الشامل من قبل مؤسسة «لاسونابيل»، وهي: كرة القدم، كرة اليد، الكرة الطائرة وكرة السلة، فضلا على توفر النادي على تجهيزات ومرافق رياضية قارة وعالية المستوى، مما يساعده بشكل كبير على الإهتمام بالتكوين القاعدي وفق الإمكانيات المادية المرصودة لكل فرع على حدى، وبعد صعود أس سونابيل إلى البطولة البوركينابية «فاصو فوت» للدرجة الأولى، اكتفى فقط بلعب أدوار ثانوية والإستئناس بأجواء البطولة، قبل أن يتحول في المواسم الأخيرة إلى رقم صعب في المعادلة الكروية بأرض الرجال الطيبين ومنافس للأقوياء على الألقاب المحلية، حيث خسر الفريق البنفسجي نهاية كأس بوركينافاصو مرتين موسمي 2011 و2013 على التوالي أمام كلا من النجم الثاقب لواغادوغو بالضربات الترجيحية ونادي أصفا يانينغا بهدفين لواحد، حيث يشارك أشبال المدرب كامو مالو كوصيفين للبطل يانينغا الفائز في آخر موسم بالإزدواجية، في أول مشاركة قارية لهم في تاريخهم، ويراهنون على الذهاب بعيدا في كأس (الكاف)، إذ يتوفر النادي على لاعبين دوليين يعززون صفوف مختلف الفئات العمرية للمنتخبات البوركينابية، أبرزهم الحارس محمد لاري ديارا ولاعب خط الوسط سانو ألياسو اللذين شاركا مع منتخب بلادهما في آخر نسخة ل «الشان» بجنوب إفريقيا.

الدفاع يراهن على فوز عريض للتخفيف من متاعب الإياب

يستهل فارس دكالة رحلته الإفريقية بملاقاته الجمعية الرياضية لسونابيل من بوركينافاصو في إطار ذهاب الدور التمهيدي لكأس الإتحاد الإفريقي، وهي ومواجهة ليست بالسهلة وتبدو ملغومة للدفاع، نظرا لعدم توفر الطاقم التقني واللاعبين على معلومات دقيقة عن الفريق المنافس الذي يخوض بالمناسبة أول تجربة له في المنافسات القارية، لذلك دعا المدرب عبد الحق بنشيخة «الأولاد» إلى توخي الحيطة والحذر ومناقشة مباراة الذهاب بالجدية اللازمة، تفاديا لصعقة محتملة من كهربائيي واغادوغو الذين سيحضرون بكل تأكيد إلى الجديدة وكلهم طموح وحماس للعودة بنتيجة إيجابية تقوي حظوظهم في التأهيل إلى الدور الموالي، وأكثر ما يؤرق بال بنشيخة هو الغيابات المؤثرة في صفوف فريقه خاصة قطب الدفاع ساليف كيتا، فضلا عن ابتعاد لاعبيه عن «الفورمة» إثر التوقف الإضطراري للبطولة والذي امتد لأزيد من شهر، مما أفقد الفرسان تنافسيتهم، كما أن خصمه نادي سونابيل هو الآخر عانى لاعبوه من شبه عطالة كروية بعدما توقف عجلة البطولة البوركينابية «فاسو فوت» عن الدوران عند محطتها الخامسة منذ عدة أسابيع لفسح المجال للخيول المحلية الجامحة للمشاركة في مسابقة «الشان»، حيث يحتل حاليا الفريق البنفسجي المرتبة السادسة برصيد ست نقاط متخلفا بأربع نقاط عن المتزعم نادي ف س سانطوس، لذلك سيعود الدفاع الجديدي إلى حلبة التباري والمنافسة عبر بوابة كأس الكونفدرالية الافريقية، وسيكون الفريق الدكالي مدعوا إلى إستثمار عاملي الأرض والجمهور وتحقيق الامتياز وبحصة مطمئنة تعبد له الطريق نحو الدور الإقصائي المقبل، ماعدا ذلك سيضع أشبال بنشيخة أنفسهم في ورطة حقيقية، وستصبح رحلتهم خلال الأسبوع القادم إلى واغادوغو محفوفة بالمخاطر.

أحمد منير