الجيش الملكي ـ أس باماكو المالي

الجيش ببحر من الآمال يقتحم بوابة الأبطال

هل يتخلص العساكر من الهموم أمام منافس ملغوم؟

العساكر يعودون لأمجد الكؤوس بعد طول غياب ليستهلوا مشوارهم بعصبة الأبطال عبر بوابة أس باماكو المالي والذي يتوفر على تاريخ لا يمتد طويلا، لكنه أكد خلال السنوات الأخيرة على كونه قوة صاعدة في سماء القارة السمراء، وبالتالي فهو ورقة ملغومة وضعت في طريق الزعيم.

الجيش الساعي لترك بصمته قاريا والمتأكد من كون اللحاق بالمغرب التطواني محليا مسألة في غاية الصعوبة، يلاقي الفريق المالي على أمل حسم العبور للدور المقبل من العاصمة الرباط دون انتظار لما ستفرزه مفاجآت اللعب بباماكو من معطيات قد لا تسر طاقمه التقني ولاعبيه المفتقد أغلبهم لزاد التجربة الإفريقية.

أكسجنة بوسكورة

راهن الطوسي الذي بالكاد استطاع الإهتداء لمفاتيح الفريق بعد عودته لقيادته على إثر إنهاء مهامه على رأس العارضة التقنية للمنتخب الوطني على معسكر بوسكورة لرفع منسوب اللياقة البدنية والذهنية للاعبيه.

الطوسي الذي وضع جدولا مضغوطا بعدة مباريات ودية في طريق الجيش الملكي كان أقواها المباريات التي خاضها أمام الوداد، عمل على رفع درجة التناغم بين اللاعبين بعد أن أيقن أن المشكلة العويصة التي واجهت الفريق ذهابا لم تكن مرتبطة بغياب الإبداع عن المجموعة بقدر ارتباطها بعاملي التركيز و الثقة.

معسكر بوسكورة الذي فاقت مدته 3 أسابيع والمراهنة على بعض الإضافات من قبيل الثلاثي (أجدو والشطيبي وأكورام) إضافة لإمكانية الإستفادة قريبا من اللاعب اليوسفي، معطيات سيتم تشريحها من خلال الظهور الأول للفريق في مسابقة قوية إسمها عصبة الأبطال الإفريقية ومن خلال الشكل الذي سيظهر به الفريق العسكري الذي كان ساقا قبل 30 سنة لوضع بصمته على المسابقة في شكلها القديم بجيله الذهبي كأول فريق مغربي يتوج بها سنة 1985.

العصبة طريق العالمية

يدرك مدرب الفريق العسكري كما تدرك جماهيره أن العودة في سباق البطولة الإحترافية أصبح مسألة صعبة بعد الذهاب الكارثي وبعد الصورة المهزوزة للفريق والتي ساهمت في اتساع هامش الفارق عن المتصدر التطواني بشكل يصعب تداركه وتذويبه خلال الشطر الثاني من البطولة الإحترافية.

لذلك هو رهان وتحد واحد ما تبقى للفريق العسكري هذا الموسم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ويتجلى في الذهاب بعيدا في مسابقة ظلت عصية عليه طوال مشاركاته الأخيرة فلم يحقق فيها شيئا يذكر.

الفريق العسكري نجح في بلوغ دور المجموعات لا غير سنة 2008 و باقي مشاركاته كانت تقف عند بوابة الدور الثالث التي أقصي منها مرارا، غير أنه هذه المرة يشارك وهو يعلم أن حافزا كبيرا اسمه كأس العالم للأندية قد تدفعه لتقديم كل ما يملك وإخراج عتاده كاملا للتواجد نهاية السنة بين الأندية السبعة العالمية التي ستشارك في ثاني نسخة للموندياليتو بالمغرب.

أول الغيث مالي

كل الأهداف وتطلعات إداريي و طاقم الفريق التقني وجماهيره ولاعبيه، لا بد لها وأن تتحقق بعد أن يعبر الفريق الكثير من الحواجز والمسالك الصعبة والبداية بتجاوز أس باماكو المالي الذي وضعته القرعة في طريق الفريق قبل أن يجد نفسه في حال تجاوز هذا المطب في مواجهة قاسية مع ضلع كبير من أضلاع الكرة بالقارة السمراء.

العبور لدور المجموعات يتطلب إقصاء المنافس الملغوم القادم من مالي والذي يتوفر على لاعبين شاركوا رفقة المنتخب المحلي لهذا البلد، بل وعلى دوليين من الفريق الأول أمثال (ساليف كيتا وبوبكار كوني ومارك مبوا).

الكرة المتطورة بمالي كما جسدها المنتخب الأول من خلال آخر مشاركتين له بالكان والتي تقدم فيها لمسافات عميقة جعلت من بين القوى الكبيرة بالقارة السمراء، تفرض تعاملا حذرا من الفريق العسكري و تركيزا كبيرين بعد الطفرة التي عرفتها فرق القارة والتطور الملحوظ في أدائها.

كومندو منقح

خوض مباراة الذهاب بالرباط يتطلب تعاملا من نوع خاص مع مواجهة، أكيد سيخوضها الطرف الثاني وهو يدرك أنه سيلعب كل أوراقه داخل قواعده لذلك سيراهن على الصمود هنا ومحاولة توقيع هدف يعزز به حظوظه.

الفريق العسكري يدخل غمار المسابقة بتشكيل منقح بين لاعبي الخبرة الذين اكتسبوا مناعة الأدغال سواء رفقة الفريق العسكري أو القادمين من المغرب الفاسي وسبق لهم التتويج معه بالثلاثية التاريخية أو الوافدين الجدد الذين يكتنفهم حماس كبير تقديم أوراق اعتمادهم بألوان الزعيم.

عودة القيجوم أجدو الذي توج رفقة الفريق العسكري سنة 2005 بكأس الكاف على عهد المدرب محمد فاخر بعد ربح فريق دولفين النيجيري والذي شارك بالكأس الممتازة وخاض فاصلا كبيرا من لقاءات العصبة ولقاءات قارية أخرى رفقة الجيش والوداد، بإمكانها أن تساعد لاعبين شبان زادهم الحماس على تقديم الصورة التي ينتظرها الجمهور العسكري بتعمق فريقه في المسابقة المجيدة لأبعد مدى.

العساكر إذن بشلال من الآمال بوصفهم وصيفا لبطل المغرب رفقة الرجاء، يدخلون غمار المعترك الإفريقي على أمل استعادة روائع الأمس الجميل والزمن الذهبي ولو أن ذلك لن يتأتى إلا بعد الإجهاز على الفريق المالي وبعده منافسين آخرين أكثر قوة وصرامة في التعاطي مع مواجهات مسابقات أصبحت مطمحا لكل كبار القارة السمراء باعتبارها الطريق المؤدي لكأس العالم للأندية.