قمة بألوان الطيف بين المتصدر والوصيف
انتصار النسور يقوي آمال بلوغ المونديال
الحمامة أمام تقرير المصير وتفادي السيناريو العسير

مباراة الموسم وحتى مباراة القرن..
كيف لا تكون كذلك وهي الطريق الذي يفتح باب المشاركة بالمونداليتو المثير والمغري بعد ملحمة الرجاء بالنسخة السابقة.
عراك الكبيرين المتصدر والوصيف في مباراة مجنونة تشبه مباريات النهائية تفتح الباب أمام تسخينات تسبق المواجهة وتحيل على صدام كبير بين حمامة حلقت عاليا منذ ضربة البطولة ونسر متربص تحين أنصاف الفرص لخلخلة الحسابات والعودة للسباق بجنون.
متابعة في سيناريوهات القمة المحمولة على حسابات تقود لحتمية الانتصار للرجاء ولتفادي الخسارة لتطوان.
عند الإمتحان يعز...
هو لقاء أشبه بالإمتحان بل هو اختبار عسير لكلا المدربين العامري بكرته الجميلة كما يحسبها هو، والبنزرتي الذي تفوق على كل أجانب البطولة ويراهن على تحقيق علامة مميزة في أول إبحار له بالمغرب عبر العودة باللقب والنجمة المضيئة لبلاده قرطاج بما يرفع أسهمه أكثر.
الإمتحان يضع الرجاء المستقبل أمام مباراة مصيرية لا يمكنه أن يخطأ فيها وهو الذي اجتهد كثيرا وعانى الأمرين كي يصل لهذه المباراة وهو متسمك بأمل التتويج، بعد أن أذاب الجليد الذي كان يفصله عن المتصدر.
هو امتحان يضع المغرب التطواني أمام منعرج حاسم في مساره قد يهدم فيه ومن خلاله كل ما شيده على امتداد بطولة ظل يتسيد فصولها منذ ضربة البداية.
اللقاء الأروع والإستثنائي وغير المصنف، خدمته البرمجة بسخرية كبيرة حين فرضت إقامة مواجهة من نار بين فريقين يوحد بينهما هم وإغراء كبير إسمه مونديال الأندية.
الرجاء بطل الإياب
هكذا تتحدث الإحصائيات بعد أن حقق أفضل النتائج وأرقاما أفضل من بقية منافسيه خلال مرحلة الإياب متداركا النقص الذي كان موجودا على مستوى الفارق مع المتصدر التطواني.
ولو أن الرجاء إستغل جيدا مواجهتي جمعية سلا التي خسرها والكوكب الذي تعادل معه لكان اليوم متصدرا حتى قبل مباراة المغرب التطواني، الشيء الذي يعكس حقيقة واحدة وهو كون الفريق حقق سبرنت هائل إستطاع من خلاله أن يكون يوم المباراة ممسكا بمصيره بين يديه، فالإنتصار يفتح أمامه باب المشاركة الثالثة والثانية على التوالي بمونديال الأندية، وهو الذي بيع جلده قبل فترة.
إنتصاره بالمؤجل أمام الدفاع الجديدي جعل الفريق يعود من بعيد و يعيد ترتيب كل الأوراق وبلوغ النقطة 55 أمام المغرب التطواني يعني وهو المحتكم على فارق أهداف أفضل من الحمامة أنه سيكون بحلاجة لانتصار رقمي صغير على أولمبيك آسفي ليتوج بطلا للمغرب للمرة الثانية تواليا.
الحمامة مرعوبة أمام تقرير المصير
هذا هو ملخص وضع المغرب التطواني والذي دخله الشك وهو الذي كان يتحدث عن تتويج سابق للأوان وعن إمكانية التحليق بالدرع منذ فترة قبل أن يصل للمباراة الواعدة والقوية أمام الرجاء.
لماذا المغرب التطواني مرعوب؟
لأنه باختصار لم يجرب سيناريو أن تضيع منه الصدارة إلا في مناسبة واحدة إقتسم معه فيها الكوكب إعتلاء القمة لكنه مناصفة لم تكن مؤثرة يومها بخلاف هذه المرة، حيث لو يخسر ستضيع منه الصدارة وسيصبح بحاجة لخدمة من أولمبيك آسفي ليتوج باللقب.
وهو أيضا لقاء تقرير المصير لأن الفريق لو يفوز فحينها سينهي كل شيء وسيعود متوجا من الدار البيضاء والحالة هاته سيؤكد استحقاقه للقب شكلا ومضمونا.
المغرب التطواني هو من تسبب لنفسه في هذا الوضع الحرج بعد أن أضاع سيلا من النقاط (4 تعادلا وخسارة من الجيش الملكي في آخر 7 مباريات).
ما يعني أنه ضاعت منه نقاط كثيرة كان بإمكانها أن تفيده اليوم وتجنبه الخطر الذي يداهمه من المعترك الرجاوي.
المونديال ينادي
لم تكن المباراة لتبلغ هذه الهالة وهذه الذروة من التنافس لو لم تكن فاتحة وبوابة لبلوغ محطة مونديال الأندية الذي سيقام بالمغرب للمرة الثانية على التوالي.
ما حققه الرجاء بالنسخة السابقة بات مغريا انضاف لإغراء التعويضات والتوشيح الكبير للفريق، والشيء الذي أشعل الصراع على الصدارة.
الرجاء بمتولي وياجور وحتى الحافيظي ومنقوصا من هدافه مابيدي هو من سيكون مطالبا بالجرأة الهجومية والفوز وليس منافسه.. والضيف الذي سيوضع في فرن إسمه مركب محمد الخامس أمام جمهور قياسي مؤمن بحظوظ وإمكانية التتويج، وسيكون اليوسفي والملحاوي وأبرهون في اختبار القوة والمناعة والصلابة أمام الهجوم الأقوى بالبطولة الإحترافية.
التتويج والمونديال والإغراءات والتحفيزات المالية التي تم تخصيصها للاعبين، توابل تجعل من مباراة الرجاء والمغرب التطواني قمة القمم الممنوعة على  المرضى الذين ترهقهم سيناريوهات هتشكوك ونهايات درامية مفتوحة على كثير من الإحتمالات.
آه ونص... عنوان مباراة الفائز فيها سيحمل على الهودج والخاسر سيعود أدراجه حسيرا..

متابعة: منعم بلمقدم