لم يستمر مقام المهاجم المصري عمرو زكي بالقلعة الخضراء أكثر من أربعين يوما تم بعدها الإعلان عن القطيعة وفسخ العقد بين الطرفين، وكان مهاجم الزمالك سابقا قد حل بأرض الوطن يوم ثاني من شهر يناير حيث خضع للفحوصات الطبية في الصباح كما كان مقررا تقديمه لوسائل الإعلام والجمهور في نفس اليوم بمناسبة المباراة التي جمعت النسور بالكوكب المراكشي، لكن إلحاحه على التوصل بمنحة التوقيع "كاش" بالعملة الصعبة أخر عملية التوقيع إلى اليوم الموالي، وكنت من بين الذين انتظروا حلول النجم المصري بمركب محمد الخامس حيث كان في الإنتظار مجموعة من المصورين صوبوا عدساتهم نحو بوابة المركب كما كانت الكاميرات جاهزة لإلتقاط أولى لحظات وصوله باعتباره أول لاعب مصري يحترف بالبطولة المغربية ومع توالي الدقائق بدأت تصل الأخبار التي تؤكد بأن الطرفان لم يتوصلا بعد لإتفاق نهائي وأن بعض الجزئيات حالت دون توقيع العقد وكانت أول كذبة صدقها الرجاويون ومعهم الجمهور المغربي بالنظر للفرق بين البطولتين المصرية والمغربية من حيث الإمكانيات المادية بالخصوص. وليست هذه أول كذبة ارتبطت بعمرو زكي، بل سبقتها كذبة أخرى مماثلة سنة 2008 حين جرى الحديث عن إمكانية انتقال «البلدوزر» المصري مع افتتاح الإنتقالات الشتوية لريال مدريد ليحل بديلا للهولندي فان نستلروي، وحينها صدق الجمهور العربي هذه الكذبة التي لم تتحقق فعلا على أرض الواقع. واليوم بعد مرور أربعين يوما على تقديمه لوسائل الإعلام بمركب الوازيس أعلن يوم الخميس 13 من شهر فبراير عن اتفاق يتم بموجبه فسخ العقد بين الطرفين وذلك بعد أن أخل المهاجم المصري ببنود العقد التي تقتضي إخبار إدارة الرجاء بوضعه الصحي وبخضوعه لعملية جراحية بالديار الألمانية وهو ما لم يتم بالفعل.

وبدون الدخول في التفاصيل وتحديد المسؤوليات وما إن كان المهاجم المصري قد كان مصابا قبل توقيعه للرجاء بكل ما يحمله ذلك من إدانة للطاقم الطبي الذي أشرف على الفحص الطبي، أو أنه تعرض للإصابة فعلا أثناء المرحلة القصيرة التي قضاها مع النسور، فإن الصفقة قد بدت للمتتبعين وللمهتمين بالشأن الكروي فاشلة من أساسها كما أنها قد تكون مكلفة للفريق الأخضر بالرغم من استرجاع إدارة الرجاء لمنحة التوقيع التي توصل بها اللاعب مع أداء الفريق الأخضر لتكاليف العملية الجراحية التي قد تصل لحوالي 22 مليون سنتيم. وظهرت ملامح فشل الصفقة أولا من تراجع مستوى اللاعب، إذ لم يتوفق في فرض وجوده بالبطولة الكويتية ما جعل إدارة الزمالك تتراجع عن الإرتباط به بالإضافة لسنه فهو من مواليد سنة 1983 وهذا ما لا ينطبق مع الإستراتيجية الجديدة التي راهن عليها المكتب المسير بعد الموندياليتو والتي ترمي لخفض معدل سن الفريق لما دون 24 سنة، وبالإضافة لتكاليف العملية وتنقلات اللاعب بين القاهرة والدار البيضاء فقد اضطر الفريق كذلك لفسخ عقد المهاجم الأجنبي الرابع الكونغولي كاندا من أجل عيون «البلدوزر» المصري، في الوقت الذي أضاع كذلك على الرجاء فرصة انتداب لاعب الجمعية السلاوية يوسف الكناوي وهي الصفقة التي كانت ستكون مربحة للنسور بالنظر لسن اللاعب وكذا لمؤهلاته الفنية. 

ويظهر بأن الخاسر الأكبر هو مكتب الرجاء الذي سعى وراء سراب اسمه (البلدوزر) عمرو زكي بحثا عن تعاقدات من المستوى العالمي حتى ينطبق على اسم الرجاء العالمي ما ذكرني بجري جامعة الفهري وراء مدرب بمواصفات العالمية التي لم نجن وراءها إلا صداع الرأس، وبذلك ينتهي هذا المسلسل المصري الذي عمر أربعين يوما بالتمام والكمال خاض خلالها زكي ثلاث مباريات ودية بقميص الرجاء دون أن يتمكن من المشاركة في أية مباراة رسمية والحصيلة هي هدف وحيد من ضربة جزاء.

إبراهيم بولفضايل