انتهى الكلاسيكو في أجواء سادتها الروح الرياضية داخل رقعة الميدان بين لاعبي الفريقين و ذلك بالرغم من الحدة و القتالية التي ميزت أطوار هذه القمة بين الرجاء و الجيش الملكي.و نجحت السلطات الأمنية للبيضاء في تنظيم هذه المباراة و ضبط العملية التنظيمية إذ لم تسمح لجمهور الفريق العسكري بمغادرة مدرجات مركب محمد الخامس إلا بعد مرور حوالي ساعة على نهاية المباراة و ذلك عبر ستة حافلات قامت بتأمين تنقل الجمهور في اتجاه محطة القطار.لكن هذه الرحلة في اتجاه العاصمة لم تمر بسلام بعد أن تم توقيف القطار لأول مرة قرب محطة عين السبع لحوالي نصف ساعة،كما تم توقيفه للمرة الثانية بعد مغادرته لمحطة المحمدية قرب كلية العلوم الإقتصادية بعد استعمال منبه الإنذار.و أكد شهود عيان رشق جمهور الجيش للمنازل بالحجارة ما شكل استفزازا لسكان المنطقة و خاصة  أحياء البرادعة و النهضة رياض السلام حيث دخلوا في مواجهات مباشرة استعملت فيها الحجارة و العصي ما تطلب تدخلا من السلطات الأمنية و أمام صعوبة احتواء الموقف تمت المطالبة بتعزيزات أمنية إضافية ليتم في الأخير إخلاء المكان و إعادة الهدوء للمنطقة مع تأمين استئناف القطار لمساره في اتجاه العاصمة الرباط.و قد خلف هذا الحادث ارتباكا في رحلات القطارات إلى جانب الهلع الذي أصاب المواطنين كما اشتكى بعض المسافرين من تعرضهم للسرقة و النشل و التهديد بالسلاح الأبيض داخل القطار من طرف جماهير فريق الجيش الملكي.ناهيك عن بعض الأضرار التي لحقت بالقطار كتكسير زجاج العديد من العربات،و إصابة سبعة أشخاص بجروح و كذا ثلاثة من عناصر الأمن و احتراق دراجة نارية خاصة بالصقور.و على إثر هذه الأحداث تم اعتقال شخصين من جمهور الجيش الملكي في انتظار ما ستسفر عنه التحريات التي ستباشرها السلطات الأمنية لمعرفة كل المتسببين في هذا العمل الذي يسيء  للرياضة الوطنية.و يعود بنا هذا الحادث شيئا ما للوراء و بالضبط ليوم الخميس الأسود حين تسبب جمهور الجيش الملكي في أعمال شغب وسط العاصمة الإقتصادية و أسفر حينها عن اعتقال حوالي 200 شخص تم تقديمهم للعدالة،و تم العفو عن القاصرين في حين أعلنت المحكمة عن مجموعة من العقوبات في حق من ثبت ارتكابه لأعمال مخالفة للقانون. و هو السيناريو الذي قد يتكرر مرة أخرى فلم يعد المجال يسمح للتساهل مع مثل هذه التصرفات التي تشجع على العنف و تتخذ الرياضة كمطية لارتكاب جرائم مخالفة للقانون و إيذاء المواطنين من خلال تخريب الممتلكات العامة و الخاصة.

إبراهيم بولفضايل