المنتخب: عبد اللطيف أبجاو
هم الذين يرفعون على الأكتاف عند الأفراح، وهم أول من تسلط إليهم سهام النقد عندما تسوء النتائج، لأنهم بكل بساطة الـمدربون والربابنة الذين يقودون الأندية، ولأن مرحلة الذهاب بإيجابياتها وسلبياتها قد أسدلت الستار على منافساتها فقد كان من اللازم تسليط الضوء على المدربين لتقييم ما قدموه في النصف الأول من البطولة، وبين مدربين حققوا نتائج إيجابية وآخرون تعذبوا في شطر الذهاب، فإن الإياب ينذر بإثارته وصعوبة تضاريسه على جل الربابنة 16 الذين سيدخلون رحى النصف الثاني من البطولة بسلاح التحدي وتحقيق الأهداف المسطرة.
صراع الـمحلي والأجنبي
مع بداية كل موسم يطفو على السطح ذلك الصراع الأزلي بين الـمدرب الـمحلي والأجنبي، إعتبارا إلى أن كل البطولات تشهد ظاهرة الـمدرب الأجنبي، لذلك تجد البطولة الإحترافية الـمغربية نفسها معنية أيضا بهذه الظاهرة، غير أن ما لوحظ خلال النسخة الخامسة بعد دخول الكرة المغربية عهد الإحتراف هو اجتياح الـمدرب الأجنبي، حيث بدأ الـموسم الحالي بحضور تسعة مدربين من أصل 16 ينشطون في البطولة، ما يعني أنهم شكلوا أكثر من النصف، حيث منح هذا الكم للمدرب الأجنبي صورة أخرى لصراع مثير في الخفاء، فكل من المدرب المحلي وكذا الأجنبي سعى للدفاع عن صورته في البطولة ومدى قدرته على النجاح في مهمته، وخاصة تفادي الإقالة التي غالبا ما تتربص بكل مدرب يسجل النتائج السلبية.
الركراكي وحيدا
بإلقاء نظرة على الترتيب النهائي لـمرحلة الذهاب سيتأكد سيطرة الـمراكز الأولى للمدربين الأجانب ونجاح أغلبهم في الإرتقاء في طابور الـمقدمة في انتظار ما ستفرزه مرحلة الإياب من مفاجآت، لذلك يبقى المدرب وليد الركراكي الإستثناء والفارس المغربي الوحيد الذي نافس المدربين الأجانب في طابور المقدمة، والدليل أنه حسم لقب الخريف لصالحه أمام كوكبة من المدربين الأجانب يتقدمهم الويلزي طوشاك الذي أنهى الترتيب مع فريقه الوداد في المركز الأول، كما تألق الجزائري عبد الحق بن شيخة ونجح في تخطي كل الصعوبات واحتل الـمركز الثالث، أمام المركز الرابع فاحتله الجيش مع مدربه البرتغالي جوزي روماو.
عدوى الأزمات
لم تلتزم أغلب الأندية بنتائجها الإيجابية، وكان الـمشهد غريبا في مرحلة الذهاب إذ تعذر على أغلب المدربين الحفاظ على نسقهم التصاعدي، فكلما قبض أي مدرب طريق النتائج الإيجابية إلا ويجد نفسه بعد دورات تجتاحه أمواج النتائج السلبية، فعاش مجموعة من الـمدربين بداية موسم صعبة لدرجة أن مقصلة الإقالة هددتهم بقوة قبل أن يستعيدوا توازنهم ويفلتوا من الرحيل، على غرار البرتغالي روماو الذي وقع على بداية متواضعة وغاب عليه الفوز في المباريات الخمس الأولى كما خرج مبكرا من منافسة الكأس، لكن سرعان ما استطاع أن يعيد للفريق العسكري توازنه بدليل أنه أنهى ترتيب مرحلة الذهاب في الـمركز الرابع ولم يذق طعم الخسارة في الـمباريات 11 الأخيرة.
وبدوره عاش الإسباني سيرجيو لوبيرا كابوسا في بداية الموسم، بدليل أنه سجل أربع هزائم وتعادلين في الـمباريات الست الأولى، لكن الحمامة التطوانية عادت للتحليق بالنتائج الإيجابية ونجح لوبيرا من إيجاد سكة النتائج الإيجابية.
أزمة النتائج إن هي بارحت أندية لم تكن بدايتها جيدة فإن عدواها انتقلت إلى أندية أخرى وضغطت على مدربيها رغم البداية الجيدة، على غرار هشام الدميعي مع الكوكب الـمراكشي الذي لم تستقر نتائجه إلى جانب أيضا عبدالهادي السكيوي بفريقه حسنية أكادير وكذا التونسي كمال الزواغي المقال مع شباب الحسيمة.
بين النجاح والفشل
ينذر شطر الإياب بأنه سيكون ناري وغير سهل على جميع الأندية، باعتبارها الـمرحلة الحاسمة التي تحدد أهداف كل فريق، سواء الأندية التي تنافس على اللقب أو تلك التي تسعى لتفادي النزول للدرجة الثانية التي تمني النفس في إنهاء الترتيب في المراكز الأولى، وتبقى النتائج التي تسجلها مرحلة الإياب ستحدد أيضا مدى نجاح كل مدرب في تحقيق الهدف الذي جاء من أجله.
والأكيد أن مجموعة من المدربين ووفق النتائج المسلجة والأهداف التي يلعبون من أجلها سيتحملون ضغطا كبيرا في هذا الشطر الحاسم، لعل أبرزهم هو طوشاك الـمطالب بالحفاظ على توهج الوداد، والركراكي الذي تنتظر منه مكونات الفتح الشيء الكثير إلى جانب بن شيخة الذي تتمنى مكونات إتحاد طنجة أن يحافظ على تألق فريقه.
مدربون آخرون سيتحملون وزر ما ينتظرهم من صعوبات في الإياب خاصة الأندية التي تقبع في طابور المؤخرة ويهددها شبح النزول للدرجة الثانية، أبرزهم أحمد العجلاني الذي استعصى عليه الحفاظ على ما سجله من نتائج إيجابية في الموسم الماضي، إلى جانب أيضا مدربين آخرين كدينيس لافان وجمال السلامي وعزيز العامري.