عصام العدوة: الظفرة ليس خطوة للخلف
فرق فرنسية كثيرة طلبتني بعد اختياري ضمن الـمنتخب الـمغاربي
إنفردت «الـمنتخب» بلقاء اللاعب الدولي عصام العدوة وهو يصمم صفقة ما كان أحد يتوقعها بانتقاله لفريق الظفرة الإماراتي حيث حكم لاعب الـمنتخب الـمغربي العاطفة على العقل هذه الـمرة لحسم أموره ومستقبله بالطريقة التي ترضيه.
العدوة في الحوار التالي ينقل لقراء «الـمنتخب» تفاصيل وأسرار اختياره الظفرة ويتحدث عن دواعي العودة للخليج التي جربها ذات مرة ولـماذا رفض عرضين من فرنسا وإسبانيا.
الـمنتخب: كل الـمؤشرات كانت توحي ببقائك في حضن فريقك الصيني على أقل تقدير أو الإنتقال لفريق بأوروبا، ما الذي غير الأمور بهذا الشكل؟
عصام العدوة: هذا ما كان واردا وخططت له بعد أن اتفقت مع مسؤولي الفريق الصيني نهاية الـموسم على العودة والتحضير لـموسم جديد بآفاق مختلف.
ما جدث كان خارج الإرادة وفوق الطاقة بعد وفاة السيد الوالد وهو الأمر الذي كان له تأثير كبير في حياتي وغير الكثير من الأمور وحتى النظرة للأشياء والـمستقبل، لذلك يمكنني القول أن صفقة الظفرة تدخل ضمن هذا السياق.
الـمنتخب: لم أفهم قصدك ما الذي تعنيه من خلال الشرح الذي قدمته؟
عصام العدوة: ما قصدته هو أنه لم يعد ممكنا ولا متاح أمامي البقاء بالصين، حيث التنقلات الصعبة والـماراطونية والتي تأخذ مني وقتا طويلا كل مرة إن لزيارة أفراد الأسرة أو الحضور لـمعسكرات الـمنتخب الوطني.
لقد تركت أسرتي الصغيرة بإسبانيا وتنقلت للصين وهذا لم يكن سهلا علي، وجدت نفسي مقسما بين الحضور للمغرب وزيارة أفراد أسرتي الصغيرة واللعب للمنتخب الـمغربي في مواعيد قوية بما يطرحه الإرهاق الشديد وفارق التوقيت بين الـمغرب والصين من مشكلات بالنسبة لي.
لهذا قررت ترك الفريق الصيني وبطريقة تفهمها مسؤولوه وأنا مقتنع بما قمت به لأنه فوق طاقتي.
الـمنتخب: ولـماذا الظفرة الإماراتي بالذات ألم تكن أمامك فرصة اللعب لفريق آخر؟
عصام العدوة: على العكس من ذلك تماما لأنه بعد نهاية البطولة الصينية وحضوري للمغرب لم يتوقف عدد كبير من وكلاء أعمال اللاعبين على تقديم عروض قوية لي.
ومؤخرا بعد اختياري ضمن أفضل 11 لاعبا مغاربيا من طرف الصحافة الفرنسية كانت لي اتصالات مع مسؤولي ناديين بارزين بالليغ 1، إلا أن الإختلاف كان حول قيمة العقد وخاصة وأقول خاصة مدته.
نادي الظفرة استجاب لشرط المدة والتي تمتد حتى نهاية الـموسم حتى أختار وجهتي القادمة بارتياح وتركيز وهذا هو الإختلاف الذي صنعه نادي الظفرة؟
الـمنتخب: وما الذي كان يزعجك في قبول عروض بمجة أطول؟
عصام العدوة: سأعود معك بعد هذا السؤال لطبيعة تواجدي بفريق شونغ كينغ الصيني، وسبب آخر عجل برحيلي عن صفوفه، وهو كون البطولة الصينية تنتهي شهر نونبر من كل سنة وهو أمر معقد وخلالها كان سيتكرر معي نفس الأمر الذي عانيت منه هذا الـموسم وهو أن أصبح حرا في فترة توجد فيها البطولات الأوروبية في قمة التنافسية وغير متوقفة كما أنه سيصعب علي يومها اتخاذ قرار يهم مستقبلي والـمنتخب الوطني يخوض التصفيات الخاصة بكأسي إفريقيا والـمونديال.
لهذا كان عرض نادي الظفرة مثاليا وأتاح أمامي إمكانية تقديم نفسي خلال هذه الفترة الـمتبقية من الـموسم وبعدها يأتي قرار هادئ ونهائي يهم مستقبلي.
الـمنتخب: لم تجبني عن عروض الفرق الفرنسية؟
عصام العدوة: لم تكن وحدها العروض الـموجودة بأوروبا كانت عروض من فرق إسبانية، لكن أثقل مدة تم اقترحها كانت هي عقد من 3 مواسم وهو أمر لم يرق لي الـمرة.
لقد مررت من فرنسا وأملك خبرة وتجربة محترمة بهذه البطولة ويقيني كبير بأن العروض الـمقبلة ستكون أقوى بكثير مما تلقيته بالفترة الحالية.
الـمنتخب: البعض يعتبر توقيعك للظفرة تراجعا للخلف بعض الشيء بعد مسار احترافي لامع وقوي طيلة هذه السنوات؟
عصام العدوة: لا، ليس صحيحا بالـمرة، البطولة الإماراتية جد محترمة ومر منها لاعبون كبارا والدليل الـمستوى الذي يوجد عليه الـمنتخب الإماراتي وفرقه حاليا.
الظفرة فريق محترم والتوقيع له ليس خطوة للخلف وعلينا أن نتخلص من هذه النظرة للبطولات الخليجية بدليل ما نتابعه حاليا من صعوبة على مستوى احتراف لاعبينا بهذه البطولات على عكس ما ساد في السابق.
الـمنتخب: وماذا عن الـمنتخب الوطني ألا تخشى من أن تفقد مكانك بصفوفه بعد هذه الخطوة بعدما جرب لاعبون قبلك الخروج من حسابات الزاكي لذات السبب؟
عصام العدوة: لا أعتقد أن الناخب الوطني السيد الزاكي بادو يفكر بهذا الـمنطق ولا أراه يحسب الأمور بهذا الشكل لأنه مدرب محترف ويحترم كل البطولات والـمحترفين بها.
العبرة بالـمستويات التي يتم تقديمها والثبات على الأداء وكذا الحفاظ على التنافسية الـمطلقة وبعدها من يملك صلاحية الحكم هو الزاكي.
أنا اخترت البقاء على مقربة من الـمتابعة ببطولة عربية ليكون الحكم عادلا على الـمستوى الذي سأقدمه وبالنسبة لي ما يهمني هو أن نتوفق في التأهل لــ «الكان» وعبور حاجز الرأس الأخضر أكثر من أمور صفقتي لأن هذا هو ما ينتظره الجمهور الـمغربي وعلينا تحقيقه، كما أني سألعب لفترة قصيرة بالإمارات وبعدها ستكون هناك مفاجآت أتحفظ عليها حاليا.