"العين" يلهم "الأبيض" لكتابة التاريخ
تبدو الإمارات العربية المتحدة في أتم الجاهزية للكشف عن نسخة تاريخية واستثنائية لكأس أسيا للأمم ستشكل بلا شك انعطافة كبيرة في تاريخ مونديال قارة أسيا.
ليس التاريخي ولا الإستثنائي أن تستضيف إمارات الإبهار والنبوغ، كأسا قارية للمنتخبات، فقد استضافت إمارات زايد الخير، العشرات من الأحداث الرياضية العالمية والقارية بتفوق لا مثيل له، ولكن التاريخي والإستثنائي هو أن كأس أسيا للأمم والتي ستعطى إشارة انطلاقتها غدا السبت، هنا بالعاصمة أبوظبي، بملعب مدينة زايد الرياضية، بمباراة افتتاحية مثيرة بين الإمارات والبحرين، هي الأضخم في تاريخ الكأس القارية، بعد أن قرر الإتحاد الأسيوي لكرة القدم الزيادة في عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات، ليصل إلى 24 منتخبا، وهو ما يضمن حضور منتخبات ناشئة انتظرت هذه التوسعة لتحصل على شرف المشاركة لأول مرة في النهائيات.

                تنظيم دورة ولا أروع
وحرصت الإمارات منذ أن أسند لها تنظيم النسخة الإستثنائية، على حشد كل المهارات المكتسبة في مجال تنظيم المسابقات الكبرى، من أجل أن يصادف الدورة نجاح تنظيمي متطابق تماما مع النجاحات التي حققتها الإمارات عند استضافتها للعشرات من التطاهرات الرياضية العالمية والقارية، وكان آخرها التنظيم المبهر لكأس العالم للأندية نهاية عام 2018.
وعلى مدار ثلاث سنوات لم يتوقف عمل اللجنة المنظمة برئاسة سعادة خلفان الرميثي، للإحاطة بكل جوانب تنظيم الكأس وللوصول إلى مستوى عال من الإجادة، حيث أن نظام مونديال أسيا الجديد، يفرض نفس المواصفات التنظيمية التي يتميز بها كأس العالم، من حيث كثافة التغطية الإعلامية، إذ المتوقع بحسب اللجنة الإعلامية للمسابقة، أن يصل عدد الإعلاميين المواكبين للدورة قرابة 5000 إعلامي.
ونجحت الإمارات في وقت قياسي في تجهيز ثمانية ملاعب ستقام عليها 51 مباراة، إذ عمدت اللجنة المنظمة العليا إلى تحيين كل ملاعب الدورة، بل منها ما خضع للزيادة في سعة الإستقبال، لنكون في النهاية أمام مسارح رائعة تتبارى فيها المنتخبات 24 من يوم غد السبت خامس يناير لغاية الفاتح من فبراير، اليوم الذي ستتوج خلاله أسيا بطلها الجديد.

                البحث عن القلادة الأولى
وسيكون هذا المونديال الأسيوي استثنائيا ليس فقط لبعض المنتخبات التي تصل لأول مرة للنهائيات، بل أيضا لمنتخب البلد المستضيف، ذلك أن الإمارات التي توجت بعديد الألقاب الإقليمية، لم تنل في أي مرة شرف التتويج باللقب، برغم أنها حظيت بشرف التأهل لنهائيات كأس العالم، نسخة 1990 بإيطاليا. وقد كان أفضل إنجاز للمنتخب الإماراتي الذي يلقب ب"الأبيض"، هو لقب الوصافة خلال نسخة 1996 التي استضافتها الإمارات.
ولئن كان تجاوز المنتخب الإماراتي لدور المجموعات الذي يلتقي خلاله تواليا منتخبات البحرين (5 يناير) والهند (10 يناير) وتايلاند (14 يناير)، أمرا متوقعا، إلا أن ما سيأتى بعد ذلك سيكون قويا وضاريا، بحكم أن الأبيض سيلتقي بالمدارس الكروية الكلاسيكية بأسيا والتي يستسيد بعضها سجلات حملة الألقاب.

                 "العين" تلهم "الأبيض"
ومع وجود مدرب خبير بالعارضة الفنية، إلا أن الأبيض الإماراتي سيفتقد كثيرا لنجمه المبدع عمر عبد الرحمان الملقب بعموري، المتوج قبل فترة بلقب أفضل لاعب أسيوي، والذي أصيب برفقة ناديه الهلال السعودي.
ومع إدراك الأبيض لصعوبة المهمة وقوة الضغط الواقع عليه، فإنه يعتبر اللعب على أرضه وبين جماهيره، بمتابة حافز قوي وفرصة لا تعوض لكتابة التاريخ، ويلهمه في ذلك وعد جماهيره بالوقوف إلى جانبه، كما تدل على ذلك الحملات التي أطلقتها روابط المشجعين منذ أيام، والتي تعد بتواجد قرابة أربعين ألف مناصر غدا السبت بملعب مدينة زايد الرياضية، خلال مباراة الإفتتاح أمام البحرين.
غير هذا فإن ما يلهم الأبيض أيضا، ما أنجزه نادي العين قبل نهاية السنة، عندما كان ثاني نادي عربي بعد الرجاء يبلغ المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، علما بأن النواة الصلبة للأبيض تتشكل من نجوم العين.